نددت الحقوقية الصحراوية أميناتو حيدر بقمة الاتحاد الأوروبي - المغرب المنعقدة بمدينة غرناطة بجنوب إسبانيا بعدما تجاهلت حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واكتفى الاتحاد الأوروبي بدعوة المغرب إلى تحسين وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة دون إصدار قرارات تلزم الرباط بذلك. وأكدت الحقوقية الصحراوية التي نشطت أول أمس ندوة صحفية على هامش الندوة التضامنية مع الشعب الصحراوي التي احتضنتها مدينة غرناطة تحت شعار "بدون حرية ولا حقوق الانسان لا لوضع متقدم مع المغرب" ردا على قمة الاتحاد الأوروبي - المغرب أنها لا تهدف سوى لتشجيع "تبييض التاريخ الدامي للمملكة المغربية والاستخفاف بحقوق الشعب الصحراوي المشروعة". واعتبرت أن دعوة الاتحاد الأوروبي غير كافية ما لم تكن مصحوبة بإجراءات ملموسة تحمل المغرب على وقف سياسته القمعية ضد السكان الصحراويين وتحمي حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية. وقالت "هذا غير كاف أظن انه كان مجرد آمال فقط يجب أن تكون هناك إجراءات ملموسة للضغط على المغرب". وكان هرمان فان رومبي رئيس المجلس الأوروبي دعا المغرب إلى العمل من اجل تحسين وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من دون أن يقوم الاتحاد الأوروبي حتى بمجرد التنديد بحملات القمع المغربية ضد المواطنين الصحراويين وخاصة الحقوقيين منهم بسبب مطالبتهم بحق شعبهم المشروع في تقرير مصيره. وجددت غاندي الصحراوية انتقادها للحكومة الاسبانية التي قالت أن هدفها الوحيد هو أن لا يكون لديها أي مشاكل مع المغرب ، مشيرة أنها لم تعد إلى موطنها الأصلي إلا بعد تدخل الولاياتالمتحدة وفرنسا. وفي هذا السياق ندد الممثل الاسباني ويلي توليدو احد المنشطين الرئيسيين لأرضية دعم اميناتو حيدر خلال إضرابها على الطعام ب"تواطؤ" حكومة خوسي لويس رودريغيز ثباتيرو والاتحاد الأوروبي مع "مملكة إقطاعية وطاغية" كمملكة المغرب. كما ندد برجال الأعمال الذين "سيتقاسمون الموارد الطبيعية للصحراء الغربية" بالاستفادة من "الوضع المتقدم" بين الاتحاد الأوروبي والمغرب مؤكدا أن المستعمرة الاسبانية القديمة "لم تكن ولن تكون أبدا ملكا للمغرب". وبعد أن أكد عزم الحركة الدولية للتضامن مع القضية الصحراوية على "الوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي حتى النصر" انتقد ويلي توليدو رئيس الحكومة ثباتيرو متهما إياه بالعمل "ضد إرادة الاسبانيين" والتحالف مع المغرب على حساب الطموحات الشرعية للصحراويين من بينها حقهم في تقرير المصير والاستقلال. ومن جانبها أدانت المحامية الاسبانية المشهورة ايناس ميراندا انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة ونددت بقبول أوروبا هذا الحوار المتميز مع المغرب في وقت يصر فيه هذا البلد على "انتهاك حقوق الإنسان ومنع الشعب الصحراوي من الاستفادة من الشرعية الدولية". وتخللت الندوة الدولية لدعم الشعب الصحراوي تظاهرة شارك فيها أكثر من ألف شخص من ممثلي الأحزاب السياسية وبرلمانيين ورجال قانون ومن عالم الثقافة فضلا عن مدافعين عن حقوق الإنسان منهم اميناتو حيدر نددوا بسياسة المغرب المنتهكة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة ودعموا حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. ورفع المتظاهرون أعلام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ومختلف اللافتات ورددوا شعارات مؤيدة لحق تقرير المصير واستقلال الشعب الصحراوي. وقال كايو لارا زعيم حزب ايزكييردا يونيدا من اليسار الموحد وثالث قوة سياسية في اسبانيا ان "الوضع المتقدم الذي يمنحه الاتحاد الأوروبي للمغرب يزيد من العار كما يعد من اكبر الانتهاكات التي يمكن أن تلحق بحقوق الإنسان".