دق محولو مادة الفلين ناقوس الخطر بعد أن بلغت الخسائر الناجمة عن حرائق الغابات ذروتها بتسجيلها سنويا انخفاضات كبيرة في إنتاج هذه المادة التي تصدر الجزائر نسبة معتبرة منها نحو الخارج. وحسب هؤلاء فإنه في حالة استمرار هذه الوضعية فإن الجزائر لن تكون بعد سنوات ضمن قائمة البلدان المصدرة لمادة الفلين الخام بعد أن تقلصت مساحاتها من غابات الفلين بنسبة تفوق ال50? ما تسبب في تراجع الإنتاج بنسبة كبيرة من 500 ألف قنطار سنويا إلى 100 ألف قنطار فقط. ويتوقع المختصون أن يتواصل تقلص إنتاج مادة الفلين بسبب الحرائق التي تلتهم سنويا آلاف الهكتارات من الغابات خاصة وأن مديرية الغابات وحتى مصالح الإطفاء لم تجهز إلى يومنا بالوسائل الحديثة المستعملة في إخماد الحرائق وعلى الخصوص الطائرات المروحية المعروفة ب "كانا دير". ويؤكد صاحب مصنع لتحويل الفلين السيد بن سليمان ل"المساء" أنه رغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها مصالح الغابات ومعها الحماية المدنية لمواجهة الحرائق إلا أن مع الأسف تبقى الكثير من مساحات الأشجار وعرة المسلك ويصعب على مصالح الإطفاء الوصول إليها. ورغم أن هذه الوضعية ليست وليدة اليوم إلا أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات عاجلة من شأنها أن تنقذ ما تبقى من المساحات خاصة بعد أن تم تسجيل تراجع ملموس في الإنتاج بالولايات التي اشتهرت لسنوات بإنتاج الأجود من هذه الثروة الوطنية وهي القل، جيجل، سكيكدة، بجاية، تلمسان، وهران، سوق أهراس وتيزي وزو هذه الأخيرة التي أعلنت مديرية الغابات بها مؤخرا عن تسجيل انخفاض حاد في هذه المادة التي يُتوقع أن ينتَج منها هذا الموسم 9 آلاف و500 قنطار فقط، في حين كان الإنتاج يتجاوز 13 ألف قنطار في السنوات الماضية. وتعود الأسباب الرئيسة لتراجع هذه الثروة الغابية على مستوى هذه الولايات إلى النيران التي اجتاحت مناطق إقليم تواجد هذه الأشجار، وذلك بالدرجة الأولى خاصة في السنوات الأخيرة بالاضافة إلى إقدام عصابات متخصصة في استنزاف الفلين والسطو عليه بطرق غير قانونية، وتسويقه من طرف سماسرة الأخشاب بأسعار خيالية، وتحقيقهم للأرباح الكبيرة، حيث يعمد هؤلاء إلى الاستغلال اللاعقلاني للأخشاب، مما أثر سلبا على وجودها، فأصبح هذا النوع من الأشجار مهدَّدا بالانقراض في بعض المناطق التي عُرفت به. وللحيلولة دون ذلك حددت محافظة الغابات على مستوى العديد من هذه الولايات بعض المساحات من إجمالي المساحة التي تحتلها أشجار الفلين، قصد إعادة تشجيرها لإحياء هذه الثروة الثمينة على المستوى الاقتصادي والبيئي وقد تم تشجير ألف هكتار من مجموع المساحة المبرمجة في تيزي وزو على سبيل المثال هذه العملية التي أثارت ارتياح الفاعلين والمستفيدين من هذه المادة.. كما سجلت ولايات سوق أهراسوجيجل والقل انخفاضا في إنتاج الفلين بعد أن سجلت هي الأخرى سلسلة من الحرائق أدت إلى إتلاف مساحات معتبرة من أشجار الفلين .للإشارة فإن الحرائق أتت منذ شهر جوان الماضي الى غاية الأسبوع الماضي على مساحة إجمالية قدرت بأزيد من 10 آلاف هكتار. ويرى المختصون أنه بات من المستعجل إنقاذ غابات الفلين في الجزائر، وهذا لن يتحقق إلا بتكثيف غرسه من جهة وتوفير وسائل حمايتها من مختلف الأخطار مع التذكير بأن غابات الفلين في الجزائر كانت تعتبر الثانية عالميا بإنتاج 30 ألف طن.