أعيد مؤخرا بباريس الفرنسية اعادة بث النسخة الكاملة والمبتكرة للفيلم الاسطوري ''المهرجان الإفريقي للجزائر العاصمة'' للمخرج وليام كلين من طرف القناة الثقافية الفرنسية الألمانية ''أرتي''. وهناك فيلم آخر من نفس المجموعة لوليام كلين مخصص لإدريدج كليفر الذي كان قائدا للحركة الإفريقية الأمريكية ''بلاك بانتير''. وقد تم تصوير هذه الشخصية في الجزائر، حيث لجأت فرارا من ملاحقة الشرطة الأمريكية. واغتنم المخرج الأمريكي تواجده بالجزائر بمناسبة تنظيم المهرجان الإفريقي للقاء إلدريدج كليفر ليخصص له فيلما وثائقيا. وشكل المهرجان الإفريقي الأول الذي نظم بالجزائر سنة 1969 أحد الأحداث الثقافية التي أحدثت صدى كبيرا في القارة الإفريقية. وشكل المهرجان الإفريقي فضاء حيث امتزج الحدث الثقافي بالظرف السياسي لتلك الفترة. فالجزائر كانت عاصمة كل القضايا العادلة ونقطة لقاء ولجوء بالنسبة لكل الثوريين في العالم. وأضفى فيلم وليام كلين الذي أنتجه الديوان الوطني للسينما بالتعاون مع منتجين أجانب وسينمائيين وتقنيين جزائريين على غرار سليم رياض وأحمد لعلم ونصر الدين غنيفي وعلي مروك على هذا الحدث أبعادا فنية واحتفالية وعاطفية وسياسية. وفي كتيب يرافق مجموعة الأفلام كتب المختص السينمائي ومستشار بوزارة الثقافة السيد أحمد بجاوي في هذا السياق ''لقد ترك كلين من خلال هذا الفيلم شهادة حية عن النظرة التي كانت توجه للعالم سنة 1969 في القارة الإفريقية التي كانت تشهد ثورة للإبداع والأمل''.