ينظم الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالتنسيق مع الجمعية الثقافية ''نجوم الشباب'' بعد غد الجمعة بالموقار، تكريما خاصا بالفنانة الراحلة طيطمة التي تركت بصمتها جلية في نوع الحوزي باعتبارها من أهم رائدات هذا الفن في الجزائر. تشارك في إحياء حفل التكريم الذي سينطلق في حدود السابعة والنصف مساء فرقة ''أولاد حوصة'' وتريانا الجزائر'' أما التنشيط فسيكون لمراد زيروني. يتضمن هذا الحفل التكريمي على عدة نشاطات منها معرض للصور يتناول حياة طيطمة، وعرض لأفلام وثائقية تسرد مسيرتها وحياتها الخاصة. كما ستعرض بالمناسبة أزياء تقليدية ستزين بهو قاعة الموار، ناهيك عن الأزياء التي سيرتديها أعوان الاستقبال والمضيفات. الافتتاح ستدشنه فرقة الزرنة تليها فترة موسيقية مهداة إلى الراحلة من تقديم اوركسترا المطربية تحت قيادة بوعلام رشيد لتتقدم بعدها المطربة زكية قارة تركي في وصلة غنائية يتبعها الفنان كمال مزيان ثم نادية بن يوسف، كما سيعرض بالمناسبة فيلم وثائقي عن حياة الراحلة. سيدة الحوزي الراحلة طيطمة بنت عاصمة الزيانيين تلمسان مولودة في سنة 1891 وهي من القلائل الذين تناولوا التراث الأندلسي والحوزي والعربي على حد سواء، كما اتقنت العزف على عدة آلات موسيقية منها العود، الكويترة والكمان، كما اشتغلت لسنوات طويلة مع الراحل عبد الكريم دالي وأنجزت معه ثنائيات رائعة، ليبقى في رصيدها 30 أغنية. اسمها الحقيقي تيتمة ثابت ولقد دخلت الساحة الفنية بالموسيقى التلمسانية النسوية المسماة ''الحوفي'' علما أن هذه الموسيقى هي دندنة تشبه غناء الأم لرضيعها عند النوم. سطع نجم طيطمة بفضل صوتها الساحر وكذلك لاتقانها العزف، إضافة الى ثقافتها حيث أجادت اللغة العربية الفصحى مما ساعدها على سرعة حفظ واتقان القصائد، كما ساعدتها هجرتها نحو المغرب سنة 1914 باكتساب مهارات فنية جديدة. عملت طيطمة مع أوركسترا عمر بخشي، كما انضم إليها عبد الكريم دالي وعازف البيانو جيلالي زروقي الذي بقي وفيا لها وصاحبها في كل حفلاتها التي أقامتها في الجزائر والمغرب وفرنسا، وتميز جيلالي بعزفه وتألقه في الاستخبار بأنماط الزيدان والموال والسيكا، لقد وجد جيلالي ضالته في صوت طيطمة ما جعلها تقفز قفزة نوعية نحو الحوزي الجديد المرفوق بقصائد لابن المسيب واليعقوبي ومحمد بن سهلة وبن تريكي وأحمد زنقلي. أدت طيطمة أيضا قصائد ذات الطابع الأندلسي خاصة بعد انضمامها الى أوركسترا سمفونية أوربية كانت تنشط بمدينة وهران. توفيت الراحلة إثر مرض عضال في سنة ,1962 لتبقى رائدة في الفن الجزائري وصانعة أمجاد الأغنية في طبع الحوزي والمسامعي ولا يزال تراثها مطلوبا ويسمع حتى أيامنا هذه كأغنية ''أنا غريب''، ''لله توب''، ''عييت في قلبي''...