كشف وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة السيد شريف رحماني أمس عن وضع خطة أمنية بالتنسيق مع السلطات المعنية تهدف إلى حماية وتأمين المواقع السياحية والسواح في الجنوب الجزائري، وأكد أن مشروع تنمية السياحة في الجزائر سيتم تطبيقه على النحو الذي يمكن الجزائر من أخذ حصتها من السوق العالمية في مجال السياحة· وقال السيد رحماني الذي رافق أمس وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة في اللقاء الأسبوعي المنظم بالمركز الدولي للصحافة سابقا أن المخطط التوجيهي للتنمية السياحية اخذ بعين الاعتبار جميع العوامل التي تعيق اليوم تطوير هذا القطاع وأنه تم تسطير برنامج سيسمح تنفيذه بإبراز "وجه الجزائر" السياحي ومساهمته في تحريك الاقتصاد الوطني· وأكد أن للجانب الأمني حيز في هذه الإستراتيجية وأنه تم وضع مخطط مع السلطات الأمنية يهدف إلى تأمين المواقع السياحية والسواح الوطنيين والأجانب من أي تهديد تهديد إرهابي محتمل· وعن الاجراءات المتخذة في هذا الشأن، أوضح السيد رحماني أن الوزارة "لن تقع في الفخ المدبر من قبل الإرهابيين" ليكشف عن خطة تم وضعها بالتنسيق مع السلطات الأمنية ترمي إلى تأمين السياح والمواقع السياحية خاصة في الجنوب الجزائري· ولم يشأ الوزير الدخول في تفاصيل حول هذا المخطط الأمني لخصوصيته، واكتفى بالقول انه يتضمن عدة أدوات وآليات، وقلل في نفس السياق من الخط الارهابي وتأثيره على تطوير السياحة في الجنوب وأكد قائلا "نحن سنجسد مشروعنا ولن يخيفنا أي شيء، فنحن ماضون في تطبيقه وأن جميع الاحتياطات تم اتخاذها"، مضيفا أن تطبيق مخطط تطوير السياحة سيمكن الجزائر من كسب حصتها في السوق السياحية الإقليمية والعالمية· وقدم السيد رحماني ثلاثة عوامل، قال أنها تهدد السياحة في العالم ويتعلق الامر بالتهديد الإرهابي الذي لا يمس فقط الجزائر ولكن العديد من الدول المعروفة بقدراتها السياحية، مشيرا الى أنه رغم هذا التهديد لم تتراجع مداخيل تلك الدول المتأتية من السياحة· أما العامل الثاني الذي يهدد القطاع فهو الخطر الصحي بظهور بعض الامراض المعدية في اشارة الى فيروس انفلونزا الطيور والعامل الاخير يتعلق بالكوارث الطبيعية· وختم الوزير حديثه عن هذا الجانب بالجزم أن الجزائر "لن تقف مكتوفة الأيدي ازاء هذا التهديد" · ومن جهة أخرى أعلن الوزير أن المخطط التوجيهي للسياحة والمصادق عليه أمس في مجلس الحكومة والمندرج ضمن المخطط الوطني لتهيئة الاقليم 2025 حدد أولويات الشروع في التنفيذ وسيتم كخطوة أولى الشروع في إنشاء قرى سياحية، وإنشاء بنك للسياحة هدفه تمويل المشاريع المدرجة في مسار تطوير القطاع، وكذا تحديد أقطاب سياحية يتم تطويرها على غرار منح كامل الأهمية لتشجيع السياحة الصحراوية· وأعلن عن عقد جلسات وطنية يومي11 و12 فيفري الجاري قصد وضع تصور شامل لتطوير القطاع والاستماع الى خبراء واستعراض تجارب بعض الدول لتفادي الوقوع في نفس الأخطاء المسجلة في تنفيذ سياستهم السياحية· وللاشارة فإن المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية تم اعداده على أساس تشخيص شامل يبرز خصوصا النقائص التي تميز هذا القطاع المحدث للثروات، وتسعى الحكومة إلى جعل هذا المخطط المرجع الرئيسي للسياسة السياحية بالجزائر في آفاق سنة 2025· وتراهن الجزائر على استقبال 2.5 مليون سائح في آفاق 2015· وحسب المخطط فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب استثمارا سياحيا في القطاعين العمومي والخاص يقدر ب 2.5 مليار دولار بالنسبة للفترة 2008 - 2015 وهو مايعادل 350 مليون دولار سنويا· وستتأتى من هذا الاستثمار إيرادات تتراوح بين 1.5 و2 مليار دولار وسيترتب عنه استحداث 400.000 منصب شغل مباشر وغير مباشر· وللإشارة فإن المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية درس خلال جلستين لمجلس الحكومة قبل المصادقة عليه·