أخطرت وزارة الخارجية جميع قنصلياتها المنتشرة بالدول الأوروبية بتمديد تاريخ إعادة تجديد جوازات السفر للرعايا الجزائريين المقيمين بالخارج إلى غاية شهر أكتوبر المقبل، بعد أن تقرر تأجيل بدء العمل بجواز السفر البيومتري في المطارات الدولية لعدم جاهزية الجزائر في إطلاق هذه العملية التي كانت مقررة ابتداء من يوم غد. وأفاد مصدر دبلوماسي ل''البلاد'' أمس، أن قرار تمديد فترة تجديد صلاحية جوازات السفر تقرر نظرا لصعوبة إستعاب جميع طلبات التجديد حيث تشهد القنصليات الجزائرية بالخارج اكتظاظ بالرعايا الراغبين في تجديد جوازات سفرهم قبل انطلاق عملية إصدار جوازات السفر البيومترية. وقال مصدر يشتغل بإحدى القنصليات الجزائريةبفرنسا ل''البلاد'' إن الآلاف من الرعايا الجزائريين المقيمين بباريس شكلوا طوابير، منذ صبيحة أمس، لتجديد جوازات سفرهم بعد أن تم إخطارهم بأن آخر الآجال لتجديدها سيكون نهار اليوم، ووصل عدد الطلبات إلى 1500 طلب لتجديد جواز سفر فقط على مستوى قنصلية باريس الموجودة بالقرب من ساحة الإليزيه، ويتم معالجة ما بين 300 و500 طلب عبر مختلف القنصليات الجزائريةبفرنسا خلال اليوم الواحد، وأفادت مصادرنا بأن قرار تمديد تاريخ تجديد جوازات السفر راجع إلى عدم تمكن الرعايا الجزائريين من التنقل إلى القنصليات الجزائرية المتوجودة بالمدن الكبرى مثلما هو الحال في فرنسا وإسبانيا وإنجلترا وإيطاليا، حيث يضطر هؤلاء إلى قطع مسافات كبيرة للوصول إلى مقر القنصليات التي توجد عادة في المدن الكبرى. وما يزيد العملية صعوبة أن موعد استلام جواز السفر لا يتم في يوم إيداعه حيث يتم سحبه في اليوم الموالي مما يزيد من تعقيد الأمور أكثر. وتزامنت عملية تجديد جوازات السفر البيوميترية مع التحضير للعطلة الصيفية المصادفة لحلول شهر رمضان الكريم، وهي الأوقات التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل المهاجرين لتمضية هذا الشهر رفقة عائلاتهم وذويهم بالجزائر. في السياق ذاته، أرجعت وزارة الداخلية سبب تمديد العملية في الجزائر إلى شهر نوفمبر إلى القرار الذي اتخذته المنظمة العالمية للطيران المدني والقاضي بتأجيل تداول جوازات السفر البيوميترية في المطارات الدولية إلى هذا التاريخ، وذلك بطلب من الدول التي لم تجهز نفسها لإطلاق العملية، وهو الأمر الذي ينطبق على الجزائر باعتراف من وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني الذي صرح بأن الجزائر ليست جاهزة بالكامل لإطلاق العملية التي اقتصرت على دوائر نموذجية في كل الولايات لتجريب نظام الإعلام الآلي قبل دخول العملية حيز التنفيذ. ويعتبر جواز السفر البيوميتري وثيقة هوية وسفر مؤمنة قابلة للقراءة آليا، وتحتوي بصفة خاصة على صورة رقمية وشريحة إلكترونية الهدف منها توفير مراقبة صارمة وسريعة للوثائق المكونة لملف الجواز. كما أن لها أهدافا أمنية تتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتزوير الوثائق، وتمنح الوثيقة المؤمنة ضمانات لأمن تنقل المسافرين على مستوى الموانئ، المطارات والمراكز الحدودية البرية وسهولة التنقل بفضل مراقبة إلكترونية سريعة لوثائق المسافرين، إضافة إلى التعرف الموثوق الذي تسمح به وثائق السفر الإلكترونية والبيومترية.