دق أعضاء الرابطة الجزائرية ضد الرثية أمس، ناقوس الخطر حول إنتشار أمراض الروماتيزم في الجزائر، والتي باتت تستدعي ضرورة إعادة تأهيل الأطباء للتكفل بهذه الأمراض من خلال ضمان التكوين المتواصل. وصرحت البروفيسور لعجوز خلال اليوم التكويني الطبي المتواصل للأطباء العامين والمتخصصين والخاص بالتكفل الطبي بأمراض الروماتيزم، أن أمراض الروماتيزم تشهد إنتشارا ملحوظا في الجزائر يقابله نقص في التكفل الطبي بسبب نقص التكوين في الوسط الطبي، وبناء على هذه المعطيات أصبحت الرابطة الجزائرية تتولى تنظيم أيام تكوينية لفائدة الأطباء خلال شهر فيفري من كل سنة لأن الجهل بخصوصيات هذه الأمراض وعدم الإطلاع على المستجدات المتعلقة بها تنجم عنه أضرار كبيرة، لاسيما وأن البعض منها يستهدف المرأة بصفة خاصة على غرار مرض هشاشة العظام الذي يمس ما بين 30 و35 في المائة من السيدات بعد سن اليأس نتيجة لأسباب هرمونية. وأضافت المتحدثة أن إشراك الجمعيات المهتمة بمكافحة أمراض الروماتيزم وكذا المرضى في التكوين أمر ضروري للمساهمة في تحسين التكفل بأمراض الروماتيزم في الجزائر، والتي يسبب إستفحالها إنعكاسات سلبية على عدة أصعدة. ومن خلال مداخلة حول التكفل بهشاشة العظام، أوضحت البروفيسور دحو أن هذا المرض الذي يؤدي إلى ضعف الكتلة العظمية يعرض المصابين إلى مشكل الكسور التي قد تتطلب تدخلا جراحيا عندما تكون خطيرة. كما أنه يؤدي إلى تراجع الأمل في الحياة بمعدل سبع سنوات. وبحسب المصدر فإن الوقاية أحسن سبيل للتقليل من إحتمالات التعرض للكسور بسبب هذا المشكل الصحي الذي يصيب المرأة أكثر من الرجل، ما يستدعي المداومة على تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين (د)، إضافة إلى تجنب التدخين، الإكثار من الملح والقهوة وحمل الأثقال خاصة بالنسبة للأشخاص المتقدمين في السن. وتطرقت من جهتها البروفيسور أبطرون إلى مشكل آلام الظهر الذي يستهدف كلا الجنسين وكذا الكبار والصغار على حد سواء، حيث ذكرت أن هذا المشكل الذي يتعلق بالعمود الفقري يعرف إنتشارا ملحوظا في وسط شرائح مختلفة، وقد تقف وراءه عدة عوامل منها حمل الأثقال، السمنة، الجلوس لمدة طويلة وإعوجاج العمود الفقري. أما تشخيص أسباب الألم فيعتمد على معرفة موضع الألم وعدة متغيرات أخرى على غرار أوقات الشعور به، مدى إستمرار يته، هل يرتبط ببذل مجهود وهل يصل إلى حد إيقاظ المريض من النوم؟ ذلك لأن آلام الظهر تعكس أمراضا مختلفة كما يمكن أن ترتبط بالحالة النفسية للمريض. وعن مرض إلتهاب المفاصل الروماتيزمي شرحت البروفيسور لعجوز أنه يعد أيضا من الأمراض التي تنتشر في وسط النساء أكثر مقارنة بالرجال، وأن تشخيصه صعب نظرا لإختلاف الأعراض من شخص إلى آخر. مشيرة إلى أنه يرتبط بأسباب جينية. في حين أن ظهوره قد يرتبط بأحداث مؤثرة تسبب الإكتئاب مثل الطلاق أو الموت المفاجئ لأحد أفراد العائلة. ويعد هذا المرض جد مكلف لاسيما في ظل انعدام علاج شاف، مما يستدعي الإسراع في مباشرة العلاج من أجل الحد من مخاطره التي قد تصل إلى حد الإعاقة، حيث يتطلب التشخيص المبكر وإعلام المريض إلى جانب المراقبة الطبية المستمرة وكذا التكفل النفسي حتى لا ينقطع المصابون به عن العمل بعدما تبين أن 50 في المائة من المصابين بداء إلتهاب المفاصل الروماتيزمي يتوقفون عن العمل وأن معظم المصابين به ينتمون إلى الشريحة العمرية التي تمتد ما بين 30 و50 سنة. تبعا لتوضيحات البروفيسور لعجوز.