عندما قررت المطربة الجزائرية نادية بن يوسف صاحبة الصوت الرخيم إعلان ميلاد فرقة غنائية نسوية تقتحم الأعراس الجزائرية وتشارك العائلات فرحتها في أجواء تراثية عاصمية شبيهة إلى حد كبير بزمن الفن الجميل الذي كانت تحيه سيدات الفن الجزائري وشيخاته، كانت تدرك انه مطلب جزائري واحتياج فني لشعب يحترم عاداته وتقاليده ومتمسك بها، ولا يختلف اثنان على ان نادية بن يوسف من عشاق الفنانة الراحلة فضيلة الدزيرية حيث ذكرت هذا في أكثر من مناسبة، كما كانت لها مشاركة قوية على هامش الاحتفال بذكرى فضيلة التي أحيتها جمعية أحباب فضيلة في حفل تكريمي لعميدة الأغنية الحوزية الجزائرية، تزامنا مع الذكرى 39 لرحيلها، بحضور نخبة كبيرة من الفنانين ورفقاء دربها. حيث أشادت نادية بالخصال الفنية والأناقة الدائمة لصاحبة رائعة أنا طويري قائلة "بالرغم من أن الفرصة لم تسنح لي بمقابلتها، غير أنها كانت امرأة ذات إحساس مرهف ونظر ثاقب، كما أن الأناقة لم تكن تفارقها يوما، خصوصا اللباس الذي كانت تداوم على ارتدائه، كالقفطان والكراكو أو السروال الذهبي ومحرمة الفتول المزينة بخيط الروح، الذي ينم عن ألبستنا التقليدية، وقد استطاعت أن تنال حب جمهورها بأعمالها القيمة التي أثرت من خلالها موروثنا الفني الأصيل". نادية عرفت جيدا ما تهواه العائلة الجزائرية المحافظة واستطاعت رفقة فرقتها النسوية المتألقة ان تصنع أجواء من قعدات زمان التي يذكرها كبارنا بعبق الياسمين وجلسات الأنس التي يفتقد إليها الجيل الجديد، وهي أيضا محاولة موفقة من نادية التي تدمج دوما في أعمالها الفنية زبدة ما قدمه السابقون في الفن الجزائري وخصوصا العاصمي منه الذي تألقت وعرفت به منذ دخولها عالم الفن، حيث درست الموسيقى بجمعية الموسيقية الأندلسية "الموصلية"، التي غادرتها لتشارك في ألحان وشباب، للتلفزيون الذي قدمها للجمهور سنة 1973، في سن 15 سنة، بأنها صاحبة حنجرة موسيقية تؤدي الحوزي والذي مكنها من نجاح كبير مع "يالميمة " الأغنية التي لحنها لها المطرب الكبير رابح درياسة. تعاونها مع ملحنين اثنين، معطي بشير والطاهر بن محمد سمح لها برواج أكبر مع أغنيتي "يا الوردة " و"الخاتم"، كما برزت مع ثنائياتها مع عبد القادر شاعو "الوالدين ، قهوة ولاتاي ، ومع نوري كوفي في "ياصادني" و"لازم التدبير"، "خلى البير بغطاه".. القصبة.. يا بابا الحنين. شاركت في العديد من الحفلات داخل الجزائر وخارجها، لاسيما في إطار الأسابيع الثقافية الجزائرية بالخارج، وتبقى من بين كبريات الفنانات في الموسيقى العاصمية. تعاملت نادية بن يوسف أكثر خلال مشوارها الفني مع معطي بشير في تلحين أغاني "عمرت داري، لقيت لغزال، المحامي، ومع المطربة الكبيرة سلوى، غابت عن الساحة الفنية لفترة ثم عاودها الحنين إلى الفن سنة 1996، لتعود بقوة وتقدم الكثير من الأعمال الناجحة وتسجل حضورا قويا من خلال فرقتها الموسيقية النسوية التي تعتبر من أنجح الفرق الغنائية على الساحة الجزائرية.