الفنان علواني بكاش من أبرز وأشهر الفنانين التوارق بولاية إيليزي، ينحدر من منطقة تماجرت النائية التي تبعد عن مقر الولاية ب 360 كلم، ينتمي إلى أسرة فنية ، فوالدته وخالاته اشتهرن في النوع الموسيقي التارقي المعروف باسم التيندي، في عام 1984 ترك مسقط رأسه وتوجه إلى مدينة ايليزي قصد الدراسة وكان في هذه الفترة يهوى فن الرسم. في 1990 اتجه إلى الموسيقى والغناء بعد أن استهواه الغناء المحلي، وتأثر بفنانين من المنطقة كأحمد شكال وعبد العالي محمد وبالي عثمان وميلودي محمد المدعو شوغلي، الذين لم تكن تفوته أي سهرة فنية يقيمها أحدهم، وفي السنة نفسها غادر إيليزي متجها إلى منطقة الطيبات بورقلة لتعلم القرآن الكريم في زاوية الشيخ بلمسعود مسعود التي تخرج منها عام 1992 وعاد إلى ايليزي لمواصلة دراسته الابتدائية، حيث تفوق وكان من بين التلاميذ النجباء، إلا أنه في عام 1994 توقف عن الدراسة وكان حينها يدرس في السنة السابعة أساسي، واتجه إلى العزف على بعض الآلات الموسيقية ضمن عدة فرق موسيقية وراح يتعلم العزف على العود كهاو دون الاعتماد على السلم الموسيقي، لكن الفنان بكاش كان متأكدا من أنه حتى لو كان من أحسن العازفين على العود دون تعلم قواعد الموسيقى فإن ذلك يبقى ناقصا، ومن هنا توجه نحو تعلم قواعد الموسيقى وفن المقامات على يد الأستاذ مسعود أرياللا.. وفي إحدى ليالي شهر أوت 1994، نظم الفنان عبد العالي سهرة فنية بإيليزي وفيها طلب الفنان من بكاش أن يقدم أغنية للجمهور، فلم يضيع الأخير هذه الفرصة وصعد إلى الخشبة وقدم أغنية بعنوان "ألهين آيهان أولنم" أي "في قلبك جنون"، وكانت من كلماته وتلحينه وكانت المرة الأولى التي يغني فيها بكاش ولم تكن الأخيرة، وكانت هذه الفرصة بمثابة نقطة انطلاقته في عالم الغناء التارقي، وفي هذه الفترة تولدت بداخلة حماسة كبيرة، خاصة بعد تقديمه أغنية للجمهور الذي أعجب بصوتة وكلماته وألحانه، إلى درجة أنه تمكن من كتابة كلمات ثلاث أغنيات وتلحينها في ظرف شهر واحد. كانت لبكاش علواني عدة مشاركات داخل وخارج الوطن، فقد شارك في كل المهرجانات التي احتضنتها ولاية إيليزي، كما شارك في مهرجان الأغنية الأمازيغية بخنشلة وتحصل حينها على جائزة أحسن أداء متكامل فكانت المرتبة الثانية من نصيبه، وشارك في المسابقة الوطنية للأغنية الأمازيغية وتحصل على المرتبة الأولى، وكانت له ثلاث مشاركات في تونس وعلى مدار ثلاث سنوات متتالية 2002 و2003 و2004 م في مهرجان واحد في ثلاث طبعات، هو المهرجان الدولي للصحراء الذي احتضنته في كل مرة مدينة دوزالتونسية، وكانت لديه حينها فرقة سماها اسام أي البرق، هذا بالإضافة إلى عدة مشاركات داخل الوطن. تمكن الفنان بكاش علواني خلال مسيرته الفنية، من التعامل مع الكثير من الشعراء والملحنين التوارق، كما تمكن من إنجاز ثلاثة كليبات تم بثها في حصة صباحيات، ويذكر في هذا السياق أنه تمت استضافته أيضا بالإضافة إلى صباحيات في كل من حصتي فضاءات الشباب وفن بلادي. وفي رصيد الفنان أيضا عدة أغنيات منها ثلاثة عشر أغنية جديدة، ولعل من بين اغانيه نذكر الدنياهين أدنياي وفاطمة وعين الكورس التي تتغنى بجمال منطقة عين الكورس ببلدية ايليزي، وأغنية ادمرانين تمراين أي صدري ينشق، وأغية التاسلي وغيرها. وفي آخر حوار له جمعه بجريدة "المساء"، ذكر الفنان أن لديه مشروع إنجاز "سي دي" مستقبلا. كما شكر جمهوره وتمنى لجريدة "المساء" المحبوبة التقدم والرقي ولقرائها الكرام التوفيق.