سطرت ولاية الجزائر برنامجا هاما لتهيئة بحيرة الرغاية وحماية أسراب الطيور المهاجرة، التي تزورها سنويا حيث خصص غلاف مالي يقدر ب 12 مليار سنتيم لإنشاء مركز ترفيهي وتثقيفي للأطفال بالإضافة إلى وضع مخطط لحماية الطيور ومراقبتها، في الوقت الذي تقرر فيه تسييج كل الغابات بالعاصمة في مبادرة لوضع حد لانتهاك العقار من طرف بعض الأشخاص الذين استغلوا غياب الرقابة لإنشاء بيوت قصديرية وسط الغابات بالإضافة إلى تعبيد المسالك وتنظيف المساحات الخضراء· ستعرف بحيرة الرغاية هذه السنة عدة أشغال تهيئة حسبما صرح به مدير الغابات والحزام الأخضر بولاية الجزائر السيد سعدون شايب، حيث سيتم إنشاء مركز خاص بالأطفال يتلقون فيه كل المعلومات الخاصة بالحيوانات التي تعيش في البحيرة من طيور وأسماك ليكون المركز فضاء لتلقي المعارف، من خلال تنظيم رحلات مدرسية لمختلف الأطوار التعليمية للمركز لتلقي دروس تطبيقية حول مادة العلوم الطبيعية بالموقع، في حين سيتم إعادة ترقيم الطيور المهاجرة التي تزور البحيرة سنويا في مبادرة تشدد من خلالها المصالح البيطرية مراقبتها تخوفا من إصابتها بفيروس أنفلونزا الطيور، علما أن البحيرة تستقطب سنويا الملايين من أنواع الطيور المهاجرة ولضمان تقدم الأشغال خصصت ولاية الجزائر مبلغ 12 مليار سنتيم لهذه الأشغال هذه السنة· كما تقرر تسييج محيط كل الغابات بالعاصمة في تحرك مسبق لمديرية الغابات لحماية العقار من النهب خاصة بعد انتشار ظاهرة بناء البيوت القصديرية وسط الغابات الحضرية، في الوقت الذي يعتبر القرار السبيل الوحيد لتحديد معالم الغابات وحمايتها من الحرائق التي يكون الإنسان المتسبب الرئيسي فيها ومنه ينتظر أن يتم تسييج أكثر من 16 كيلومتر هذه السنة، علما أن العملية شرع فيها السنة الفارطة من خلال تسييج الغابات الحضرية بكل من "بن عمر" و" غابة ديكارت" و"ديار الجماعة"، مما سمح بإعادة الاعتبار لهذه المساحات التي تقع وسط التجمعات السكنية وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية والجمعيات ولتحسين الخدمات التي توفرها الغابات للعائلات تم بها تهيئة عدة مرافق لضمان حمايتها من الحرائق كتهيئة وصيانة المسالك وتنظيف المحيط من الفضلات التي يخلفها الزوار بالإضافة إلى نصب ألعاب ترفيهية للأطفال حيث يقول السيد شايب انه تم منذ 2006 وإلى غاية اليوم انفاق مبلغ 500 مليون دج، وأن ذلك مرشح للارتفاع السنة الجارية مع تضاعف عدد زوار الغابات خلال السنوات الأخيرة، حيث سجل نهاية 2007 أكثر من 160 مليون زائر لغابة بوشاوي وحدها· في حين بدأت غابة "باينام" في استقبال الزوار الذين بلغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف زائر أسبوعيا، وهو ما يؤكد عودة العائلات إلى التنزه بالمساحات الخضراء بعد غياب دام سنوات· وبخصوص انتشار ظاهرة التجول وسط الغابات بالخيول كشف السيد شايب عن اتصالات مع هؤلاء الشباب الهاوي والذين ينتشرون خاصة بغابة "بوشاوي" حتى ينظموا أنفسهم في جمعية لتأطير نشاطاتهم· ومن جهتها تحدد الإدارة المسار الذي يجب أن يسلكه هؤلاء الشباب الذين يزيد عددهم عن 60 هاويا لضمان سلامتهم وسلامة الزوار من أي مخاطر، وللسهر على حفظ الأمن وسط الغابات تقرر رفع عدد أعوان المراقبة بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني لمراقبة كل التحركات وتندرج أعمالهم حسب المصدر ضمن مخطط الوقاية من حرائق الغابات الذي سطرته المديرية العامة، حيث سيتم نزع كل الأحراش والأشجار الميتة مع تدعيم أبراج المراقبة التي يبلغ عددها ثلاثة والفرق المتنقلة التي ارتفع عددها إلى أربعة مجهزة ب 4 شاحنات صهاريج بحجم 13 ألف لتر وجرارين بصهاريج، علما أن الحرائق المسجلة سنة 2007 لم تتعد 20 حريقا اتلف اقل من 2 هكتار· وبخصوص نظام تشجير المساحات الخضراء بالعاصمة، أشار مدير الغابات والحزام الأمني إلى تركيز المديرية على توسيع مساحات التشجير بالعاصمة من منطلق أن الغابات لا تمثل من الأراضي الزراعية إلا 7 بالمائة وينتظر رفع العدد في السنوات القادمة إلى 12 بالمائة لذلك تم سنة 2007 تشجير 137 هكتارا وينتظر هذه السنة تشجير 131 هكتارا إضافيا منها المساحات التي تقع على حواف سد الدويرة المخصص لسقي الأراضي الفلاحية في حدود 2009، بالإضافة إلى تشجير 50 هكتارا بغابة "باينام" في إطار عملية تجديد الثروة الغابية· وفي إطار العمل الجواري للمديرية سيتم تنظيم حملات تحسيسية لصالح المواطن لحثه على حماية الثروة الغابية من منطلق أنها مكسب للصالح العام نظرا لمنافعها وإيجابياتها بالنسبة للمحيط والإنسان·