أدانت الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة نهاية الأسبوع الفارط المتهم (ب.م) البالغ من العمر 40 سنة بالسجن المؤبد لمتابعته في قضية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق والده (ب.ع) في العقد السابع من العمر. حيثيات القضية تعود إلى يوم 19 سبتمبر من السنة الفارطة، وبالتحديد عشية عيد الفطر المبارك، حيث طلبت في حدود الساعة منتصف النهار والنصف والدة المتهم منه أخذ خبز الدار إلى المخبزة، إلا أن هذا الأخير رفض ليتولى والده الأمر، وهو ما أثار استياء المتهم الذي لحق خلسة بوالده الطاعن في السن وباغته بالقرب من مسجد عبد الرحمان بن عوف بمدخل حي الرياضبقسنطينة، حيث وجه المتهم لوالده 3 طعنات قاتلة بالخنجر الذي كان بحوزته ويلوذ بعدها بالفرار تاركا أباه جثة هامدة يسبح في دمه أمام دهشة وذهول الحضور. المتهم وأثناء التحقيق معه أكد أنه كان يلقى معاملة سيئة من قبل والديه اللذين استوليا على كل أمواله، والتي تحصل عليها حسب أقواله من عمله بألمانيا بعد غياب عن الديار لمدة تزيد عن 7 سنوات، ولهذه الأسباب أكد المتهم أنه قرر الانتقام منهما وإيقاف المعاملة السيئة التي كان يلقاها يوميا، مضيفا أنه خرج يوم الجريمة من المنزل مستاء بعد أن طلبت منه والدته أخذ خبز العيد إلى المخبزة، وحينما رفض نشب خلاف بينه وبين والده الأمر الذي استاء له كثيرا وجعله يتربص به بالقرب من المسجد الذي كان يصلي فيه، حيث أخذ سكينا وقام بذبح والده من الرقبة قبل أن يطعنه 3 طعنات أخرى في مناطق مختلفة من جسمه كانت إحداها قاتلة، والتي أصابت القلب ثم لاذ بعدها بالفرار، وأثناء المحاكمة وكما كان خلال كامل مراحل التحقيق لم ينكر المتهم التهمة المنسوبة إليه، حيث اعترف بالجريمة كاملة. هذا وخلال جلسة المحاكمة اختلفت أقوال الشهود، حيث أكد بعضهم أن المتهم كان يعاني من اضطرابات عقلية، بينما أضاف البعض الآخر أنه كان منحرفا ومدمنا على تعاطي المخدرات، أما والدة الضحية فنفت تصريحات ابنها حول معاملتهم السيئة له، مضيفة أنها متعجبة من إقدام ابنها على مثل هذه الجريمة البشعة والتي أودت بحياة زوجها. من جهته طالب ممثل النيابة العامة بتسليط أقصى العقوبة على المتهم الذي أقدم على جريمة بشعة في حق أحد الاصول، مضيفا في ذات السياق أن هذا الاخير سليم العقل ولا يعاني اضطرابات نفسية وهو الأمر الذي أكدته الخبرة العقلية. بعد المداولات أصدرت هيئة المحكمة قرارها بإعدام المتهم لمتابعته في قضية القتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد التي راح ضحيتها الوالد صاحب السبعين سنة.