تحركت الدبلوماسية الروسية نهاية الأسبوع باتجاه الشرق الأوسط في مؤشر واضح إلى رغبة موسكو في العودة إلى الساحة الشرق أوسطية التي تسيطر عليها واشنطن منذ انهيار الاتحاد السوفيتي نهاية ثمانينات القرن الماضي·ووصل أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الأراضي الفلسطينية لطرح فكرته لعقد مؤتمر دولي للسلام حول الشرق الأوسط برعاية موسكو حيث تباحث في هذا السياق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض ووزير الخارجية رياض المالكي· وحل رئيس الدبلوماسية الروسية بالضفة الغربية قادما من إسرائيل وكان بدأ محطته الأولى بزيارة الى العاصمة السورية دمشق حيث التقى الرئيس بشار الأسد وكبار المسؤولين السوريين· وقال لافروف بعد لقائه الرئيس الأسد أن المؤتمر المقترح عقده في موسكو سيكون بمثابة متابعة لمؤتمر أنابوليس الذي احتضنته الولاياتالمتحدة نهاية نوفمبر الماضي وأعطى الضوء الأخضر لتحريك مفاوضات السلام· وكان لافروف اكد خلال ندوة صحفية مع نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني أن بلاده تجري مفاوضات مع الأطراف المعنية بالأزمة في الشرق الأوسط بشأن عقد مؤتمر دولي للسلام بموسكو· وأضاف أن الهدف الرئيسي من طرح هذه الفكرة هو تقديم الدعم للمفاوضات المباشرة التي تجرى حاليا بين الفلسطينيين والإسرائيليين بهدف توفير الأجواء المناسبة التي تمكن عملية السلام من تحقيق أهدافها·ولكن الندوة إن انعقدت تعتبر تأكيدا على أن موسكو اصبحت لا تنظر بعين الرضى إلى ما تقوم به واشنطن بتفعيل عملية السلام وهو ما دفع بروسيا إلى الدعوة لتوجيه هذه الدعوة· كما أنها تأكيد على أن موسكو تريد أن تعود إلى الساحة الشرق أوسطية من خلال بعد أن تراجع دورها وتأثيرها على صيرورة الأحداث في المنطقة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي نهاية ثمانينات القرن الماضي· ولكن حظوظ الدعوة الروسية تبقى ضئيلة بسبب القراءات التي تعطيها إسرائيل لكل تحرك لا تقوم به حليفتها واشنطن، حيث لم تتأخر إسرائيل في إبداء تحفظها من المقترح الروسي· وقال مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن هويته "أننا لم نرفض هذه الخطة في إطار مجاملة دبلوماسية لكن في الواقع لسنا متحمسين لها من منطلق أن مؤتمرات دولية كثيرة عقدت دون أن تصل إلى أي نتيجة ايجابية"· واعتبر أن المطلوب في الوقت الراهن إحداث التقدم في المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين والتي أطلقها مؤتمر أنابوليس نهاية شهر نوفمبر الماضي· ونفس الموقف عبر عنه مارك رغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قال ان ادارة الاحتلال لم تتخذ أي قرار بخصوص إمكانية مشاركتها في هذه الندوة خلال اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس الدبلوماسية الروسي سيرغي لافروف نهاية الاسبوع· وزعم أن حكومة بلاده تدعم كل تحرك من شأنه أن يدفع بمفاوضات السلام نحو الأمام دون أن يوضح ما إذا كان المؤتمر الذي تدعو إليه موسكو من شأنه تحقيق هذا الهدف أولا· ولكن إسرائيل التي رفضت المقترح الروسي لا ترغب في التوصل إلى أي سلام مع الفلسطينيين بدليل متابعتها لعمليات الاستيطان رغم كل الرفض الفلسطيني لهذه العمليات ومطالبة المجتمع الدولي بضرورة تجميده بهدف توفير الأجواء الإيجابية لاستكمال مسار السلام· وكشفت منظمة "العاد" الاستيطانية الإسرائيلية التي تعمل على تهويد عدة مناطق بالقدسالشرقية عن وجود اتفاق سري بين حركة شاس الدينية المتطرفة وايهود اولمرت بتوسيع المستوطنات بمحيط مدينة القدس الشريف· واكدت هذه المنظمة أن الطرفين توصلا إلى هذا الاتفاق مطلع الشهر الجاري بعد ضغوطات كبيرة مارستها الحركة ضد رئيس الوزراء حيث هددته بالانسحاب الفوري من الائتلاف وإسقاط حكومته·وفي نفس السياق كشفت صحيفة إسرائيلية أمس أن بلدية مستوطنة ايفرت ستشرع غدا الأحد في بناء وحدات سكنية جديدة في إطار توسيع المستوطنات جنوب الضفة الغربية·