حقق الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة قفزة نوعية في تجسيد المشاريع والاستجابة للطلبات المودعة لديه السنة الفارطة، حيث فاقت نسبة المشاريع الممولة خلال هذه الفترة 50 بالمئة، ما منح فرصا للعمل للذين تتراوح أعمارهم بين 35 و50 سنة، والذين تمكنوا من تحقيق طموحاتهم وإنشاء مؤسسات في مختلف القطاعات بفضل التسهيلات التي يمنحها هذا الجهاز. وتشير آخر الإحصائيات المتعلقة بنشاط الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة الى أن هذا الجهاز سمح بإنشاء 18207 مؤسسة إلى غاية نهاية ديسمبر الماضي، بينما بلغ عدد مناصب الشغل المستحدثة أكثر من 44 الف منصب للشباب البطال من مختلف الأعمار، منهم متخرجون من الجامعات وحاصلون على شهادات عليا تمكنوا من التخلص من هاجس البطالة، بفضل هذه الآلية التي تعد واحدة من الأجهزة التي استحدثت لخلق مؤسسات في مختلف الميادين ومساعدة الذين فقدوا مناصب عملهم. وقد تزايد الطلب على العمل من خلال "كناك"، الذي استقبل 39000 طلب سنة 2009، مقابل28000 طلب سنة 2008، حيث تشهد مختلف المديريات إقبالا كبيرا للراغبين في إيداع ملفاتهم، نتيجة التسهيلات التي يقدمها الصندوق، منها مرافقة المشروع طيلة مراحله وتقديم قرض بدون فائدة، إضافة إلى قرض بنكي بنسبة فائدة منخفضة، والإعفاء عند مرحلة انجاز المشروع من العديد من الأعباء منها الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة للتجهيزات والخدمات التي تدخل مباشرة في انجاز الاستثمار والموجهة للنشاطات الخاضعة لهذه الضريبة، الإعفاء من حقوق تحويل الملكية بالنسبة لاقتناء العقار الذي يجسد عليه المشروع الاستثماري، إضافة الى إعفاءات أخرى عند مرحلة الاستغلال، كالإعفاء من الضريبة على الدخل الإجمالي، وعلى أرباح الشركة ومن الرسم على النشاط المهني. وشملت المشاريع المجسدة بدعم من الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة السنة الماضية، قطاعات عديدة منها النقل الذي استقطب اهتمام البطالين محتلا صدارة الترتيب بنسبة 33 بالمئة، يليه قطاع الخدمات ب32بالمئة، كما تزايد الطلب على قطاع الأشغال العمومية والبناء الذي شهد تحقيق أكثر من ألف مؤسسة عاملة في هذا الميدان، خاصة في السنوات الأخيرة التي شهدت فتح العديد من الورشات لتجسيد المشاريع المسطرة، بفضل التسهيلات التي شملت عدة جوانب، منها تخفيض ب90بالمئة من الفوائد على المناطق ذات الطابع الخاص الى جانب تخفيضات أخرى خاصة بولايات الجنوب والهضاب العليا بلغت 75 بالمئة.