اختار الروائي البوليسي البريطاني مات ريس رواية "بما تحلم الذئاب" للجزائري ياسمينة خضرة أكثر رواية تقدّم صورة أعمق عن العالم العربي، بحيث يعتبر ريس، أنّ العالم الغربي يجهل الكثير عن العالم العربي وذلك بسبب الصورة النمطية، التي ترسّخت عند الغرب والتي لا تنقلها إلاّ الصحف والوكالات، وهي صورة قاتمة ومجنونة عن الإرهاب والحروب. كما أوضح صاحب "جرائم قتل في بيت لحم" أنّ الأدب هو أكثر الطرق رقيا وسهولة في إيصال الصورة الأعمق والأقرب عن المجتمعين، لكن الأدب في العالمين العربي والغربي "لا يعبران إلى بعضهما"، حيث يكاد يكون الأدب العربي مجهولاً لدى الغرب، كما أنّ كتابات الغربيين الذين يكتبون عن العرب هامشية وفئوية، بينما الأدب الذي يمكن أن يعطي صورة أكثر عمقا يبقى مهمّشاً. وجاءت "بما تحلم الذئاب" في المرتبة الأولى من بين عشر روايات اختارها الكاتب البريطاني، حيث تروي قصة شاب جزائري، خاب أمله من أخلاقيات الغرب ونتيجة ذلك ينضم إلى مجموعة إسلامية عنيفة، وبدوره يرى الفساد والتعطّش للدماء من خلال تصّرفات المجموعة، وهنالك صور عن التعذيب والخنق بسبب عدم وجود خيارات متاحة للفقراء العرب. وجاءت رواية "دعوني أهبط" للكاتب الأمريكي بول بولز في المرتبة الثانية، أمّا الثالثة فهي "ظلّ شجرة الرمان" للروائي الباكستاني طارق علي، الذي يتحدّث عن اختفاء العرب في اسبانيا عام .1499 في الأيام الأخيرة لمملكة المسلمين في الأندلس، ويشعر بطل علي في الرواية أنّه مقهور نتيجة تعدّي المسيحيين المتعصبين. "بين القصرين" لنجيب محفوظ خاصة الجزء الأول من الثلاثية والذي حاز على جائزة نوبل، جاءت في المرتبة الرابعة خاصة عندما تتحدث عن القمع، والطبيعة الأبوية في الأسرة العربية التقليدية، والتكتم على أسرار أفراد الأسرة، وجاءت خامسا "مدن الملح" لعبد الرحمن المنيف وسادسا "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني التي تقدّم صورة لاذعة عن تاريخ مصر الحديث من صحفي منشق، وحلّ سابعا إميل حبيبي، الكاتب الوحيد الذي فاز بأرفع جوائز للأدب من كل من منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عن رواية "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل". "جبل الزيتون" للورانس داريل حلّت ثامنا، وهي رواية تحمل مضامين سياسية أكثر من رباعية الإسكندرية، وتمركزت "براري الحمى" لإبراهيم نصر الله في المرتبة التاسعة، وهي تروي قصة مدرّس في مدينة صحراوية، يستيقظ على يد رجال الشرطة يطالبونه بدفع المال من أجل دفنه، وأخيرا رواية "الصخرة" وهي تروي قصة القدس في القرن السابع لصاحبها كنعان مكية وهو منفي عراقي سابق ومهندس معماري، يكتب عن العلاقة بين المسلمين واليهود خلال القرن الأول من الحكم الإسلامي في القدس، إلى بلوغ ذروتها مع بناء قبة الصخرة. وولد مات ريس في نيوبورت في ويلز عام 1967 وعاش في مدينة القدس، عمل منذ 1996 صحفيا وغطّى منطقة الشرق الأوسط لصحيفة "سكوتسمان" مدّة عشر سنوات، نشر روايته الأولى "جرائم قتل في بيت لحم" عن محقّق فلسطيني اسمه عمر يوسف، نال في عام 2007 جائزة "جون كريسي"، ثم تابع السلسلة برواية "جرائم قتل صلاح الدين" و"سر السامري" عامي 2008 و2009، روايته الجديدة "القاتل الرابع" ستنشر في الشهر المقبل، يلي ذلك "فلسطين المصغّرة"، عن زيارة عمر يوسف المحقق الفلسطيني لابنه في مدينة نيويورك في بروكلين.