يرتبط الحديث عن فئة المعاقين، بجملة المشاكل والعراقيل التي تحول دون إدماجهم في الحياة الاجتماعية، وانطلاقا من هذه المعطيات، تنشط جمعية الأمل للمعوقين بالرغاية من أجل البحث عن ضمانات وتسهيلات تعيد إلى المعاقين الحق في حياة طبيعية تجسد مفهومي المساواة والمواطنة· تأسست جمعية الأمل للمعاقين في شهر جانفي من السنة الجارية وتضم 36 عضوا، سطعت فكرة تأسيسها - حسب أحد المشرفين عليها - نتيجة الوضع الصعب الذي تعاني منه فئة المعاقين، وتسهر الجمعية حاليا على تقديم بعض الإعانات لحوالي 600 معاق منهم 70% معاقون ذهنيا يعتمد علاجهم على الأدوية المهدئة، إلا أن المساعدات تبقى محدودة في انتظار المزيد من الدعم· تلقت الجمعية عدة إعانات من طرف والي الولاية ، الذي أبدى اهتمامه بهذه الفئة·· كما قدم رئيس بلدية الرغاية للجمعية عدة تسهيلات، لكن طموحها يتجاوز هذه الحدود، إذ ينشد رئيسها والأعضاء المساعدون، المساهمة ولو قليلا في لفت الانتباه إلى حقوق فئة المعاقين الغائبة، لاسيما ما تعلق بحق السكن والعمل، فهذه الشريحة لا تحتاج إلى نظرة الشفقة بقدر ما تحتاج إلى الإمكانيات التي تحقق لها الاستقلالية الذاتية وتجعلها في غنى عن الأدوية المهدئة والمنحة الشهرية التي تقدر ب3000 دج· ويضيف محدثنا أحد أعضاء الجمعية أن انعدام الاستقرار من أهم المشاكل التي تعاني منها شريحة المعاقين، حيث يشكو معظمهم من البطالة وعدم التمكن من إتمام نصف دينهم، إضافة إلى ضيق المسكن، ويتعقد المشكل أكثر بالنسبة للأسر التي تضم أكثر من معاقين لاسيما في الحالات التي يكون فيها الأب عاطلا عن العمل· وعن مدى مساهمة القانون رقم 02-09 المؤرخ في ماي 2002 المتعلق بحماية الأشخاص المعاقين وترقيتهم، في تغيير واقع هذه الشريحة، يرى محدثنا أن ضمانات القانون الذي صدر لأول مرة منذ خمس سنوات ليقر بحقوق المعاقين، لم تحقق نتائج ملموسة في الميدان في غياب الممارسة الفعلية، وجمعية الأمل- مثلا - تعتمد حاليا على المساعدات التي تتلقاها من طرف البلدية وأناس متبرعين، وهي تتوخى تلقي المساعدة من جهات أخرى، للتمكن من تجسيد مبدأ مساعدة وإدماج المعاق في الحياة الاجتماعية· وفيما تمكنت الجمعية بالتعاون مع البلدية، من توزيع وجبات ساخنة وقفة رمضان، وكذا المشاركة في عمليات ختان، فضلا عن تقديم المحفاظات لصالح الأطفال المتمدرسين، يبقى أهم ما يشغلها حاليا، هو لفت انتباه السلطات المحلية إلى ضرورة إيجاد مركز للتدليك الطبي لفائدة هذه الشريحة، التي تضطر للتوجه نحو العيادات الخاصة، وكذا مطالبة وزير التضامن الوطني بتزويد الجمعية بسيارة إسعاف· من ناحية أخرى، تطالب الجمعية بتمكين المعاقين ذهنيا ممن تجاوزوا سن ال40، من الاستفادة من البيوت الجاهزة الفارغة الموجودة على مستوى بلدية الرغاية، انطلاقا من مبدأ أن عدة جمعيات يمكنها أن تحقق الكثير لصالح هذه الشريحة لو تلقى بعض المساعدة·. *