وضعت وزارة الصحة مخططا وطنيا للتكفل بظاهرة الإدمان على المخدرات يهدف إلى إنشاء 185 خلية استماع على مستوى المراكز الصحية عبر القطر على أن يتضاعف عددها ليصل إلى 250 مع تسلم 70 مستشفى الجاري إنجازها عبر الوطن، آفاق 2012، بالإضافة إلى 53 مركزا وسيطا للعلاج بمعدل مركز واحد لكل ولاية باستثناء المدن الكبرى مثل وهران وعنابة وقسنطينة بمركزين لكل مدينة و3 بالعاصمة، وهذا قصد التكفل الجيد بالظاهرة التي تتفاقم سنويا بحسب المختصين· يستقبل الديوان الوطني لمكافحة الإدمان على المخدرات يوميا عشرات العائلات التي تبحث عن علاج لأبنائها المدمنين في ظل نقص المراكز المختصة في انتظار فتح المراكز المذكورة، بحسب ما أشار إليه رئيس الديوان عبد المالك سايح أول أمس خلال الملتقى التكويني الخاص بالإدمان على المخدرات بالعاصمة و أشارإلى ارتفاع الكمية التي تم حجزها خلال 2007 والبالغة 16.5 طن مقارنة بتلك المحجوزة في2006 و المقدرة ب 9 أطنان تضاف لها الكمية الكبيرة من الأقراص والحبوب المهلوسة· من جهة أخرى ارتفع عدد المدمنين الذين تستقبلهم المؤسسة الاستشفائية المتخصصة بالبليدة حيث انتقل العدد من 4306 سنة 2006، إلى 5554 حالة سنة 2007 أي بزيادة 1239 حالة جديدة· و يرى المتحدث أن إحداث آليات جديدة لتكفل بالمدمنين أكثر من ضرورة بالنظر إلى اتساع رقعة الإدمان مع انتقال الجزائر من بلد عبور إلى بلد مستهلك· مع العلم أن 50 بالمئة من المخدرات التي تعبر الجزائر يتم استهلاكها محليا استنادا لتصريحات الوزير عمار تو خلال نفس الملتقى· واعترف الوزير أن "الإدمان على المخدرات في الجزائر كان إلى وقت قريب متجاهلا و الحديث عنه طابو، و لكن أثناء جلسة الاستماع التي خصصها رئيس الجمهورية لقطاع الصحة في أكتوبر 2006 تم وضع برنامج وطني للتكفل بالظاهرة" ومنه تحديد 3 مستويات لمعالجة الإدمان من خلال: خلايا الاستماع على مستوى المستشفيات ومراكز العلاج والمراكز الوسيطة ال53 و مراكز الفطام ال15و هي المراكز التي يجري منذ نهاية العام المنصرم الإشراف على تكوين أطبائها بالاستعانة بخبراء أجانب من فرنسا، البرتغال،اسبانيا، ايطاليا و لبنان· وكانت أول دفعة لتكوين المكونين في معالجة الإدمان على المخدرات قد انطلقت بداية شهر نوفمبر بمدرسة الشبه الطبي بحسين داي بالعاصمة· واختصت الدورة الأولى في تكوين 35 طبيبا عاما و نفسانيا ليتكفلون فيما بعد بتكوين المكونين بولاياتهم و التكفل بالمدمنين للحد من هذه الظاهرة· وحاليا يتكفل مركزا البليدةووهران بمتابعة ومعالجة المدمنين الذين وصلوا إلى درجة متقدمة من الاستهلاك بعناية صحية فائقة من أجل التوصل إلى فطام هؤلاء المدمنين· من جهته كشف، البروفسور بشير ريدوح رئيس مصلحة بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة في لقاء مع "المساء" أن النظام العلاجي الهادف للتكفل بالمدمنين يقوم على اختيار طريقة العلاج من طرف المدمن نفسه، إما بالإقامة في المركز وتلقي العلاج النفسي والطبي أو أن يمنح له الدواء المناسب لحالته على أن يخضع للفحص الطبي مرتين أسبوعيا لمدة شهر· وهذا النظام العلاجي سطره الفريق الطبي المعالج المتكون من البروفسور ريدوح و 4 محللين نفسانيين و5 أطباء نفسانيين مختصين في الطب العيادي· وقد تم خلال سنة 2006 حسب الأستاذ ريدوح معاينة 7005 مدمن، ادخل 1600منهم المستشفى·مبرزا أن الإدمان بالجزائر متعدد الجوانب حيث يخلط المدمن بين الكحول و الأقراص المهلوسة و الكيف و هذه الكيفية بحد ذاتها أخطر من الهيروين و كلها ذات عواقب وخيمة على الصحة·