أبدى وزير الصحة السيد عمار تو ارتياحا كبيرا لسير البرنامج الوطني للتكفل بالمدمنين على المخدرات، وأشار على هامش انعقاد الملتقى الوطني التكويني للتكفل بالمدمنين على مستوى مراكز معالجة الإدمان أنه"من الصعب التحكم في ظاهرة ترويج المخدرات كون الجزائر انتقلت من بلد عبور إلى بلد مستهلك في السنوات الخمس الأخيرة مع تسجيل محاولات غرس القنب بالوطن"، مبرزا عمل الوزارة مع قطاعات مختصة لتفعيل الوقاية و الانطلاق بعدها إلى العلاج عن طريق مراكز الفطام· يندرج لقاء الأمس الذي احتضنه المعهد الوطني للصحة العمومية بالعاصمة إلى تقديم الدعم فيما يتعلق بتكوين المكونين لرفع مستوى التكفل بالمدمنين على المخدرات، وذلك بالتنسيق مع الديوان الوطني لمكافحة المخدرات ومجمع بومبيدو (المجلس الأوروبي للتعاون في مجال مكافحة المخدرات و الإدمان عليها) الذي كشفت ممثلته أنه لا يمكن الجزم بالقضاء النهائي على ظاهرة الإدمان في أي مجتمع نظرا لاستفحالها الكبير مبرزة أن الدعم المقدم من طرف المجمع للجزائر يتلخص في تأطير خبراء فرنسيين لتكوين المكونين في مجال التكفل بالمدمنين و كذا بخبراء يجرون سلسلة تحقيقات حول المخدرات و إدمانها بالجزائر سيما في الوسط المدرسي مشيرة إلى أن الأرقام بالجزائر تتحدث عن شريحة 1518سنة الأكثر عرضة للإدمان وهي نفس الشريحة العمرية المهددة بإدمان المخدرات بفرنسا· من جهته أوضح البروفسور بشير ريدوح، رئيس مصلحة الأمراض النفسية والعقلية بمستشفى البليدة ل "المساء" حول سؤال يتعلق بخصوصية المدمن الجزائري بقوله أن "المدمنين بالجزائر يجمعون ثلاث أنواع من المخدرات دفعة واحدة و هي الكحول، الأقراص والكيف، وأن المشكل الذي يطرح بالنسبة إلينا كمختصين هو كيفية الاهتمام بهذا المدمن و على أي مستوى: في مراكز الفطام أو مراكز معالجة الإدمان؟ كما يعترضنا مشكل آخر ويختص بإعادة إدماج المدمنين في المجتمع وهنا يطرح الموضوع على أهل الاختصاص"· وبحسب تجربته الميدانية كرئيس لمركز معالجة الإدمان على المخدرات بالبليدة يشير البروفسور ريدوح أن هناك ارتباطا وثيقا بين الأمراض العقلية والإدمان على المخدرات " ولا ندري بعد من الذي يجر الآخر" يتساءل المختص في الأمراض العقلية· جدير بالإشارة أن أشغال الدورة التربصية الأولى الخاصة بتكوين إطارات تتكفل بتفعيل المراكز الجوارية لعلاج الإدمان على المخدرات كانت قد انطلقت نهاية العام 2007، واختصت بتكوين 38 إطارا من حقل الصحة منهم أطباء أخصائيون وعامون وأخصائيون نفسانيون، امتدت على مدار5 أيام كل شهر· وسيؤطر هؤلاء المكونين المراكز ال53 الخاصة بمعالجة الإدمان على المخدرات المنتظر استلامها نهاية السنة الجارية ، كما ستستفيد كل ولايات الوطن من مركز جواري لعلاج الإدمان باستثناء العاصمة التي خصص لها 3 مراكز ومركزان اثنان لكل من وهران وقسنطينة وعنابة·تضاف إلى المراكز الوسيطة و عددها 15وتسمى مراكز الفطام· وفي تقييمه لمختلف الأسباب الدافعة لإدمان لمخدرات ذكر السيد عبد المالك السايح، مدير عام الديوان الوطني لمكافحة المخدرات ،أن المشاكل العائلية والاجتماعية تأتي في الطليعة منها التفكك الأسري من خلال طلاق الوالدين وتهميش الأولاد داخل الأسرة، ناهيك عن التأثر بالمحيطين والانزلاق نحو الإدمان بعد أول تجربة من باب الفضول، وكذلك البطالة وغياب فرص العمل هي جميعا عوامل نفسية واجتماعية لولوج هذا العالم الذي يزداد الوافدون إليه بصفة مخيفة خاصة فئة الشباب والمراهقين والآن أطفال المدارس، وكشف المتحدث في حديثه ل "المساء" أن التداول حاليا مسّ كل أنواع المخدرات وعلى رأسها القنب الهندي أوالكيف المعالج كما يعرف محليا، وحتى الهيروين والأقراص المهلوسة وبعض المواد المسكرة كالغراء والبنزين ومبيد الحشرات· مشيرا إلى عمل الديوان الوطني لمكافحة المخدرات حاليا بإجراء مسح وطني بالتنسيق مع 14 وزارة ستقدم نتائجه الأولية شهر جوان 2008 لمعرفة مدى رواج تعاطي المخدرات بالجزائر، خاصة بعد تحول الجزائر من بلد عبور إلى بلد استهلاك