أكد رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم على تأييد الجزائر للشعب الفلسطيني في "رفضه محاولات التجزئة سواء بالمعالجة أو بالحلول الجزئية أو المنفردة"، داعيا مختلف الأطراف الفلسطينية إلى وحدة الصف خدمة لقضيتهم ولشعبهم، وشدّد على التزام الجزائر بدعم فلسطين حتى تحقيق النصر وعودة كل أبنائها إلى وطنهم. قال رئيس الحكومة في كلمته التي ألقاها بمناسبة افتتاح فعاليات شهر التضامن مع الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى ال60 للنكبة، إنه من الضروري أن "نؤكد من جديد على أن تسود روح الوحدة بين كل الفرقاء في فلسطين وعلى ألا توجه البندقية الفلسطينية المجاهدة إلا إلى حيث يجب أن توجه"، واعتبر "السامية والصهيونية" بمثابة "جسدان تتحكم فيهما روح واحدة مبنية على التفرقة والتمييز ورفض كل دعوات التعايش الأخوي والإنساني القائم على التسامح"، مضيفا "نحترم اليهودية كدين سماوي ولكن الصهيونية باعتبارها عقيدة عرقية متخلفة ينبغي أن نواجهها". وفي سياق حديثه عن الوضع في المنطقة أكد بلخادم أنه "لا سلام بدون عدل ولا عدل دون الاحترام التام لحقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة السيدة تضم كل أبنائها في الداخل والشتات"، معتبرا أن تحقيق السلام لن يتأتى "دون انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة"، وقال بلخادم بأن إحياء الذكرى الستين للنكبة فرصة لتذكر ما انجر عن اغتصاب فلسطين وما عاشه شعبها من مآس وتشرد وضياع تحت الاحتلال الصهيوني مواجها القتل والتعذيب والتهجير والاعتقال في ظل "تجاهل كامل للشرعية الدولية". وبعد أن أبرز كفاح الشعب الفلسطيني عبر عديد من الأجيال دفاعا عن أرضه وشرفه أكد رئيس الحكومة أن الشعب الفلسطيني "لا يستجدي الاعتراف به من هذه الدولة أو تلك"، وأكد أن وجوده "حقيقة حتمية تاريخية" كرستها نضالاته عبر مراحل تاريخه العريق". وعرج بلخادم في كلمته على أهم المحطات التاريخية التي تمخض عنها اغتصاب الأرض الفلسطينية وإنشاء دولة إسرائيل ابتداء من المؤتمر الصهيوني المنعقد سنة 1897 بمدينة بال السويسرية وصولا إلى قرار الأممالمتحدة القاضي بتقسيم فلسطين سنة 1948 مرورا بوعد بلفور سنة 1917 واتفاقية سايكس بيكو. وبدوره شدد سفير دولة فلسطينبالجزائر أحمد عبد الرازق سلمان في كلمته على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني، وذكّر سلمان بمساندة ودعم الشعب الجزائري للقضية الفلسطينية شعبا ودولة، موجها بهذه المناسبة شكر بلاده لشعب الجزائر وإلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. من جهتها انتقدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون في تدخلها بعض الدول التي شاركت إسرائيل في احتفالها بعيد قيام الكيان الإسرائيلي على حساب فلسطينيين هجروا من أراضيهم وتعرضوا إلى قمع آلة الاستدمار الإسرائيلية، كما دعا الأمين العام للجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي الفلسطينيين إلى توحيد صفوفهم لمواجهة السياسة التعسفية لإسرائيل. وأعلن مدير المكتبة الوطنية أمين الزاوي عن إطلاق موقع للمكتبة الفلسطينية الافتراضية بهدف إيصال الإبداع الفلسطيني إلى العالم، وذكر الزاوي بتضحيات المثقف الفلسطيني الذي دافع بقلمه عن القضية على غرار الروائي غسان كنفاني والفنان الكاريكاتوري ناجي العلي، فيما أشار ممثل سفارة بلجيكابالجزائر شارل هوارد إلى تخصيص الموسم الثقافي الفني القادم في "ولوني" ببروكسيل في الفترة ما بين شهري سبتمبر ونوفمبر للقضية الفلسطينية.