تركزت أشغال الجلسة العلنية للجامعة الدائمة للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج في يومها الثاني أمس حول موضوع "المرأة والتنمية الاجتماعية". ومن بين المداخلات التي سلطت الأضواء على هذا المحور محاضرة للأستاذ لعبودي صالح من معهد علم النفس بجامعة بوزريعة بالجزائر العاصمة تضمنت بعض النتائج لدراسة أعدها حول موضوع "مكانة المرأة في المجتمع الجزائري". ويرى في هذا الخصوص "أن المرأة الجزائرية التي تعيش خارج المدن الكبرى يتم نسبها عادة عند الحديث عنها إلى زوجها وليس إلى مكانتها أو حتى إلى وظيفتها". وأشار المتحدث إلى "أن هذا الأسلوب في تقييم مكانة المرأة يعود إلى مشكل ثقافة بالدرجة الأولى" مؤكدا في السياق "أنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية دون الأخذ بعين الاعتبار دور المرأة في المجتمع". وأوضح الأستاذ لعبودي ضمن نفس الدراسة إلى "أن المرأة تتمتع بقدرات وإمكانيات كبيرة" مستدلا عن ذلك بكون المرأة التي تعمل مثلا مع طبيبة فإنها -كما قال- "تكتسب مميزات الطبقات المهنية العليا وبسرعة". وفي السياق يرى ذات المتحدث "أنه عندما يكون لدى المرأة مستوى علمي أكبر من ذلك الذي يتمتع به زوجها فإن أطفالهما يحصلون بعد تنشئتهم على مستوى تعليمي جيد". ومن جانبها أكدت الأستاذة فتاحين عائشة من قسم علم النفس بالمعهد الوطني للتكوين العالي وتكنولوجيا الرياضة بالجزائر العاصمة في مداخلة لها حول "المرأة والإعاقة" أن مجموعة من البحوث تتضمن 300 عينة حول الموضوع أفضت إلى نتيجة مفادها "أن العائلات الجزائرية وفي كل مناطق الوطن تخفي الإشارة إلى إعاقة أطفالها عندما يكون الطفل المعاق أنثى". وأشارت المتحدثة إلى "أن المجتمع الجزائري لا يرفض فقط الطفلة المعاقة ولكنه يرفض أيضا الأم التي تنجب طفلا معاقا". كما دعت من جهة أخرى الجمعيات الجزائرية العاملة في الخارج للتفكير في كيفية مساعدة المرأة الجزائرية المعرضة للإعاقة أوتلك التي تعيش مع الإعاقة من خلال رعاية ابن معاق. وللتذكير فإن أشغال الجامعة الدائمة للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج التي كانت قد انطلقت اول أمس بالوادي تبحث إشكالية "المرأة والتنمية - أي مقاربة تضامنية وتساهمية". ويحضر هذه التظاهرة خبراء من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج وممثلي عدة وزارات وهيئات متخصصة وباحثين وأساتذة وفدوا من عدة جامعات بالوطن. وتجري هذه الأشغال التي تتواصل لمدة أربعة أيام على مستوى أربع ورشات سيعكف فيها المشاركون على دراسة محاور"المرأة والتنمية" و"المرأة والتطور الاقتصادي" و"المرأة والصحة" و"المرأة والحركة الجمعوية". كما تتناول عدة منتديات للجامعة موضوعات حول "المرأة والهجرة" و"المرأة والإعلام والاتصال والثقافة" و"المرأة والسياسة" و"المرأة والتشريع" في حين سيتم ضمن المداخلات التي ستلقى في الجلسات المفتوحة محاور تتعلق ب"المرأة والتنمية الاجتماعية" و"المرأة والتنمية الاقتصادية".