الجزائر اكتسبت خبرة كبيرة في التنظيم ومركز تيبازة مكسب حقيقي لكل الأفارقة عبر المدير التقني بالاتحاد الإفريقي للرماية، عبد الحميد غالب، عن ارتياحه التام للظروف التي تجرى فيها البطولة الإفريقية بمركز الرماية بشنوة (ولاية تيبازة)، الذي يتوفر على ميادين تستجيب للمقاييس الدولية المطلوبة وفي ظروف تنظيمية محكمة وأجواء تنافسية مميزة. وأثنى غالب في هذا الحديث الذي أدلى به ل "المساء"، على المسؤولين الجزائريين الذين أتاحوا الفرصة للرماة الأفارقة للاحتكاك فيما بينهم من مختلف المدارس. - بداية، الجزائر تحتضن البطولة الإفريقية للرماية للمرة الأولى، ما تعليكقم؟ * بالفعل، لأول مرة تقام بطولة بهذه الأهمية على المستوى الإفريقي بالجزائر، خاصة وأنها موعد هام يؤهل أربعة فائزين إلى أولمبياد سنغافورة الخاصة بفئة الناشئين (تتراوح أعمارهم بين 17 و18 سنة) المرتقبة في شهر أوت القادممن مجموع ثمانين متنافسا. ويشارك في هذا الحدث القاري 100 رياضي منهم 36 فتاة يمثلون ثمانية بلدان هي تونس والمغرب وليبيا والسودان ومصر وجنوب إفريقيا والسينغال، إلى جانب البلد المضيف الجزائر. وتنظيم الاتحادية الجزائرية للعبة هذه البطولة يبرهن على أن الجزائر شعبا وحكومة تسعى جاهدة إلى تعزيز أواصر التعاون والأخوة بين المنتخبات الإفريقية. - وماذا عن التنظيم؟ * سالتنظيم وبإجماع كافة الوفود المشارك،ة كان مميزا ورائعا على جميع المستويات، من الإيواء والإطعام إلى ميادين المنافسة، وهذا ليس جديدا على أشقائنا الجزائريين الذين اكتسبوا خبرة كبيرة في هذا المجال من خلال استضافتهم للكثير من المواعيد الرسمية إقليمية كانت أو عربية. والشيء الذي لفت انتباهي وإعجاب كل المشاركين، هو مركز الرماية بشنوة الذي أنشئ خصيصا لاحتضان الطبعة التاسعة للألعاب الإفريقية سنة 2007، حيث أصبح حاليا تحفة جمالية وفنية رائعة، بالإضافة إلى كونه ينفرد كذلك بمزايا تقنية دوليّة، بعد أن تم إضافة ميدانين جديدين هما ميدان 25 م وآخر ل 50 م الخاص بالضغط الهوائي (تسديد بالمسدس والبندقية)، وسيتبارى في ميدانهما المشاركون لأول مرة وبذلك يعد مكسبا حقيقيا للرماية الإفريقية. وبكل صراحة أقول أن الهيئة الجزائرية لم تبخل بتاتا في تجهيز هذه الميادين بأحسن هياكل الرماية، ونحن كممثلين للاتحاد الإفريقي جد مرتاحين، كون كل شيء يتم بناء على تعليمات الاتحاد الدولي الذي أوفد ماكس موكل كمندوب عنه إلى الجزائر لمعاينة الميادين ومراقبة أجواء المنافسة، حيث أبدى هذا الأخير إعجابا كبيرا بالمركز ووصفه ب "الجوهرة الحقيقية". - البطولة تعرف مشاركة ثمانية منتخبات إفريقية، هل هو عدد كاف لمنافسة قوية؟ * حقيقة، المشاركة لم تكن قياسية، كنا نود أن يصل عدد الوفود على الأقل إلى عشرة فرق، لكن أود أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أن عدد المنتخبات الإفريقية في الرماية قليل جدا، بسبب التكلفة الغالية لهذه الرياضة، مما يجعلها تتطلب دائما دعما حكوميا من أجل إقامة ميادين الرماية وشراء الذخيرة في التدريبات. - كمدير تقني في الهيئة القارية، ما هو هدفكم الجوهري من هذه المنافسة؟ * كما نعلم جميعا، الرماية لعبة أولمبية إلا أنها غير شعبية، وهدفنا الأولي هو توسيع رقعة الممارسة والمتابعة اللتين من شأنهما دفع عجلة تطويرهذا التخصص الرياضي نحو الأمام، خصوصا وأنها رياضة باركها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف " علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"، كما نسعى كذلك إلى إتاحة الفرصة لرياضيينا لمواكبة مستويات قارية عالية ارتقى بعضها إلى العالمية، وكذا كسب التجربة الكافية من التحضير لخوض المنافسات الرسمية المقبلة في أحسن رواق. كما يحرص الاتحاد الإفريقي على نشر هذه الرياضة في جميع دول القارة، ولذلك تم الاتفاق على إقامة البطولة الإفريقية المؤهلة لأولمبياد لندن عام 2012 في ثلاث دول هي مصر والمغرب وجنوب إفريقيا. - ما هو تقييمكم الأولي لمجريات المنافسة؟ * من خلال أول ملاحظة للبطولة الإفريقية، فقد تميزت بشدة المنافسة نظرا لتقارب مستوى المنتخبات المشاركة، وهذا يترك عندنا روح التفاؤل بتطوير هذه اللعبة في القارة السمراء. - عقدتم أول أمس الجمعية العامة العادية للكنفدرالية الإفريقية، كيف جرت؟ * الحمد لله جرت في ظروف رائعة ومميزة اتفقنا خلالها على تغيير اللائحة الداخلية "دستور الاتحاد" ولائحة المسابقات التي أنشئت عام 1992. كما ناقشنا برامج المنافسات حيث فضلنا إثراءه حتى يتسنى لرياضيينا الاحتكاك ببعضهم البعض في عدة مواعيد من جهة، وكذا متابعة مستواياتهم بصورة منتظمة حتى يبلغوا الهدف المنشود الذي يكمن في تقوية علاقات التعاون بين الرماة في القارة السمراء. - كمدير تقني في الاتحادية المصرية، لماذا اقتصرت مشاركتكم على فئة الشباب فقط دون الأكابر؟ * منذ فترة طويلة تم تأكيد مشاركة مصر في البطولة الإفريقية على فئة الشباب فقط، من أجل تحقيق الهدف المسطر وهو انتزاع إحدى تأشيرات الالتحاق بركب المتأهلين إلى أولمبياد سنغافورة، حيث سخرت الاتحادية منذ أربعة أشهر كافة مجهوداتها وإمكانياتها لهذا المنتخب، الذي يضم في تعداده 12 راميا هم : مصطفى عبد الهادى علي وحسام عماد صلاح الدين حلمي ومصطفى ممدوح فهيم السكري ونورهان محمد محمود عامر، دنيا أمجد أحمد فؤاد الحاروني، نيرة خالد محمد، رائف محمود توفيق، مصطفى عصام الدين عبد الحميد، مهند عبد المنعم محمد محمد، هالة عماد عبد الرحمن، خلود عمرو يوسف وهينار هشام. وبالنسبة للأكابر فهم يتواجدون حاليا في قبرص لخوض منافسة الجائزة الكبرى وهو موعد اعتادت مصر حضوره سنويا. - إذا عدنا إلى موضوع العلاقة المتوترة بين الجزائر ومصر، ماذا تقول؟ * كما يقول المثل الشعبي المصري "زوبعة في فنجان وعدت"، بمعنى أن الموضوع اتنسى كليا ونحن المصريون شعبا وقيادة نسينا هذه المخالفة الأخوية وأصبحت من فعل كان. وأعتقد أن الموضوع كان مصطنعا ولم ينبع من القلب، استغلته جهات لا تعرف القيمة الحقيقية للعروبة والأخوة، والاتحاد المصري على علاقة قوية ووطيدة مع نظيره الجزائري، على رأسه الأخ كريم تاميمونت، حيث في أعز الأحداث كانت هناك اتصالات هاتفية للاطمئنان على بعضنا البعض. وأكبر دليل على المواقف العاطفية العالية والالتحام الكبير بين المصريين والجزائريين، كان في حفل الافتتاح حيث أخذوا سويا صورا. - هل من إضافة؟ * انتهز هذه الفرصة لأهنئ القيادة والشعب الجزائري على استضافة هذا الحدث القاري، الذي تبدو بوادر تنظيمه ناجحة على كافة الأصعدة، ونحن كممثلين في الكنفدرالية الإفريقية موجودون هنا لمساعدة أشقائنا الجزائريين لتكون البطولة بمستوى أعلى والنجاح عنوانها.