حتى الآن لا أحد يستطيع فهم عبقرية المدرب الوطني رابح سعدان الذي أكنّ له كل الاحترام بحكم معاصرتي له في أعظم الفترات التي درّب فيها المنتخب الوطني من يوم كان يشتغل مع الثنائي رايكوف وروغوف على رأس المنتخب وكيف كانت له اسهامات كبيرة في وصول المنتخب الجزائري إلى مونديالين متتاليين، إذ أن تصريحات مدربنا في الآونة الأخيرة بات يغلفها الغموض ويغلب عليها التناقض، وهي مثار جدل في الأوساط الكروية، فسعدان الذي راهن على لعب الأدوار الأولى وحقق التأهل عن جدارة وهو مشكور على نتائجه الكبيرة، بدأت نغمة التفاؤل عنده تتراجع إلى درجة أنه أضحى يشكّك في مستقبل المنتخب الوطني من خلال الدور الثالث للتصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا. لقد قال سعدان قبل تأهل الجزائر إلى الدور الثالث بأنّ هدفنا هو التأهل إلى كأس إفريقيا، لكن ماذا حدث بعد ذلك لقد تغيّرت اللهجة وقال احذروا أنّنا لم نتأهل لكأس إفريقيا بعد، وهاهو في آخر تصريح يقول من سطيف إنّ الكرة الجزائرية تتميّز بعدم الاستقرار وأنها لن ترقى إلى المستوى العالمي إلاّ عندما تنبثق قاعدة المنتخب الوطني من صلب البطولة الوطنية فماذا يفهم من هذا؟ ربما يفهم من هذه الخرجة أن سعدان بدأ يشعر بحق بأنّ المسؤولية الملقاة على عاتقه هي أكبر من طاقته وقدرته وربما تكون هناك أشياء كثيرة قد أربكته وعكّرت مزاجه إلى درجة أنّه صعب عليه قول حقيقة ما توصل إليه من قناعات بعد إجراء عملية القرعة، ليفسج المجال للتأويلات التي بدأت تشكك فعلا في عدم قدرته على تحمّل ضغط هذه المرحلة الجديدة التي فتح أفقها هذا التأهل الذي نأمل جميعا أن يكلل بوصولنا لنهائيات كأس العالم وكأس إفريقيا معا، ولو أننا ندرك أن التفاؤل لا يحقق التأهل. ومن هنا نأمل أن يكون تحفظ سعدان قد املته اعتبارات هي تلك التي ميزت تصريحات زميله المصري حسن شحاتة، الذي أحس هو الآخر بأن المجموعة صعبة وشرسة والفوز بصدارتها يتطلب الحذر في التعامل معها، لأن كل منتخباتها وبصرف النظر عن الشهرة والتاريخ والسجل تسعى لكسب الرهان . ومن هنا نتساءل هل أن غموض تصريحات سعدان أملته فعلا هذه الاعتبارات أم أنّ الرجل وصل فعلا إلى القناعة التي تقول المهم التأهل إلى نهائيات كأس افريقيا وكفى، وذلك من أضعف الايمان، أم أنه يريد العمل على تخفيف حدة الضغط الممارس عليه من قبل الجماهير التي لا تؤمن بالمستحيل في مثل هذه المراحل؟