من خبر الكيان الإسرائيلي لا تفاجئه الأعمال التعسفية التي يقترفها في فلسطينالمحتلة سواء في حق الأرض التي تزحف عليها مستوطناته أو على الشعب الفلسطيني من تقتيل وتضييق وتهجير على مرأى ومسمع من العالمين العربي والدولي. وها هي التقارير المحلية (الفلسطينية) والدولية تعكس هذه الأعمال التي أقل ما يقال عنها أنها جرائم في حق الإنسان، وتشير كلها إلى أن الكيان الصهيوني لا يترك حيلة أو وسيلة إلا وسارع إلى استخدامها لإفراغ مناطق كاملة من سكانها وتهجيرهم تحت ذرائع واهية ليخلو له الجو لاستبدالهم باليهود تطبيقا لخطة تهويد الأرض بإجلاء كل فلسطيني أو بتغليب العنصر اليهودي فيها. والغريب أو ما يؤسف له في كل هذا هو الصمت المطبق للهيئات الدولية التي تقول أنها تحمي حقوق الفلسطينيين بعملية السلام المزعومة وترعى المفاوضات التي تؤدي إلى حماية هذه الحقوق.. لكنها في حقيقة الأمر تعطي الكيان المغتصب الوقت الكافي لتنفيذ خططه الاستيطانية، حتى تصبح أمرا واقعا يصعب التراجع عنه. وإذا لم يكن الأمر كذلك فكيف نسمي تراجع الهيئات الأممية والدول الغربية وعلى رأسها أمريكا الراعية لعملية السلام في الشرق الأوسط عن الشروط التي تحاول فرضها على إسرائيل من أجل تقدم عملية السلام؟! وكيف نفسر تأجيل قيام الدولة الفلسطينية من مرحلة مفاوضات تنتهي بالفشل إلى جولة أخرى تأتي وفق شروط جديدة يضطر فيها الجانب الفلسطيني والعربي إلى إعطاء تنازلات جديدة؟! والسؤال الذي يطرح نفسه ويتجدد مع كل دعوة إلى مفاوضات من أجل السلام هو متى كان ناقض العهد مؤتمنا؟ وكيف للجانب العربي أن يلدغ من الجحر الواحد عدة مرات؟!