أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الروسية أندري نيستيرانكو أمس الجمعة معارضة موسكو ضم إسرائيل لمسجدين إسلاميين بالضفة الغربيةالمحتلة معتبرا أن هذا المسعى ليس من شأنه سوى تعقيد استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية بهدف تسوية الوضع بمنطقة الشرق الأوسط. وفي ندوة صحفية صرح نيستيرانكو قائلا "مثلما أكدناه مرارا فان روسيا تعارض مبدئيا كل عمل أحادي الطرف من شأنه أن يؤثر بشكل مسبق على نتائج المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية لأن مثل هذه المساعي تعرقل الجهود الرامية إلى استئناف المحادثات بين الطرفين" . غير أن القرار الذي اتخذه الوزير الاسرائيلي الأول بن يامين نتانياهو القاضي بإدراج الحرم الإبراهيمي الشريف بمنطقة الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم في إطار ما يسميه ب "التراث الأثري" لإسرائيل " يدل بالتأكيد على هذا النوع من المساعي" حسب نفس المتحدث. وقد أثار هذا القرار الذي أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلي الأحد المنصرم حركة احتجاجية واسعة في العديد من المدن الفلسطينية لاسيما بالضفة الغربيةالمحتلة. وفي الوقت الذي دعت فيه السلطات الإسرائيلية جنودها إلى التدخل لقمع هذه المظاهرات فقد اتهمت الصحافة الإسرائيلية نتانياهو بتأجيج الوضع " من خلال الخضوع للضغوطات التي يمارسها عليه أقصى اليمين ولوبي المؤيدين للاستعمار". من جهة أخرى اعتبر المرجع الإسلامي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله خطوة إسرائيل بالسطو على الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم تتماشى مع ممارساتها العدوانية بالزحف الاستيطاني وتهويد القدس. وحذر فضل الله في خطبة صلاة الجمعة من أن هذا الواقع قد يصبح مغريا لإسرائيل لكي تقوم بعملية تستولي من خلالها على المساجد والمعابد الإسلامية في فلسطينالمحتلة بعد مصادرتها الأراضي التي جعلتها فريسة للاستيطان الزاحف داخل القدس والضفة الغربية ولتختبر من خلال ذلك كله المواقف الإسلامية في حال قررت احتلال المسجد الأقصى وتدنيسه أو تقويضه بالحفريات المتسارعة أسفل أساساته. وطالب المرجعيات الإسلامية إلى عقد المؤتمرات والندوات وتدارس الخطوات التي من شأنها التصدي للمحتلين ودعم الشعب الفلسطيني ومحاصرة الاحتلال قبل أن يسقط المسجد الأقصى وتسقط البقية الباقية من تراث العرب والمسلمين وأرضهم في يد المحتل الغاصب. وعلى صعيد آخر أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين ومتضامنين أجانب خلال اعتداء قوات الجيش الإسرائيلي أمس على المشاركين في المسيرة الأسبوعية ضد جدار الفصل العنصري والتي انطلقت من قرية بلعين بالضفة الغربية. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن المسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة من مركز قرية بلعين باتجاه البوابة الغربية للجدار بمشاركة العديد من المتضامنين الأجانب وعشرات المواطنين الفلسطينيين من أبناء القرية . وأضافت الوكالة أن قوات الاحتلال أطلقت وابلا من الأعيرة النارية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين عند وصولهم إلى جدار الفصل العنصري مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات إغماء واختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع .