يتساءل سكان حي 11 ديسمبر 1960 ببلدية عين البنيان، عن مصير البرنامج الجديد الذي يقضي بإعادة هيكلة الحي، لاسيما بعد الإحصاء الأخير الذي سجل ما يعادل 3000 سكن فوضوي، في الوقت الذي وصل فيه عدد الملفات 5000 ملف مودعة لدى مصالح البلدية للحصول على سكن· بغض النظر عن النقص الفادح في المرافق العمومية، وكذا التدهور الكبير الذي جعل الحياة بهذا الحي مستحيلة، يعاني حي 11 ديسمبر مشاكل بالجملة، غير أن مشكل السكن يتصدر القائمة، ولا يزال - حسب تصريحات المواطنين - شغلهم الشاغل، إذ يعد هذا الحي من أقدم البؤر الفوضوية في المنطقة، حيث تعود تركيبته العمرانية إلى الحقبة الاستعمارية· هذا، وقد عرف الحي - يضيف المواطنون - منعرجا خطيرا في السنوات الأخيرة، إذ أصبح محطة إقبال الكثيرين من خارج البلدية وحتى الولاية، خصوصا مع فترة الانسداد التي عاشتها البلدية لمدة تفوق الثمانية أشهر·· فانعدام الرقابة وغياب السلطات المحلية آنذاك، جعلا الأرضية خصبة لاستفحال ظاهرة البيوت القصديرية، وساهما بشكل كبير في التدهور الإيكولوجي للحي، لكن هناك ثمة بوادر تؤكد أنه تم تسطير برنامج جديد لإعادة هيكلة حي 11 ديسيمر، نظرا لما يعانيه من مشاكل عديدة في الآونة الأخيرة، وأن فحوى هذا البرنامج يتضمن استفادة جميع سكان الحي الأصليين من قطع ارضية بمقر سكناتهم الحالية، وهذا بعد عملية تهيئة الطرقات التي من شأنها تحديد معالم مساحة كل قطعة، وأنه في حالة ما إذا استوجبت هذه العملية هدم بعض السكانات، فإن أصحابها سيستفيدون من نفس الحصة ولكن في أماكن أخرى ستكون بذات الحي·· ومنه فإن برنامج إعادة هيكلة حي 11 ديسمبر يكمن في استفادة سكانه من قطع ارضية ولن يتم ترحيلهم إلى وحدات سكنية، كما أكدته لنا مصادر مطلعة بالبلدية··· ولمزيد من التوضيح، قصدنا مقر البلدية، حيث استقبلنا رئيسها السيد فريد قياسة، الذي أكد بدوره أن برنامج إعادة هيكلة هذا الحي، يعد مطلبا جوهريا من طرف المجلس الشعبي البلدي، كونه يرمي الى تسوية وضعية القاطنين به، لاسيما وأنه حي عتيق تربع على عرش البلدية منذ الحقبة الاستعمارية··· فشغلنا الشاغل - يقول محدثنا - يكمن في إعادة الاعتبار إلى هذا الحي، الذي لا مفر من ضرورة توثيقه وإضفاء الصبغة القانونية عليه في أقرب الآجال، إذ أن شرعية وجوده معترف بها لدى جميع الهيئات الوصية وحتى العليا منها·· كما أن هذا البرنامج يدخل في اطار تطبيق الوعود التي تم تقديمها خلال الحملة الانتخابية المنصرمة، وكذا برنامج التنمية المحلية لهذه السنة، فالسعي إلى تجسيد ما تم الوعد به - يضيف محدثنا - سيكون عن طريق الوصاية مع المصالح الولائية وكذا بالتنسيق مع أعضاء جمعية إعادة هيكلة حي 11 ديسمبر، فضلا عن لجان وممثلي هذا الأخير، حتى يكون البرنامج ثريا ومجديا يرضي جميع الجهات والأطراف ويأخذ بعين الاعتبار كافة الآراء والاقتراحات· وفي استطلاع قامت به "المساء" لرصد آراء بعض سكان هذا الحي، بخصوص البرنامج الجديد الذي يرمي إلى استفادتهم من قطع أرضية بمقر سكناتهم الحالية، فقد كانت الآراء متباينة، فالبعض منهم رحب بالفكرة والبعض الآخر حبذ السكنات الاجتماعية، كون قدراتهم المادية لا تسمح لهم بالبناء، خصوصا وأن معظمهم ينحدرون من أسر بسطية ومحدودة الدخل··· وبتعدد هذه الآراء، يظل مستقبل هذا الحي رهين التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف، حتى لا يختلط الحابل بالنابل، ولكي لا يظل ملف حي 11 ديسمبر عالقا بين مطرقة الوحدات السكنية وسندان القطع الأرضية لسنوات أخرى·