صرحت ممثلة الأممالمتحدة المكلفة بمكافحة المخدرات في أفغانستان لوكالة فرانس برس، أنّ هذا البلد لا يبذل جهودا كافية في مكافحة الفساد الذي يسمح باستمرار تجارة المخدرات·· وقالت كريستينا اوغوز في حديث للوكالة المذكورة قبل مؤتمر دولي في اليابان في هذا الشأن، أنّ القضاء على زراعة الخشخاش في هذا البلد الذي يؤمن تسعين بالمائة من الإنتاج العالمي من الأفيون، يحتاج إلى عقود··· وسيشكل هذا الإنتاج الذي بلغ مستويات قياسية العام الماضي بينما يتدهور الوضع الأمني، محور مؤتمر حول التقدّم في أفغانستان يعقد في طوكيو (الثلاثاء والأربعاء) بحضور وزراء ومانحين ومنظمات غير حكومية·وقالت اللجنة المشتركة للتنسيق والمراقبة في وثيقة أعدّت تمهيدا للمؤتمر، أنّ "انتعاش صناعة المخدرات يشكل التهديد الأكبر للاستقرار في أفغانستان، وبات مرتبطا أكثر فأكثر بغياب الأمن والنشاطات الإرهابية"· وكتبت اللجنة المكلفة بإعداد خطة خماسية حول إعادة اعتمار هذا البلد، الذي يشهد حروبا منذ ثلاثين عاما في وثيقتها، أنّ "تجارة المخدرات تمول وتعزّز الإرهاب وتقوض تطبيق القانون"· وأضافت أنّ مهربي المخدرات يؤمنون الأسلحة والتمويل والعناصر للمتمردين، بينما يحمي موظفون فاسدون طرق المخدرات وحقول الخشخاش والأشخاص الذين يمارسون هذه النشاطات· وأكّدت اوغوز "نحتاج للتحرك الآن والكلام لا يكفي"· موضحة أنّها الرسالة التي ستوجهها في طوكيو· وتابعت أنّ "جهودا قليلة تبذل في الواقع لمكافحة الفساد"، ويغذي الفساد صناعة المخدرات، فالمزارعون يدفعون "رسما" يبلغ عشرة بالمائة إلى مسؤولين محليين أو لحركة طالبان، وتضاف إلى ذلك عمولات تدفع خلال عملية إنتاج المخدرات وبيعها، ويستفيد المزارعون من أقل من ربع عائدات المخدرات التي تبلغ أربعة ملايير دولار، وهو مبلغ يعادل أكثر من إجمالي الناتج الداخلي لأفغانستان· وعبّرت اوغوز عن استيائها لأن "أشخاصا يقودون سيارات فخمة وغالية الثمن ويعيشون في فيلات باهظة الثمن ولديهم دخل قليل جدا، ولا أحد يتساءل من أين يأتي كل هذا"، والذين يتمّ توقيفهم هم غالبا وسطاء، وأوضحت أنّ "الزعماء الحقيقيين يصعب العثور عليهم وبعضهم أفغان لكنهم يعيشون في الخارج، ويتم تحويل الأفيون الأفغاني في موقع إنتاجه إلى هيرويين قبل إرساله إلى أوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط··· إلاّ أنّ اوغوز قالت أنّ تحميل أفغانستان وحدها مسؤولية المشكلة العالمية للهيرويين ينطوي على ظلم، موضحة أنّ "المنتجات الكيميائية الضرورية لإنتاجه تأتي بطريقة غير مشروعة من العالم الصناعي"· وأضافت "إنّها مسؤولية يتقاسمها" الجميع، ودعت إلى اتّباع استراتيجية مختلفة لمكافحة المخدرات حسب كل من الولايات ال 34 في البلاد، بعد إعلان خلو 13 منها من الأفيون في 2007 ·· وقالت "في الجنوب يجب منعه أكثر فأكثر بسبب رغبة المتمردين والمهربين في إبقاء هذه المناطق خارج سيطرة الحكومة والمساعدة الدولية"، وفي الشمال والوسط يجب تحقيق تطور لإقناع مختلف الأطراف بالتخلي عن الأفيون، وأيّا تكن الحلول فهي مرتبطة بالفساد والتمرّد، وقالت اوغوز "اعتقد أنّ الأمر سيستغرق عقودا"·· موضحة أنّ ذلك "احتاج إلى عشرين عاما في تايلاندا (···) وكانت هناك مؤسسات تعمل أصلاو·أ·ف