أكد وزير الدولة وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني أمس أن الوزارة رفضت تأجيل اعتماد جواز السفر البيومتري الالكتروني رغم قرار المنظمة الدولية للطيران المدني بتمديد العمل بجوازات السفر المعتمدة حاليا من طرف الدول إلى غاية شهر نوفمبر القادم. وقال السيد زرهوني لدى ترأسه أمس بولاية الجزائر العاصمة اللقاء الجهوي الثالث لشرح مشروع اعتماد بطاقة التعريف وجواز السفر البيومتريين الالكترونيين أن وزارة الداخلية تلقت قبل عشرة أيام مراسلة من طرف المنظمة الدولية للطيران المدني تعلمهم بزحزحة تاريخ اعتماد جواز السفر البيومتري الالكتروني إلى غاية شهر نوفمبر القادم منها دول أوروبية وآسيوية وأمريكية تدعو إلى تأجيل تعميم استخدام هذا النوع الجديد من الوثائق إلى غاية استكمال كل الإجراءات الضرورية لذلك على المستوى المحلي. وأوضح الوزير في اللقاء الذي حضره ولاة ورؤساء الدوائر وإطارات 15 ولاية بوسط البلاد بحضور الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية وقائد الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة والمدير العام بالنيابة للأمن الوطني السيد عزيز عفاني ان الوزارة قررت المواصلة في نفس وتيرة العمل التي شرع فيها منذ مدة وان المهلة الإضافية أي الى غاية شهر نوفمبر ستسمح للإدارة المكلفة باعتماد السياسة الجديدة بالتحكم أكثر في العملية. وكانت المنظمة الدولية للطيران المدني قد حددت في وقت سابق الثلاثي الثاني من العام الجاري كآخر اجل لشروع كل دولة في اعتماد جواز السفر البيومتري الالكتروني. وقدم وزير الداخلية خلال اللقاء شرحا تقنيا مفصلا عن العملية، وأكد أن الكثير من الأمور ستتغير ابتداء من الشروع في اعتماد جواز السفر وبطاقة التعريف بالصيغة الجديدة سواء أتعلق الأمر بالبعد الاستراتيجي للبرنامج فيما يخص محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والتقليل من حالات تزوير وثائق الهوية، او ما ارتبط بتسهيل الإجراءات الإدارية للمواطن في الحصول على وثائق الهوية، مؤكدا أن آجال دراسة ملفات استخراج وثائق الهوية سيتم تقليصها، وان طريقة تعامل مختلف الإدارات مع المواطن ستتغير وسيتم تقليص حجم الملفات المودعة عند كل مصلحة من باب أن بطاقة التعريف الوطنية ستضم كل المعلومات الضرورية لحاملها. وبخلاف ما تحدث عنه السيد زرهوني في كل من وهران وقسنطينة، أعلن أمس من العاصمة أن الدوائر النموذجية ال65 التي ستشرع ابتداء من يوم الأحد 4 افريل في استقبال استمارات الحصول على جواز السفر البيومتري الالكتروني تم تجهيزها ب73 آلة وفرها الدرك الوطني في انتظار وصول اولى التجهيزات التي تكفلت الوزارة باستيرادها من الخارج، وأشار الى أن مصالح الدرك والشرطة على حد سواء شرعتا منذ مدة في تخزين المعلومات الخاصة بالأفراد خاصة ما تعلق بالبصمات وملامح الوجه وان هذه العملية ستساهم أكثر في تنفيذ مشروع وزارة الداخلية بالنظر الى الدور الذي يتعين على هذه المصالح أن تقوم به كونها مكلفة بضمان التحقيقات الأمنية على الأفراد أصحاب الطلبات. وأضاف السيد زرهوني ان وزارة الداخلية وبغرض إنجاح العملية قررت توفير 800 آلة سيتم تزويد الدوائر 541 الموزعة على القطر الوطني بها. وذكر الوزير ان رقن المعطيات سيراعي أقصى الشروط الأمنية وأن الإجراءات تم وضعها من طرف مهندسين في الإعلام الآلي مع أخذ خبرة وتجربة مصالح الأمن بعين الاعتبار، وأوضح ان كل البرنامج الذي تم إعداده تكفل به خبراء جزائريون، ولم تتم الاستعانة بالخبرة الأجنبية. وحول العملية التي تحمل شعار ''نحو خدمة أسهل وأداء أدق'' أوضح وزير الداخلية ان عملية إيداع ملفات الحصول على جواز السفر البيومتري الالكتروني ابتداء من الأحد القادم ستعرف إجراءات جديدة تتمثل في ملء استمارة مغايرة لتلك المألوفة لدى المواطن، كما انه يتعين على صاحب الطلب الحصول على شهادة ميلاد رقم ''12س'' وهي شهادة ميلاد أصلية تسلم في استمارة مغايرة لتلك المستخدمة حاليا بحيث يصعب تزويرها بالنظر الى خصوصيتها حيث أنها مزودة بخيط فضي مثلما هو الحال بالنسبة لبعض الأوراق النقدية الحالية منها فئة 500 و1000 دينار. وخلال تواجده بقسنطينة حيث ترأس اجتماعا مماثلا مع إطارات 16 ولاية اعتبر السيد زرهوني شبكة المعلومات التابعة للوزارة الأكثر أمنا، والأقوى على المستوى الوطني بتدفق يتجاوز 650 ميغا بايت. وتفقد الوزير بقسنطينة مصلحة الحالة المدنية لبلدية عاصمة الولاية بحي عوينة الفول، واطلع على التحضيرات الجارية للشروع في عملية استقبال ملفات المواطنين. وينتظر ان ينهي السيد زرهوني سلسلة اللقاءات الجهوية مع الإطارات المكلفة بتنفيذ هذا المشروع اليوم بالعاصمة بزيارة تقوده الى كل من دائرتي حسين داي وباب الوادي.