تحتفل نساء الدنيا بالثامن مارس باعتباره يوما عالميا يترجم حرية المرأة وحصولها على مختلف الحقوق، بعد ثورة وكفاح قادته لإثبات ذاتها في مختلف الميادين وبمختلف مدن العالم، وخاصة الدول الغربية، كيف ترى المرأة الجزائرية الثامن مارس وماذا يمثل بالنسبة اليها؟ هذا هو السؤال الذي طرحناه على سيدات وفتيات جزائريات من مختلف الأعمار، تابعوا معنا هذا الاستطلاع... تضحية امرأة لإسعاد أخرى إذا كانت الكثيرات من الفتيات يفضلن الخروج للنزهة أو متابعة البرامج التي تسطرها مديرية الثقافة ومنظمو الحفلات بمناسبة الثامن مارس، فهناك من لا يبرحن أماكن عملهن، حيث يجدن في الآمر متعة خاصة، لا سيما أنهن يؤدين خدمات للغير، تقول سهام بن عبد الرحيم صاحبة صالون"Best Beauté" أن "الاهتمام بالمرأة لا يجب ان يبقى محصورا في الثامن مارس فقط، فالمرأة بحاجة الى الالتفاتة والاهتمام طوال أيام السنة، وبما ان ميزة هذا اليوم هي الانطلاق حيث تخرج النساء للتعبير عن المسيرة الكبرى التي قطعنها في مختلف مناحي الحياة وكذا إبراز قدراتهن للعالم بأسره في مختلف الميادين، فأنا شخصيا أفضل الاحتفال بطريقتي الخاصة وهي استقبال الزبونات اللائي يحلمن بمظهر جذاب في هذا اليوم". في حين ترى السيدة إبراهيمي زبيدة صاحبة صالون حلاقة الحسناء العاصمية، ان يوم الثامن مارس يوم خاص ومميز ومن أجمل أيام المرأة في العالم بأسره، ويحتل مكانة خاصة في النفوس، ففي هذا اليوم بالذات تخرج النساء للترفيه عن أنفسهن وللانطلاق والتعبير عن بلوغهن العديد من الأهداف، تقول " صراحة أنا أعمل في هذا اليوم، إنه نوع من التضحية حيث أضحي كامرأة لإسعاد امرأة أخرى، فالكثيرات من السيدات والفتيات يفضلن الظهور بمظهر لائق وجذاب في هذا اليوم، لذلك أفضل العمل وإسعاد كل من تدخل المحل، فالعمل في هذا اليوم يشكل بالنسبة لي متعة خاصة". العيد الثالث للأم من جهتها، ترى سهيلة العالم مندوبة تجارية لدى مؤسسة لينا للعطور، ان الثامن مارس مكسب للمرأة وفرصة للترفيه عن الذات والاعتراف بإنجازاتها، تقول "جميل جدا ان يكون لدينا يوم او نصف يوم للاحتفال به، فالرجال لا يملكون هذا، وهي فرصة ايضا للحصول على الهدايا وخاصة الأمهات اللائي يصبح لديهن ثلاثة أعياد في السنة (عيد ميلادها وعيد الأم وعيد المرأة)، وهذا شئ مفرح جدا للمرأة، لأنها تتعب وتقدم الكثير من التضحيات ايضا، كما ان يوم الثامن مارس فرصة للاستفادة من البرامج المسطرة، ورغم أنني أكون مشغولة كوني مرتبطة بالمشاركة في صالون حواء 2010، إلا أنني أكون حاضرة لخدمة المرأة بكل سعادة". ينقصنا الكثير من الاحترام أما وسيلة التي تعمل هي الأخرى مندوبة تجارية بمؤسسة وطنية، فترى ان كل أيامها عيد وأنها تتمنى ان تحصل المرأة على المزيد من الاحترام لتكتمل سعادتها، تقول "المرأة الجزائرية غير متطلبة كل ما نوده هو الحصول على الاحترام في مختلف الأماكن حتى نشعر أننا نعيش بسلام". أخيرا فرضت المرأة ذاتها السيدة دليلة بن ازواو، مديرة مدرسة حواء الخاصة في الحلاقة والتجميل والتزين بالورود، تقول في الثامن مارس " أتمنى أن تنال المرأة الجزائرية والعربية الاحترام في هذه المناسبة لأنها في السابق عانت كثيرا من الرجل، لكن اليوم أصبح الرجل يتكل عليها كثيرا، وهو ما نلاحظه في مدرستنا، حيث تقبل النساء على التكوين وتشهد تخرج 1000 فتاة سنويا كلهن يطمحن إلى دخول المجال المهني". الانطلاق نحو أفق واعد... وترى كنزة. خ، مصممة أزياء، ان الثامن مارس فرصة للانطلاق نحو أفق واعد للمرأة الجزائرية، تقول" لقد شهدت السنوات الأخيرة اهتماما بالغا بالمرأة وهذا أمر ايجابي جدا ومشجع على المواصلة، بحيث أصبحت هناك إشارات كثيفة إلى مختلف الإنجازات التي حققتها المرأة في مختلف نواحي الحياة العملية، وأنا شخصيا كامرأة ومصممة أزياء خاصة، أشعر أنني استطعت ان أحقق الكثير من الأشياء الجميلة في حياتي، وكل عمل أقدمه بإمكانه ان يسعد الغير اعتبره مصدر سعادة لي أنا ايضا، لهذا فالثامن مارس يعكس قدرة المرأة على الإبداع والتأكيد أنها موجودة وللأبد". اتركونا نسوق بسلام... أما حليمة، ممثلة تجارية، 22 سنة، فأبدت استياء كبيرا من تصرفات الرجال السائقين، تقول" نحن بعيدات جدا عن العيش في أجواء من السلام مع بعض الرجال الذين يبدون الغيرة من النساء، فأحيانا أعاني للوصول إلى العمل بسبب الممارسات السلبية من بعضهم، فحتى في السياقة نعاني من الإزعاج، وهذا أمر مؤثر جدا ومحزن، أنا كامرأة أتمنى ان لا أحصر في يوم واحد وأن أعيش طوال أيام السنة في أمان بدون تحرش أو غيرة أحد".