يوجد بالمنطقة الرطبة ب"سبخة المالح" في المنيعة جنوب ولاية غرداية أكثر من 1595 طائرا من عدة أصناف من الطيور المهاجرة، حسب إحصاء عالمي للطيور المهاجرة أعد نهاية جانفي الماضي• وذكرت محافظة الغابات أن خبراء الطيور أحصوا أكثر من 1595 طائرا من عدة أصناف من الطيور المهاجرة بالمنطقة الرطبة المعروفة ب"سبخة المالح" في المنيعة جنوبغرداية• وتم ضبط هذا العدد من الطيور ضمن عملية الإحصاء العالمي للطيور المهاجرة التي جرت بالتعاون بين خبراء الطيور لمحافظتي الغابات بغرداية وورفلة خلال الأسبوع الثالث من جانفي الماضي• وحسب نفس المصدر، فإن أغلب أنواع الطيور التي لوحظ وجودها بهذه المنطقة الرطبة تنتمي إلى أصناف البط والنعام الوردي وغيرها من الأصناف الأخرى المعروفة• ويعتبر هذا العدد من أنواع الطيور الموجودة بهذه المنطقة الرطبة والمصنفة طبقا لاتفاقية "رامسا" الممضاة سنة 2004 كمنطقة ذات أهمية عالمية دليلا واضحا على كثرة تردد الطيور المهاجرة، على الرغم من مختلف مظاهر التدهور والاعتداءات المتعددة التي عرفها موقع هذه البحيرة من طرف الإنسان، وأيضا نتيجة للتزايد الحاصل بخصوص التوسع العمراني العشوائي• وحسب مصالح حماية الثروة الحيوانية والنباتية بمحافظة الغابات، فإن التدهور الذي شهدته هذه المنطقة الرطبة كان بفعل القلع المكثف وحرق الغطاء النباتي والتوسع غير الشرعي، وكذا بفعل التلوث الناتج عن تحويل المياه المستعملة لتصب في البحيرة، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة الصيد العشوائي وإقامة البناءات غير الشرعية مما يهدد جديا التوازن البيئي على مستوى هذه المنطقة الرطبة• وتتشكل بحيرة "سبخة المالح" بالمنيعة التي تعتبر كمنقطة رطبة لها دور مهم في المحافظة على البقاء والتنوع البيولوجي والبيئي بالمنطقة من حوضين يمتدان على مساحة تفوق 18•947 هكتارا، حيث تعج بآلاف الطيور المهاجرة التي يوجد من بينها عدة أصناف من الطيور النادرة• وجعل الموقع الجغرافي للبحيرة منها ممرا إجباريا للطيور المهاجرة القادمة من البلدان الباردة في اتجاه المناطق الحارة بإفريقيا• كما أن هذه البحيرة تحتوي على عدة أنواع أخرى من الحيوانات والنباتات ذات الأهمية العالمية والتي أصبحت مهددة على غرار بط المسطحات والبط الغطاس• وحسب مسؤولي مصلحة حماية الثروة الحيوانية والنباتية بمحافظة الغابات بغرداية، فإن بداية هذه السنة شهدت انخفاضا محسوسا في تردد الطيور المهاجرة القادمة من بلدان الشمال الباردة على بحيرة المنيعة• ويرجع نفس المسؤولين هذا الانخفاض إلى التغيرات المناخية التي عرفها العالم، حيث أن الطقس أصبح أكثر دفئا من ذي قبل في البلدان الواقعة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية• ويعد هذا الإحصاء الذي ينظم سنويا على المستوى العالمي بالمناطق الرطبة فرصة لمتابعة الكائنات النباتية عبر مختلف أنحاء المعمورة، لا سيما منها الطيور المهاجرة التي تعد بمثابة المقياس لنوعية الوسط البيئي، حسبما أوضحه إطار من محافظة الغابات بغرداية•