كان للمدرب الوطني رابح سعدان مع نهاية هذا الأسبوع تدخلين في التلفزيون والإذاعة الوطنية، حيث عاد في حصة الزميل محمد جمال “كلام في الرياضة” وعلى أمواج القناة الثالثة في حصة “فوتبال ماڤازين” للزميل معمر جبور إلى تقييم مشوار “الخضر“ في نهائيات كأس إفريقيا وتحدث عن المستقبل وما ينتظر المنتخب في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، كما تحدث عن التغييرات المرتقبة... وهذا بداية من مواجهة صربيا المقررة في 3 مارس القادم. “ليس صحيحا أنّ كوادر المنتخب تدخلوا من أجل تغيير التشكيلة عشية مباراة مالاوي” وفي رده على سؤال يخص تدخل بعض اللاعبين القدامى في المنتخب، أو كما يُسمّون كوادر المنتخب، في تغيير التشكيلة التي كان من المقرّر أن تلعب أمام مالاوي في اللقاء الأول، قال سعدان ل معمر جبور على أمواج القناة الثالثة: “هذا لم يحدث ولا أحد يمكنه التدخل في قراراتي، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحديد التشكيلة، والذين قالوا إنّ هناك من أثّر في قراراتي في مواجهة مالاوي كذبوا لأنني المسؤول الأول عن الفريق وأنا الذي أضع التشكيلة الأساسية منذ أن أشرفت على هذا الفريق والذي حدث أمام مالاوي أكدت أنني المسؤول عنه، وحتى اللاعبين قلت لهم هذا الكلام لأبعد الضغط عنهم”. “إذا كنت أشارك اللاعبين في خياراتي وأتناقش معهم فهذا ليس معناه أنهم يُقرّرون” وفي السياق نفسه، لم يخف سعدان أنه يشرك اللاعبين في النقاش فيما يخص بعض خياراته، حيث قال: “نعم هناك دائما بعض اللاعبين الذين أتحدث معهم عن خياراتي ونتناقش في العديد من الأمور التكتيكية والفنية لكن القرار الأخير أنا الذي أتخذه ولا أحد يمكنه أن يتخذه مكاني، ففتح المجال للجميع لإبداء آرائهم ليس معناه أنني أتأثر بما يقوله لي اللاعبون بل أنا أسمع الجميع وفي الأخير أتخذ قراراتي دون أن يعلم أحد لأنني في الأخير المسؤول الأول عن كل النتائج الإيجابية والسلبية”. “أبعدنا لاعبين دون أن نعلن الأسباب لأننا نريد الحفاظ على مستقبلهم“ وعن الأمور الإنضباطية داخل المجموعة، كشف المدرب الوطني أن كوادر الفريق هم كذلك ملزمون بالنظام الداخلي واحترام كل التعليمات وقال: “حتى كوادر الفريق يمكن أن يتعرضوا للعقوبات في حال إخلالهم بنظام المجموعة وسبق لنا إبعاد العديد من اللاعبين دون أن نحدث ضجة لأننا نريد الحفاظ على مستقبلهم الكروي ولا نؤثر عليهم رغم أنهم أخطأوا”، وأشار المدرب من خلال حديثه ضمنيا إلى قضية لموشية وكذا غيلاس الذي تم إبعاده من التعداد لأنه لم يتقبّل كرسي الاحتياط، وظهر سعدان متحفّظا جدا بخصوص لموشية حيث قال على شاشة التلفزيون: “هذا اللاعب أخطأ لكننا قلنا إنه تعرض لمشاكل عائلية وأظن أن ما حدث يمكنه أن يحدث في أي عائلة، وبما أنني مربي فعليّ أن أحافظ على مستقبل اللاعب حتى لا أحطمه”، وهذا الكلام يظهر أن لموشية كانت لديه مشاكل مع المدرب الوطني وجرى الاتفاق على أن الكلام الرسمي يجب أن يبقى على أن اللاعب لديه مشاكل عائلية فقط. “زياني لاعب لا يُمكن تعويضه لذا أشركته أمام مصر” من جهة أخرى اعترف سعدان أنه كان مجبرا على إشراك زياني أمام مصر، رغم أنه أصيب في مباراة كوت ديفوار ولم يجر أية حصة تدريبية قبل لقاء مصر، وقال: “أظن أن حالة زياني خاصة، فقد تعرّض لإصابة أمام كوت ديفوار ولم يتدرب قبل لقاء مصر، لكنني كنت مضطرا لإشراكه لأنني لا أملك بديلا، خاصة أنه لاعب يتمتع بشخصية قوية وكنا بحاجة إليه أمام مصر، رغم أنه كان ناقص بدنيا”، ودافع سعدان دائما على أمواج الإذاعة عن خياره بإشراك عنتر يحيى في مباراة كوت ديفوار مؤكدا أن اللاعب رغم أنه لم يكن قد لعب منذ شهرين إلا أن قوته المعنوية وتجربته جعلته يقدّم مردودا مقبولا في هذه المباراة. “قال لي أنا مستعد أن ألعب حتى كحارس مرمى من أجل الجزائر” وفي حصة “كلام في الرياضة”، كشف سعدان بخصوص زياني قائلا: “هذا اللاعب مهم في التشكيلة خاصة أنه عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني لا يقوم بأية حسابات فهو يقول لي دائما عندما أريد تغيير مكانه في الخطة التكتيكية بالتمركز على الجهة اليمنى أو اليسرى “يا الشيخ أنا ألعب في أي مكان حتى كحارس للمرمى إذا احتجتني أنا جاهز“، وهذا يظهر أن المنتخب الوطني يضم لاعبين أقوياء جدا من الناحية المعنوية”. “يبدة غيّر حتى طريقة لعب المنتخب.. ونحن في إنتظار لحسن” وعن الأمور الإيجابية التي خرج بها سعدان بعد هذه الدورة، قال: “أظن أن هناك الكثير من الإيجابيات خاصة أن العديد من اللاعبين لم يكونوا يعرفوا كواليس إفريقيا وتجربتهم الآن تسمح لهم بأن يستفيدوا من دروس هذه “الكان”. ثم أن لاعبا مثل حسان يبدة قدّم الكثير للمنتخب وبفضله حتى طريقة اللعب تغيّرت في المنتخب وأصبحنا نعرف كيف نحافظ على الكرة أكبر مدة ممكنة وهذا شيء إيجابي للمونديال القادم”. ليضيف بخصوص لحسن المنتظر حضوره في المواجهة القادمة أمام صربيا يوم 3 مارس: “أظن أن لاعبا مثل مهدي لحسن سيقدّم الكثير وهذا الكلام قلته من البداية، لكننا الآن ننتظر قراره وبكل صراحة لا أعلم إن كان سيقبل الدعوة أم لا، لكننا بحاجة إليه”. “جبّور ممتاز ونحن بحاجة إليه، أما الوجوه الجديدة الأخرى فقد لا أغامر بجلبها الآن“ وبخصوص التغييرات المرتقبة على التشكيلة الوطنية، قال سعدان إنه لا يمكنه أن يقوم بتغييرات كثيرة في هذا الوقت القصير، خاصة أنه مطالب بإرسال الدعوات قبل 15 فيفري القادم، وهو ما جعله يتردّد في دعوة بعض الأسماء التي تحدث عنها في وسائل الإعلام في المدة الأخيرة، حيث قال: “بالنسبة لجبور فلقد طلبنا منه أن يلعب حتى لا يضيّع كأس العالم، وأظن أن هذا اللاعب الممتاز فهم الأمر جيدا وسيكون معنا عن قريب. أما بالنسبة لأسماء أخرى فأظن أن الوقت ضيّق خاصة بالنسبة للأسماء الجديدة أو تلك التي تلعب في مناصب لدينا فيها لاعبان في المستوى، لذا لا يجب أن نتسرّع، وأظن أن جلب لاعبين من نفس مستوى اللاعبين الذين نملك لا جدوى منه الآن، خاصة أن المنتخب الوطني أصبح عزيزا الآن ونحن بحاجة للاعبين من المستوى العالي”. “لن أقبل بلاعبين لا يتحكّمون في أعصابهم وغير مقبول أن نعتدي على الحكم” وفي إشارة إلى ما بدر من الحارس شاوشي في مواجهة مصر، قال سعدان: “ أظن أننا الآن عندما نلعب في دورة مثل كأس إفريقيا نمثل الجزائر لأننا سفراء البلد، وهذا يحتم علينا التحكم في أعصابنا وعدم القيام بتصرّفات غير مقبولة، ورغم نقص التجربة لدى البعض إلا أن الإعتداء على الحكم أو القيام بتصرّف غير رياضي لا يمكن أن نقبله، وحتى الهيئات الدولية لن تغفر مثل هذه التصرّفات. وأعتبر أن ما يحدث في بطولتنا يجب أن يتغيّر لأننا نرى أحيانا اعتداءات على الحكام وأخطاء كبيرة تحدث ويتم التغاضي عنها. وهنا أريد العودة قليلا للوراء، ففي مباراة رواندا بالجزائر لو لم نتحكم في أعصابنا بعد أن رفض الحكم هدفين شرعيين لنا لما تمكنا من تسجيل ثلاثة أهداف كاملة بعد ذلك، لذا يجب دائما أن نقوم بعمل نفسي كبير، خاصة أن الأمر يتعلق بالدور نصف النهائي أمام مصر”. ولم يُرد المدرب الوطني أن يسمّي شاوشي رغم أنه أظهر عدم رضاه على تصرّفه، وأراد أن ينذره لكي لا يكرّر ذلك مستقبلا”. “لم أحدث تغييرات أمام مصر بعد طرد حليش لأنني كنت أريد معادلة النتيجة” وعن الإنتقادات التي وجّهت لسعدان بخصوص عدم إقدامه على إحداث تغييرات في مباراة مصر بعد طرد المدافع حليش، قال المدرب الوطني: “من السهل الآن أن يتحدّث الكثير عن القيام بهذا التغيير أو ذاك، لكن المدرب لا يملك الوقت الكافي ليعود إلى الوراء بعد أن يجد فريقه منقوصا عدديا، ورغم ذلك أظن أننا أمام مصر لم يكن لدينا خيارات كثيرة نقوم بها... أما عن عدم القيام بالتغييرات بعد الطرد، فلأننا أردنا أن نعادل النتيجة، رغم نقصنا العددي، ولقد سبق أن فزنا في 2004 بتونس على مصر بعشرة عناصر رغم سيطرة المنافس، لذا فضّلنا الإبقاء على التعداد نفسه والبحث عن التعادل، لكن بعد الهدف الثاني كل شيء إنكشف والمباراة كانت قد إنتهت خاصة بعد طرد عنصرين آخرين”. “لن أعزّز الطاقم الفني والذين ينتقدون عليهم أولا أن يُبرهنوا” وعن الأصوات المنادية بتدعيم الطاقم الفني بمدربين آخرين، قال سعدان: ”هذا التدعيم لن يكون لأنني مرتاح مع الطاقم الذي أعمل معه وهذا القرار لا رجعة فيه تماما لأنني عملت مع هؤلاء المساعدين وأتفاهم معهم جيدا، خاصة فيما يخصّ تقاسم المهام. ثم أن الذين يريدون العمل أقول لهم إنه لا يوجد إلاّ المنتخب الوطني، لماذا لا يبدؤون مع الأندية ويبرهنوا على قدراتهم عوض الإنتقاد في كل مرّة على ما نقوم به!؟ من فضلكم اتركونا نعمل ولا تتدخلوا فيما لا يعنيكم”. وظهر سعدان أنه لم يتقبل تماما الإنتقادات التي وجّهت له من طرف بعض التقنيين الذين لم يبرهنوا –حسبه- على شيء في الأندية أو المنتخبات التي درّبوها. “البعض يريدها طايبة بعد أن حضّرنا كلّ شيء، وأقول لهم لن تقطفوا ثمار عملنا” وقد شدّد سعدان من لهجته بخصوص الذين إنتقدوه عندما قال: “هناك البعض الذين يريدون أن نحضّر لهم كل شيء ليجدوها “طايبة” ويذهبون إلى المونديال. لذا أقول لهؤلاء لن تقطفوا ثمار ما حضّرناه في سنوات، وأطلب منهم أن يمسكوا أندية ل 3 أو 4 سنوات ويبرهنوا على قدراتهم وبعدها مرحبا، لكن أن ينتقدوا هكذا وراء المكاتب فهذا لن أقبله ولن أترك الفرصة لهؤلاء لمحاولة البروز على حساب عمل الآخرين”. ليضيف في الأخير: “نريد نهضة كروية في الجزائر حتى لا نبقى نعتمد على اللاعبين المحترفين فقط، بل يجب أن تكون لدينا بطولة محترفة فورا لنصنع لاعبين محليين في المستوى.