أحدثت أشغال الترمواي التي تجري على مستوى بعض الطرق بالعاصمة، اضطرابا كبيرا في حركة المرور وتنقل المواطنين، خاصة على مستوى الديار الخمس بالمحمدية وشارع طرابلس بحسين داي، اللذين مستهما عملية الأشغال المتشعبة التي تجري يوميا في محورين رئيسيين يؤديان إلى جهات رئيسية، تشهد انسيابا في حركة السيارات وعربات النقل العمومي والخاص، مما جعل المواطنين يطالبون بإعلامهم مسبقا عند غلق الطرقات وتغيير مواقف الحافلات، وذلك كحد أدنى للتواصل معهم. ... فالعابر للطريق الرئيسي الرابط بين وسط العاصمة وشرقها، يلاحظ الفوضى الكبيرة في حركة المرور التي أحدثتها أشغال التراموي على مستوى ورشة الديار الخمس، بسبب ضيق الطريق الذي يشهد حركة كثيفة باعتباره طريقا رئيسيا يؤدي إلى المناطق الشرقية كباب الزوار، الرويبة، الرغاية، عين طاية وغيرها من المناطق التي يقصدها عدد كبير من المواطنين، خاصة في أوقات الذروة، التي تتكثف فيها الحركة على مستوى هذا المحور، الذي تحول حسب مستعمليه إلى هاجس حقيقي يؤرقهم يوميا، حيث لا تقتصر المعاناة على أصحاب السيارات والحافلات، الذين يجدون صعوبة في مغادرة المكان، بل المعاناة مست أيضا الراجلين الذين تواجههم مخاطر عديدة بسبب إزالة الموقف الذي تحول إلى مكان للأشغال، ما يضطرهم إلى الانتظار في جزء من الممر العلوي والانتشار بالطريق الرئيسي معرضين حياتهم للخطر. وقدأدت هذه الفوضى إلى تدخل أفراد الشرطة مؤخرا، لمنع توقف الحافلات في هذا المكان في محاولة لتنظيم الأمور وحفظ سلامة المسافرين الذين اضطروا إلى التنقل عبر محطة "لا راديوز"، وسط احتجاج وملاسنات بينهم وبين الناقلين، بينما فضل بعض سكان الديار الخمس والأحياء المجاورة التوقف في "لا فيجري" ومواصلة السير على الأقدام تجنبا لمتاعب ومشاكل أشغال التراموي، التي لا يحلها حسبهم إلا مخطط عمل خاص والتواصل مع المواطنين وإعلامهم عند غلق الطريق بسبب الأشغال أو اختفاء المواقف، خاصة أن الأمر يتعلق بإنجاز أحد المشاريع الكبرى التي تشهدها الجزائر لأول مرة في تاريخها والتي تتطلب وقتا لإتمامها، لتقضي على مشاكل الزحام ونقص وسائل النقل بالعاصمة التي يتزايد عدد المركبات بطرقها يوميا. وبقدر ما تمنى مستعملو الطريق المؤدي إلى شرق العاصمة، انتهاء الأشغال لإنهاء معاناتهم مع النقل الخاص، فإن تذمرهم بلغ أوجه هذه الأيام بسبب ورشة "الديار الخمس" التي حولت المكان إلى صورة لا تحتاج لأي تعليق بعد أن أزيل الموقف واختلطت الأمور على المواطنين، حيث لا فرق بين الرصيف وطريق المركبات. ولا يختلف الأمر بالنسبة لحسين داي التي أصبح قاصدوها يستعملون طرقا ومسالك أخرى غير شارع طرابلس، الذي تحول إلى طريق ذي اتجاه واحدة بسبب استمرار الأشغال التي بدأت بنزع الأشجار التي كانت مغروسة على طول هذا الشارع الكبير، الذي أصبح يشهد في بعض محاوره ضغطا كبيرا في حركة النقل المؤدية إلى خارج المدينة، بينما أصبح التنقل إلى وسط حسين داي يشكل هاجسا بسبب رفض أصحاب سيارات الأجرة التوجه إلى هناك، متحججين بصعوبة الطريق، بالإضافة إلى مشاكل توزيع المياه التي أصبحت تتكرر نتيجة أشغال الحفر، والمخاوف التي تنتشر وسط الكثير من المواطنين الذين اختلطت الأمور على العديد منهم بسبب إشاعة هدم مساكنهم. ورغم أنه لا يمكن نكران أهمية مشروع بهذا الحجم ودوره في إنهاء العديد من المعاناة مستقبلا، إلا أن ذلك يتطلب -حسب بعض من تحدثنا معهم - التكفل بالانشغالات المطروحة نتيجة الأشغال والتقرب من المواطنين، والسعي لإتمام الأشغال في الآجال المحددة، وفي هذا الصدد قال بعض سكان شارع طرابلس لا يمكننا الصبر لسنوات حتى تنتهي الأشغال، فهذا يضرّ بحركة المرور والنشاط التجاري، وإذا احترمت الآجال وأصبح المشروع عمليا، سيكون ذلك مكسبا هاما لنا وللأجيال القادمة" .