شرعت بلدية الجزائر الوسطى منذ أسابيع في استرجاع المحلات التابعة لها، بعد أن طالها الإهمال الناتج عن كساد النشاط التجاري بهذا المكان الذي لا يؤمه إلا عدد قليل من المواطنين، إذ لم يبق من محلات نفق البريد المركزي إلا ثلاثة، قاعة شاي، متجر لبيع الهواتف النقالة، ومرحاض عمومي، وتأتي هذه الخطوة بعد أن صار هذا المكان شبه مهجور، بالنظر إلى عزوف المواطنين عن ارتياده، ومن المتوقّع أن تقوم بلدية الجزائر الوسطى باستغلال هذه الفضاء التجاري وتنشيط حركيته، عن طريق توزيعه على من يستحقه، لا سيما فئة الشباب الذين يتخذون من الأرصفة ومداخل العمارات نقاطاً لعرض سلعهم. بعد إهمال دام سنوات عديدة، تفطنت بلدية الجزائر الوسطى إلى محلاتها التجارية الموجودة بنفق البريد المركزي، وقامت بحملة لاسترجاع هذه العقارات التجارية التي لم تساهم في دفع النشاط وتحقيق الأهداف المنشودة، حيث لوحظ أن السنوات العشر الماضية تحولت فيها المحلات إلى شبه مستودعات للسلع وأخرى طالها الغبار وهجرها أصحابها، رغم أنها تقع بمكان استراتيجي في قلب العاصمة. وقد استغرب المواطنون المارون بالنفق، انتعاش محلات النفق الجامعي المطلة على شارعي ديدوش مراد ومحمد الخامس المعروفين أيضاً بكثافة المتوافدين عليهما وحركيتهما التجارية، لتبقى محلات نفق البريد المركزي الواقعة على مرمى حجر في وضعية لا تحسد عليها، حيث صار بعض المواطنين الفضوليين الذين يمرون بالنفق يخشون على أنفسهم، لا سيما الفتيات اللواتي اشتكين من اعتداءات المنحرفين الذين يسطون على الهواتف والحلي. كما لم يخف التجار من جهتهم أن المكان لم يعد للتجارة، فقد كان بعضهم يضطرون إلى غلق محلاتهم ولا يفتحونها إلا لمن يستأمنونه، وذلك خشية الاعتداءات المباغتة، وذكر لنا أحد العمال بمكتب تسيير المحلات بعين المكان، أن كل المتاجر سيتم استرجاعها من أصحابها الذين لم يلتزموا بدفع مستحقات الإيجار المتراكمة منذ سنوات، إضافة إلى أنهم لم يلتزموا بفتح متاجرهم وممارسة النشاط بصفة طبيعية، ومن المنتظر أن تقوم بلدية الجزائر الوسطى بإعادة تهيئة المحلات المسترجعة وإعادة استئجارها لمن يستغلها، لا إلى من يجعلها مستودعاً ومكاناً موحشاً.