''نادية بن يوسف'' أسم مشهور على الساحة الفنية الوطنية والدولية، على الرغم من ضآلة حجم صاحبته وتواضعها الشديد، وهي سيدة جميلة في منتصف العمر تحمل وقار المعلم، ، تقدس فنها إلى أبعد الحدود، احترفت الفن في السبعينات عندما كانت مراهقة من خلال أدائها لأغاني الفلكلور الجزائري والفن الأندلسي، وهي تفخر بأنها كونت خطها الغنائي الذي أصبح مدرسة للفتيات والشبان الجزائريين الراغبين بدخول مجال الفن الشعبي الجزائري وهي لا تزال في الثامنة عشرة. بدايات نادية بن يوسف الفنية نادية بن يوسف من الأصوات التي سجلت حضورها بقوة في تاريخ الأغنية الجزائرية الحديثة، وهي تنتمي الى مدرسة الحوزي الجزائرية هي من مواليد حي '' باب الجديد '' بالقصبة بالعاصمة الجزائر، وتعود اصول عائلتها الى مدينة شرشال، بدات الغناء ضمن جمعية '' الموصلية '' للغناء الأندلسي، وتم اكشافها ضمن مسابقة '' الحان وشباب '' لاكتشاف المواهب الفنية بالتلفزيون الجزائري وكان عمرها حينها 15 عاماً، وكانت حينها طالبة في المرحلة المتوسطة، وبعدها انخرطت في الميدان التعليمي وتخرجت في معهد تكوين المعلمين الابتدائي، ومارست مهنة التعليم لمدة 10 سنوات، بعدها تفرغت للعمل في المجال الفني. لم يكن صوت نادية بن يوسف ليمر دون التوقف عنده لشدة صفائه ودقة اداءه، غنت نادية للملحنين الجزائريين وخاصة للملحن '' المعطي بشير '' الذي لحن لها '' عمرت داري، لقيت الغزال، المحامي. ..'' والفنان '' رابح درياسة'' الذي لحن لها '' يا لميمة'' التي اشتهرت بها ومازالت، تنتمي نادية بن يوسف لمدرسة الحوزي الجزائرية التي تخرجت منها الفنانة الكبيرة '' سلوى'' و'' الفنانة '' نرجس ''. وقدمت ثنائيات ناجحة خاصة مع المطرب '' عبد القادر شاعو'' والفنان '' نوري الكوفي ''. قررت ان تعتزل الغناء في 1994 لتتفرغ لبيتها وأكثر من ذلك طلبت من الإذاعة والتلفزيون التوقف عن بث أغانيها، لكنها ما لبثت ان عادت في 1996 بعد ان استقرت بفرنسا. رحلتها مع الفن لم تستمر في دراسة الموسيقى لأن موهبتها كانت ربانية. بداياتها الفنية كانت بشكل منفرد، وبعدها كونت فرقة نسوية خاصةاحتراما منها للعائلات الجزائرية المحافظة في اعراسها على العادات والتقاليد. ولدت وعاشت في احضان الجزائر الى غاية التسعينات وبالضبط ابان العشرية السوداء اضطرت نادية مغادرة البلاد لتقيم باوروبابسبب توقف الفن والحياة الفنية في الجزائر في هذه الفترة والتهديدات التي طالت الفنانين كما الاعلاميين من طرف الارهاب.لكن مجرد ان استقرت الاوضاع في البلاد مع مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عادت نادية الى الوطن الام. غنت نادية بن يوسف في مختلف مناطق العالم، الخليج العربي بأكمله من خلال الأسابيع الثقافية الجزائرية، كماغنت في كل مناطق الجزائر. تقدس الفن الجزائري وتحترمه كثيراً، الى درجة انها تحرص كثيرا على ارتداء الزي الجزائري التقليدي في كل الحفلات والمناسبات. حبها لفن الشعبي جعلها تفضل هذا الطابع عن بقية الطبوع الفنية الجزائرية الاخرى كونها ترى في صوتها الوخيم انه خلق ليغني الفنون التقليدية الجزائرية. قدمت عدة ديومع المع الفنانين امثال عبد القادر شاعوتاكفاريناس.الى جانب الشعبي ادت نادية بن يوسف الاغاني الدينية بكل احتراف. وقد صرحت في اكثر من لقاء عن ارتياحها في تأدية هذا اللون الغنائي. واعتبرت الفنانة أن الأغنية الشعبية هي أكثر لون غنائي يمكن أن تؤدّى من خلاله الأغنية الدينية. حبها وتاثرها ببعض عمالقة الفن الشعبي والعاصمي من ابناء جيلها جعلها تقلد اغاني بعضهم في البومها الاخير الذي ضمنته بعض اغاني للراحل الهاشمي ڤروابي من خلال أغنية ''بيني وبين حبي'' و''توحشت البهجة''، والمطربة سلوى التي انتقت من درجها أغنية ''الله يزيد فرحكم'' إلى جانب ''مبروك فرحنا''.