اعتبر كريم تاميمونت رئيس الاتحادية الجزائرية للرماية أن البطولة الإفريقية التي احتضنت الجزائر فعالياتها لأول مرة على مدار ثمانية أيام بمركز شنوة بولاية تيبازة، كانت ناجحة على كافة الأصعدة ميزها التنافس الحاد بين الفرق المشاركة والتنظيم المحكم. وقال تاميمونت في هذا الحديث ل''المساء'' أن هيئته تعتزم في المستقبل القريب إتاحة فرصة مماثلة للرماة الأفارقة والعرب من مختلف المدارس للاحتكاك فيما بينهم. بداية، مبروك عليكم اللقب القاري، كيف عشتم أطوار المنافسة ؟ المنافسة في مجمل اختصاصاتها كانت تلعب على الأعصاب حيث دخلت الفرق المشاركة بعزيمة كبيرة للظفر بالتاج الإفريقي. والحمد لله بفضل التربصات التي قامت بها العناصر الوطنية بدون توقف بفندق الأزرق الكبير بتيبازة والمعسكر المشترك مع الرماة الايطاليين، والاستفادة من خبرة ميشال فكوني وايف لوجار الخبيران الفرنسيان إلى جانب المشاركة في البطولة العربية بالكويت من 3 إلى 11 جانفي الفارط كلها عوامل ساعدت على تألقنا في هذه البطولة التي تقام لأول مرة بالجزائر. وتتويج الجزائر باللقب الإفريقي في هذه المنافسة التي شاركت فيها 8 دول افريقية أمر مشجع للغاية ويسمح بدفع عجلة الرماية الجزائرية نحو الأمام. وإذا عدنا إلى المستوى التقني للبطولة، كيف تقيمونها ؟ المستوى كان في عمومه حسنا ووصل في بعض الاختصاصات إلى درجة جيد بشهادة المدير التقني للكنفدرالية الإفريقية للرماية المصري عبد الحميد غالب ومندوب الاتحاد الدولي للعبة ماكس موكل، حيث وظفت العناصر المشاركة كافة مجهوداتها وخبراتها المكتسبة في مختلف المنافسات الدولية مما جعل التنافس على أشده، والحمد لله كان الرماة الجزائريين بالمرصاد حيث سيطروا على منافسات تم إقحامها لأول مرة في هذه البطولة وخاصة ما تعلق بالمسدس الهوائي 50م و25م وبندقية هوائية 50م و25م إلى جانب اختصاص تراب ودوبل تراب. والنتيجة الفنية التي سجلتها النخبة الوطنية في هذا الموعد القاري فاقت كل توقعاتنا خصوصا إذا رجعنا بذاكرتنا إلى الطبعة الماضية التي استضافتها مصر سنة 2007 كان رصيد النخبة الوطنية حينها ضئيلا جدا بعد أن اكتفى رماتنا بميدالية فضية يتيمة في اختصاص دوبل تراب حسب الفرق. وفيما يخص منافسات الأواسط، ماذا تقولون ؟ كان الهدف الرئيسي من إقحام هذا الفريق - الحديث النشأة- هو كسب الخبرة اللازمة والاحتكاك مع نظرائهم من مختلف المدارس القارية في مقدمتها مصر وجنوب إفريقيا اللتين تضمان في تعدادهما رماة من طراز عالمي ودليل ذلك تحطيم مارتينوس جاكبوس وأوندري دانيال من جنوب إفريقيا الرقم القياسي العالمي 9,676 و2,671 على التوالي. ورغم المنافسة القوية تمكنت الجزائر من انتزاع ميدالية فضية في هذه الفئة التي تركت لنا روح التفاؤل بتطوير هذه اللعبة في بلادنا، ولهذا مشاركتنا في هذه البطولة هي بمثابة محطة لتكوين فريق مستقبلي قوي على كل المستويات يعد بتحقيق نتائج تكون في مستوى التطلعات. هل تعتقدون بأن النتائج التي تحصلتم عليها، ارتقت إلى مستوى طموحاتكم وتوقعاتكم ؟ بطبيعة الحال، المطلوب من هذه البطولة القارية حققناه على أكمل وجه وكان ذلك من حيث النتيجة الفنية بتتويج الجزائر بلقب الطبعة التاسعة للبطولة الإفريقية ومن حيث التنظيم الذي أجمعت عليه كافة الوفود المشاركة بأنه كان مميزا ورائعا من حيث الإيواء والإطعام وميادين المنافسة وهذا ما سمح لنا بكسب خبرة كبيرة في هذا المجال، والشيء الذي لفت انتباه وإعجاب كل المشاركين هو مركز الرماية بنشوة الذي أنشأ خصيصا لاحتضان هذه الطبعة، حيث أصبح تحفة جمالية وفنية رائعة بالإضافة إلى كونه ينفرد بمزايا تقنية دوليّة بعد أن تم إضافة ميدانين جديدين هما ميدان 25 م و آخر ل 50 م الخاص بالضغط الهوائي (تسديد بالمسدس والبندقية) والذي تبارى في ميدانهما المنافسون لأول مرة ويعد ذلك مكسبا حقيقيا للرماية الجزائرية والإفريقية على حد سواء. وعلاوة على ذلك، سمحت هذه المنافسة بإتاحة الفرصة لرياضيينا لمواكبة مستويات قارية عالية ارتقى بعضها إلى العالمية وكذا كسب التجربة الكافية من التحضير لخوض المنافسات الرسمية المقبلة في أحسن رواق. ما هي المواعيد الدولية المقبلة ؟ البرنامج التنافسي للموسم الجاري والقادم ثري بعدة منافسات هامة منها البطولة المغاربية المقرر تنظيمها شهر أكتوبر القادم بتونس ومراحل كأس العالم إلى جانب الألعاب الإفريقية والألعاب العربية المبرمجتين العام القادم. هل من إضافة ؟ انتهز هذه الفرصة لأهنئ السلطات المحلية على مساعدتها لنا لإنجاح هذه البطولة التي تشرفت الجزائر باحتضانها لأول مرة مما اكسبنا خبرة كبيرة في هذا المجال، وتعتزم هيئتنا على استضافة البطولة الإفريقية للأمم والبطولة العربية للأمم .2012