أفادت مصادر مطلعة، أنه تم تسجيل خسارة معتبرة في الثروة الغابية بعين تموشنت، حيث يعتبر الإنسان المتسبب رقم واحد في هذه الخسائر التي باتت الطبيعية تئن تحت وطأتها، فالتصرفات اللامسؤولة فعلت فعلتها في هذه المناطق الحيوية التي تعتبر بمثابة الرئة. وعن الأسباب المباشرة لهذه الحرائق صرحت جهات مطلعة أن عملية قطع العسل تتم عادة بإضرام النار من أجل إبعاد النحل، لكن ما يحدث هو عدم السيطرة على هذه النار عقب إشعالها والتي غالبا ما تترك مشتعلة، الأمر الذي يفضي الى خسائر جسيمة. وقد أحصت مصالح الغابات لعين تموشنت 13 حريقا على 62 هكتارا حيث ألتفت النيران حوالي 14 هكتارا من الغابات، فيما قدرة الخسارة من الأدغال ب 29 هكتارا و19 هكتارا من الاحراش. وفي اطار الحفاظ على الثروة الغابية عملت المصالح الغابية على ايفاد لجان بالتنسيق مع الجهات المختصة وفق مقررات تتمثل في المقرر الولائي رقم 330 الذي ينص على حماية الغابات من الحرائق والإهمال، والمقرر رقم 329 المتضمن التدابير الوقائية للاطلاع في اطار الأملاك الغابية من قبل السلطات المحلية والإدارات العامة والمقرر الولائي رقم 428 المؤرخ في 12 - 05 - 2008 المتعلق ببدء حملة مكافحة الحرائق اعتبارا من جويلية 2008، بالاضافة الى المقرر رقم 429 المتضمن فتح أربعة مناصب لجهاز المراقبة قصد تعزيز العملية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإجراءات وغيرها تتخذ لمكافحة الحرائق وتوفير الحماية اللازمة للثروة الغابية بالولاية. وقد شرعت المصالح المذكورة في تنقية الحواف المؤدية الى الغابات على مسافة 145 كلم، بالاضافة تنظيم حملات تحسيسية لفائدة الفلاحين المقيمين بالمناطق الغابية وسكان المدن الذين يتخذون من هذه المناطق مستراحا ومحل استجمام لهم، وتعمل المصالح المذكورة على تهيئة عدد كبير من هذه المواقع الغابية لإعدادها للترفيه والتسلية للسياح الأجانب والمحليين والمغتربين، ومن هذه المناطق التي تم اختيارها للتهيئة غابة رشقون، غابة سيدي الصافي، غابة سبقا بولهاصة، غابة ساسل بأولاد بوجمعة والمساعيد... وفي السياق ذاته، تم تصنيف الغابات بالمنطقة الى صنفين الطبيعية التي تمثل 9 بالمائة والاصطناعية التي تمثل 35 بالمائة، منها 80 بالمائة نسبة أشجار البلوط و10 بالمائة فيما يتلعق بشجرة الكاليتوس. كما أدرجت محافظة الغابات خمسة مكاتب دراسات لمتابعة عملية الغرس، خاصة غرس أشجار الزيتون، إذ وفي عملية تمت مؤخرا قامت المصالح المذكورة بغرس 766 هكتار من أشجار الزيتون وزعت على 192 فلاح. وترمي المبادرة الى تطوير الغطاء النباتي على مستوى 1035 هكتار للحفاظ على الأحواض المتدفقة وما ينجر عن انجراف التربة من أخطار تتهدد البيئة بصفة أخص المناطق الجبلية. وللتذكير، وخلال الاحتفال الأخير باليوم العالمي للمناطق الرطبة ببني صاف التي احتضنت التظاهرة، قامت الجهات المعنية بغرس بعض الشجيرات كنشاط رمزي محفز لايلاء عملية التشجير الاهمية التي تستحقها، وفي السياق ذاته تم انجاز 55 كلم من المسالك لفائدة سكان الريف قصد تسهيل عملية العبور الى مساكنهم عبر الغابات، بالإضافة الى 32 كلم أخرى لفائدة سكان هذه المناطق الغابية النائية، كما وفرت السلطات المحلية مقرات حراجية للإعلان عن الحرائق فور نشوبها، إضافة الى خزانين ضخمين بسعة 120 م3 للخزان بهدف السيطرة واحتواء الحرائق.