تحت شعار "المرأة والإبداع" المندرج ضمن تظاهرة "مارس الأنوثة" بالمسرح الوطني تقرر أن يكون أول نشاط تفتتح به هذه المناسبة هو مسرحية "شهرزاد لالة النساء" كصورة مكبرة للمرأة التي تحاول الخروج من اسطورة شهرزاد إلى واقع يحمل نماذج تختلف تماما عن الأسطورة. المسرحية من إنتاج المسرح الوطني الجزائري ستعرض غدا 8 مارس بالمسرح الوطني ابتداء من السابعة مساء، على أن يتواصل عرضها إلى غاية 13 مارس الجاري. في الندوة الصحفية الخاصة بالمسرحية والتي جمعت طاقم العمل أمس بالمسرح الوطني، أشار السيد ابراهيم نوال في كلمته الترحيبية الى أن "شهرزاد لالة النساء" تندرج في إطار التواصل المسرحي المغاربي والذي تبنته الجزائر منذ سنة 2007. فالمسرحية من إخراج التونسية دليلة مفتاحي بمشاركة نخبة من المسرحيين من الجزائروتونس، المخرجة انطلقت في العمل مباشرة بعدما دعاها السيد امحمد بن ?طاف لانجاز عمل مشترك بين الجزائروتونس. الأستاذ نوّال أشاد بقدرات هذه المخرجة التي كما قال "تعلمنا منها الكثير في الجانب التقني والابداعي عندنا بالمسرح الوطني"، كما أشرفت السيدة دليلة على ورشات تكوين للمسرحيين في الجزائر خلال زياراتها السابقة. الجديد في هذا العمل هو ادراج الممثلة الجزائرية سعاد سبكي كمساعدة مخرج بعد نجاحها في اخراج مسرحية "المعلم الفاضل" وقد أكدت بالمناسبة أن تعاملها مع مفتاحي سيكسبها كثير المهارات، خاصة التقنية منها ويعزز عندها الخبرة في الاخراج. أما السيدة دليلة مفتاحي فثمنت هذه التجربة، التي نمت في جو عائلي مغاربي، مؤكدة أن المنطقة المغاربية ذات خصوصية واحدة في الانتماء والثقافة وتشترك حتى في الهمّ الواحد. كما أشارت المتحدثة إلى أن المسرحي يتعامل بالروح والوجدان في عمله ولا تهمه الشخوص وعليه أن يقتنع بما يقدمه حتى يقنع جمهوره بالتالي فإنه لا مجال عنده للخطأ، عليه أن يسخّر طاقته كلها لهذا الفن وهذا الجمهور. من جهة أخرى، أكدت المخرجة أنها مقبولة جدا عند الجمهور والمسرحيين في الجزائر وهذا ما يشجعها على الدخول في هذه التجارب المسرحية، مثمنة هذا التكامل بين تونسوالجزائر وهذا لا يعني أن نلغي الاختلاف بين المبدعين، وفي هذا السياق تشير "حاجتي إلى من يخالفني لا إلى من يكون صورة طبق الأصل مني لذلك فهو يتعلم مني وأنا أتعلم منه ونتكامل وسيظهر الانسجام والعمل الواحد على الخشبة". وترى المخرجة أن المسرح هو فرجة في المقام الأول لذلك لابد من الاهتمام بمدى استيعاب العين قبل غيرها لهذا الغرض، مع مراعاة جمع ركائز المسرح من فرجة وكلمة وأداء، وهنا على التقنية أن تخدم العرض وليس العكس، وفي هذا الإطار قال السيد محمد فاتح سلمى (تقني تونسي) أن حسن استعمال التقنية فن في حد ذاته فلا معنى لتقنيات حديثة إذا لم نحسن استعمالها أو لأن العرض لا يحتاجها ونحاول عبثا اقحامها فيه، وهكذا فإن لكل تقنية "إخراجها الخاص" في إطار الاخراج العام للعمل. السيد حاتم لحشيشة (مصمم إضاءة تونسي) أشار إلى أن كل عناصر العرض متداخلة (أداء، موسيقى، إنارة...) فلا يمكن أن تصمم إضاءة ولا يفهم صاحبها فنون الأداء والاخراج. للتذكير، فإن فكرة المسرحية للسيدة دليلة مفتاحي أعطتها للدكتور ابراهيم بن عمر ليؤلفها، وتهدف من خلالها إلى كسر الصور النمطية للمرأة المثالية خاصة عند الرجل والذي هو دائما شهريار الذي يرى المرأة الأنيقة الفاتنة ذات الشعر الأسود والعيون الخضراء، لتظهر امرأة أخرى بجمال مختلف وبمقاييس لا يؤمن بها شهريار كالمرأة العاملة التي تخرج في السادسة صباحا لتعمل منظفة بلاط، ونساء أخريات يكدحن في حياة بعيدة عن البلاط، المسرحية بلغة مفهومة أقرب إلى الفصحى وتجمع بين الممثلة التونسية هدى بن كاملة والممثل الجزائري حليم زرايبي (متحصل على عدة جوائز وطنية). على امتداد العرض ستستفز شهرزاد شهريار الذي يكتشف شهرزاد لم يعرفها من قبل، شهرزاد مستقلة عاملة تقف معه لا وراءه، لكنها، هل تستطيع أن تقنعه وتمحو صورتها الفاتنة من مخيلته؟ هذا ما سيكشفه العرض. يتزامن العرض مع تدشين معرض تشكيلي لمجموعة من الفنانات من جمعية مدرسة الفنون الجميلة وذلك ببهو المسرح الوطني. كما ستقدم دائما في إطار الاحتفال بشهر المرأة مسرحيتان جديدتان هما "نزهة في غضب" و"مسرحية فاطمة" (بالأمازيغية).