الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يشكو الجزائر للفيفا .. إنه آخر ماسمعناه في المدة الأخيرة، ولو أن تصريحات المدرب الفرنسي الإسرائيلي فيرنانديز قد غطت على أشياء كثيرة تحاك ضد الجزائر كرويا، وهذا طبعا منذ أن تخلصت من حملة الفراعنة الذين حاولوا تشويه صورة وسمعة الجزائر وجماهير الجزائر ولاعبيها المحترفين، الذين نعتتهم فضائيات العار، بأرذل الأوصاف وشككت في وطنيتهم بحجة أنهم يحملون الجنسية المزدوجة. الاتحاد الفرنسي لكرة القدم والذي عوض أن يشكر الجزائريين والجزائريات الذين انجبوا زين الدين زيدان وكريم بنزيمة وناصري وغيرهم ممن صنعوا أمجاد الكرة الفرنسية وألقابها، راح هذه الأيام يشكو ويطالب بوضع حد لهجرة اللاعبين التي تتعرض لها الكرة الفرنسية في الآونة الأخيرة، بسبب الجزائر التي نجحت حملتها الدبلوماسية الكروية في استرجاع مواهبها في الضفة الشمالية للمتوسط، ولم تدرك هذه الهيئة بأن العالم قد تغير وأن الجيل الحالي من الجزائريين قد يكون أشد وطأة عليها، لأنه لا الإغراءات المادية تقضي على جذوره ولا الامتيازات التي توفرها له الجنسية المزدوجة تدفعه للتنكر إلى الأصول، وتكفي صرخة عنتر يحيى في أم درمان حين قال بصوت عال أهدي الفوز على الفراعنة لكل الشهداء، لتؤكد مثل تلك الصرخة ارتباط هذا الجيل الجديد ببلاد الشهداء، وعنتر كما يعلم الجميع كان أول لاعب استفاد من القانون الجديد الذي يتعلق باللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة الذي تطالب فرنسا بمراجعته والذي كانت الجزائر وبطلب من محمد روراوة من وراء حث الفيفا في اجتماع بهاماس على تطبيقه، وهو ما تحقق على أرض الواقع بعد أشهر قليلة. اما فيرنانديز المدرب المهرج الذي يشغل منصب مدير فني لمنتخب العدو الإسرائيلي، فقد تطاول على سعدان من تل أبيب وتباكى على المنتخب الجزائري حين قال ''إن سعدان عندما يعتمد على الجيل الجديد من اللاعبين دون تسميتهم، فهو يقود منتخب الجزائر إلى كارثة في المونديال''. ولفرنانديز الفاشل في بلاده فرنسا وفي موطنه الأصلي اسبانيا وفي موطنه الثالث بالتبني -إسرائيل- نقول دعك من هذا، فكبار المدربين يتحدث عنهم سجلهم وسعدان واحد منهم، اما الجزائر فهي تعتمد على ثروتها البشرية أينما كانت هذه الثروة، وأبواب المنتخب الوطني مفتوحة لكل من أبدى تعلقه بالوطن الأم، حتى ولو ولد في جزر الوقواق، ومن حق الجزائر أن تؤمم هذه الثروة البشرية مثلما فعلت مع ثرواتها الطبيعية. والسؤال المطروح ماذا يريد منا هؤلاء الناس ألا يكفيهم ما نهبوه طوال 132سنة من الاحتلال والنهب والسرقة والغطرسة أم أن إنجازات الجزائر باتت تزعجهم حتى في ملاعب كرة القدم؟