خلصت الجلسة الأولى من أشغال الدورة الخمسين للجنة المنظمة العالمية للسياحة من أجل إفريقيا إلى اقتراح إنشاء شبكة إفريقية تضم مراكز التدريب والتأهيل في المجال السياحي تكون الجزائر مقرا لها، فيما تعتمد هيئة السياحة التابعة للأمم المتحدة هذه المراكز بحسب المعايير والأساليب المحددة عالميا، كما تم خلال هذا اللقاء الإفريقي الهام التوقيع على وثيقة ثنائية بين وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة والمنظمة العالمية للسياحة في شكل برنامج تعاون للفترة الممتدة بين 2010-.2015 وتم اختيار الجزائر لاحتضان الشبكة الإفريقية للتدريب والتأهيل السياحي باعتبارها فاعل أساسي في السياحة كما أنها تعد قصة نجاح مؤثرة في مجال ترقية السياحة والتي تدعمها المنظمة العالمية للسياحة وترشحها لتكون الناطق الرسمي للدفاع عن حظوظ إفريقيا في ترقية السياحة لا سيما مع الحدث الكروي العالمي ممثلا في كأس العالم لكرة القدم الذي تحتضنه جنوب إفريقيا والذي سيعطي دفعا قويا للسياحة في القارة السمراء من خلال إبراز معالمها وطبيعتها السياحية. وستعمل الشبكة حسب السيد طالب رفاعي الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة على ترقية السياحة في إفريقيا خاصة بعد الانتعاش المحسوس الذي عرفه القطاع بالقارة خلال 2008-2010 على الرغم من الأزمات العالمية التي مست قطاعات متعددة على غرار المال والصحة والكوارث الطبيعية والتي أثرت جميعها بشكل سلبي على السياحة العالمية. وكان وزير البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة السيد شريف رحماني قد افتتح أمس رفقة الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة وعدد من وزراء السياحة بالدول الأفريقية أشغال الاجتماع ال 50 للجنة المنظمة العالمية للسياحة لإفريقيا والملتقى الجهوي حول استراتيجية التسويق الآلي للسياحة وإمكانية دعم الكفاءات الذي ينتظر أن يختتم أشغاله غدا، وقد تم التوقيع على برنامج تعاون طموح بين وزارة البيئة والمنظمة العالمية للسياحة يدور حول ثلاثة محاور ''أساسية'' هي التسويق وتحسين القدرات وإمكانيات الجزائر للارتقاء إلى مستوى سياحي مهم والتكوين. وبحسب السيد طالب رفاعي فإن الأمر يتعلق بترقية الموارد الإنسانية من خلال التكوين وإعادة تأهيل مؤسسات ومدارس السياحة في الجزائر بهدف تكوين إطارات من المستوى العالمي في مجالات المصالح والخدمات السياحية، مضيفا ان المنظمة العالمية للسياحة التي تملك شبكة عالمية وجامعات في التكوين ستقدم مساعدتها للجزائر بمقتضى هذا البرنامج الطموح باعتبارها عضوا فيها. من جهته أكد السيد شريف رحماني على ضرورة انتهاج البلدان الإفريقية سياسات واضحة للنهوض بالسياحة في بلدانها مع مراعاة كل بلد لخصوصياته، موضحا في الكلمة الافتتاحية للاجتماع ان هذا المسعى يندرج في إطار ''عامل التحكم في مسار التنمية السياحية في ظل التخطيط الصارم ونظرة مبتكرة واستراتيجية للترقية السياحية بدول المنطقة''.وحث رحماني على ضرورة اللجوء إلى التخطيط باعتباره نمطا من أنماط الحكم الراشد الذي يؤمن السياحة بالقارة السمراء وتحقيق الازدهار بعيدا عن تقليد تجارب السياحة الدولية والذي يؤدي بإفريقيا إلى الانسلاخ عن روحها مما يقلل من جاذبيتها التي ترتكز في عمقها على الأصالة. كما دعا السيد رحماني إلى توفير التقنيات الحديثة والمتطورة في مجال الإعلام والاتصال وتسخيرها بصفة واسعة ودائمة في التعريف والترويج بالمنتوج السياحي الإفريقي خصوصا وان 50 بالمئة من المبادلات السياحية العالمية تتم عبر شبكة الانترنت. وابرز الوزير أهمية إعداد برامج سياحية تتماشى والميولات والرغبات والأذواق المتجددة للسياح مثل السياحة الجوارية التي تهدف إلى تمكين السواح من تقاسم تجارب إنسانية جديدة مع الأهالي المستقبلة لهم والسياحة الايكولوجية التي يتزايد عليها الطلب مع بروز صناعة سياحية خضراء. ولم يفوت السيد الوزير الفرصة دون الحديث عن الجهود التي بذلتها الجزائر لتطوير وترقية السياحة في السنوات الماضية مذكرا بالمخطط التوجيهي للتهيئة السياحية إلى آفاق 2030 والذي يرتكز على خمس حركيات ترمي إلى تثمين المقصد السياحي الجزائري، وتنظيم الأقطاب السياحية ذات الامتياز وبناء قرى سياحية إلى جانب بعث مخطط الجودة للسياحة الجزائرية والحفاظ على التكامل السياحي والشراكة مع كل الفاعلين ووضع مخطط تمويل لمرافقة المستثمرين، وكلها جهود بدأت تعطي ثمارها بارتفاع عدد السواح الذي انتقل من مليون ونصف المليون سائح سنة 2008 إلى قرابة المليوني سائح السنة الماضية. للعلم تستمر أشغال الدورة الخمسين للجنة المنظمة العالمية للسياحة لإفريقيا إلى يوم غد الأربعاء حيث يتم مناقشة إشكالية السياحة في إفريقيا والبحث عن السبل الكفيلة بترقيتها وبعثها بعد آثار الأزمة الاقتصادية العالمية خلال السنتين الماضيتين، كما يتم خلال أشغال هذه الدورة البحث عن تطوير آليات التسويق السياحي لدعم وتحسين المقصد السياحي في قارة إفريقيا.