تعطّر العدد الجديد من مجلة "آمال"، بأريج نوفمبر، فوقف عند الهوية الثقافية الوطنية، وعند صوت الثورة مفدي زكريا، كما لم يخل العدد من الدراسات والمقالات والقصائد الشعرية والحوارات ذات الأوجه الفكرية والفنية المتنوعة. تصدرت مجموعة من القصائد هذا العدد وقعها بالفصيح والدارج، مجموعة من الشعراء، منهم سيف الملوك سكتة بقصيدته "يكذب الشمعدان" وقصيدة أخرى لياسمين تومي عنوانها "موعد مع الخوف"، وأخرى لمحمد الجيار عن "مذكرات جميلة"، إضافة الى "مقالة في العشق" لصاحبها عبد الحميد شكيل، كما حضر هذا المجمع الشعري توفيق ومان بقصيدته في الملحون "على صهد النار". من خلال هذا الحضور القوي للشعر في هذا العدد، تتم محاورة الشاعر رابح ظريف، الذي يرى النقاد في لغة شعره الوسامة والمهابة والقدرة على الابتكار في الشكل والمضمون، ليقدم العدد قصيدته الطويلة كاملة والتي تحمل عنوان "إلى وجهي الذي لا يراني". فن آخر خصه العدد بالاهتمام، وهو فن القصة من خلال "كوشمار" لخالد ساحلي، وقصة أخرى كتبها الحاج بونيف عن "الضمائر القلقة" وأخرى لسعدي صباح عن "وهل هي ذئبة؟". أما الدراسات والمقالات فلها نصيبها الوافر في العدد، إذ نشرت مثلا دراسة عن الطفولة وأدب الأطفال "إشكالية المصطلح وتحولات النظرة" للدكتور محمد شنوفي، وتتناول حصيلة جهود عملية في العلوم الإنسانية المختلفة. دراسة أخرى عن "القصة القصيرة، المصطلح والمفهوم" للدكتور شريبط أحمد شريبط، تحاول أن تعرف فن القصة القصيرة بأنه جنس أدبي حديث النشأة يرتكز على صفات وخصائص فنية كوحدة الحدث والشخصية وقصر المدة الزمنية، ويعتمد على تكثيف العبارة واللغة الإيحائية، وهو لا يعدو أن يكون ومضة مشعة من الحياة. دراسات أخرى تضمنها العدد منها "القول الأدبي والقصصي" للدكتور مخلوف عامر. و"في تاريخيه القصة القصيرة الجزائرية" للأستاذ محمد داني، وكذا "تجربة الصحافة الأدبية في الجزائر" للدكتور محمد الصالح خرفي. أب الفنون حضر بمسرحية "الزردة"، التي تتناول من خلال فصولها الاوضاع الاجتماعية، خاصة منها علاقة المواطن بالمسؤول وبالادارة. خاتمة المجلة ركن "إصدرات"، والذي قدمت من خلاله آخر العناوين المنشورة، منها "مختارات من المسرح الجديد الجزائري" ترجمة احسن ثليلاني (10 مسرحيات)، وكتاب "الأدب الجزائري المعاصر" لمحمد الصالح الجابري (من 1900 الى 1962) ويتضمن بابين، الأول منهما خاص ب"الشعر والمقاومة" والثاني عن "القصة والرواية إبان الثورة". كما اختتم العدد بركن "ذاكرة" وجاء فيه ضمن "أنا وآمال"، شهادة بقلم أحمد عاشوري الذي كانت بداياته مع الكتابة منذ سن ال 14 عبر الصحف والإذاعة، وخاصة مع "آمال" ابتداء من 1969 - 1970. كما قدمت قصيدة بخط شاعر الثورة مفدي زكريا مكتوبة ومصصحة بخط يده. للإشارة، فإن العدد احتوى على أعمال فنية من اللوحات المعروضة في رواق "عمر راسم"، ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي احتضنته الجزائر الصائفة الماضية.ومن بين الفنانين الذين برزت رسوماتهم في العدد نجد الكونغولي جوي أو كيتاووينا والجزائري دريسي حسان.
