في إطار النشاطات الأسبوعية احتضن المركز الثقافي الإسلامي محاضرة تحت عنوان "معركة الجزائر: اغتيالات جماعية وتعذيب" نشطها الصحافي منتصر أوبترون الذي يهتم بتاريخ الجزائر من خلال بحوثه كإشكالية ثورة التحرير وحرب التحرير في الثورة والتجارب النووية في رفان·
استهل المحاضر بحثه بجرائم الاغتصاب التي تعرض لها عدد كبير من النساء الجزائريات واعتبرها في نفس السياق وسيلة حرب، الغاية منها استفزاز الشعب الجزائري وضربه في كرامته بالدرجة الأولى، ورغم كل ما أثير حول هذه الجرائم يضيف أوبترون لم تعترف الإدارة الفرنسية بحرب الجزائر إلا بعد صدور قانون 23 فيفري 2005، كما استعان المحاضر بشريط سمعي بصري للمؤرخ الفرنسي بيار فيدال ناكي الذي ندد بشدة بالأعمال الإجرامية التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري وتساءل في السياق نفسه عن طبيعة هذه الجرائم هل هي من إيعاز الدولة أم مجرد حوادث عفوية فقط، كما عرج على قضية موريس أودان التي اكتنفها نوع من الغموض على حد قوله وكشف عن تأسف بعض العسكريين الفرنسيين أنفسهم على ما أسموه ب "العنف الكولونيالي"· ويؤكد المحاضر أن معركة الجزائر انطلقت ب 5600 جندي إلى أن وصلت إلى 25 ألف فضلا عن المليشيات "دي· أس· تي" وهلم جرا أما مهندسها فهو سلان وليس ماسو كما يعتقد البعض، ويستطرد بالقول أن العاصمة شهدت بين مارس وأفريل 1956 ، 3024 مفقودا و 21 ألف حولوا للأعمال الشاقة ويرى في نفس السياق أن الظهور الإعلامي لأوساريس أظهر نوعا من الحقيقة للرأي العام بخلاف ماسو وشميت اللذين يكنان حقدا دفينا للشعب الجزائري وأحجما عن قول الحقيقة وراحا يهددان أوساريس على خلفية تصريحاته· أما شميت السفاح الذي عذب عددا كبيرا من الجزائريين منهم من لقي حتفه ومنهم من بقي على قيد الحياة على غرار لويزة إغيل أحريز التي قال عنها شميت أنها تكذب ولم أعذب أحدا في الجزائر"· ويرى الأستاذ أوبترون أنه آن الأوان لتقديم طلب رسمي لاستعادة كافة الأرشيف الذي أغلق منذ أربعين سنة، ويضيف الجيل الذي عايش الأحداث مازال على قيد الحياة وكذا تشجيع الذاكرة الشعبية على الإدلاء بشهادات حتى لا نتحول إلى متهمين لأن تسمية "معركة الجزائر" نفسها هي نوع من المغالطة على حد قوله لأنها توحي للرأي العام الدولي بأن القوتين متساويتان وهو العكس تماما حيث أن الإستعمار بجيشه وطائراته ودباباته مقابل شعب أعزل يطالب بحقه في الاستقلال فقط إذن يقول الأستاذ أوبترون أن العنف صدر من طرف واحد ألا وهو الطرف الاستعماري الذي يتحمل المسؤولية وحده· وفي الختام تدخلت المجاهدة لويزة أيغيل أحريز التي كشفت بدورها عن تهديدات تلقتها بعد كشفها حقيقة الجرائم، وعلى هذا الأساس تدعو وزارة المجاهدين إلى استحداث مصلحة تتكفل بملف المفقودين أثناء الثورة التحريرية.