كشفت آخر دراسة حول انتشار مرض السكري عبر العالم إصابة 285 مليون شخص منهم أكثر من 3 ملايين مصاب بالجزائر 20 بالمائة منهم يستعملون الأنسولين وهناك أكثر من مليون جزائري يجهل إصابته بالمرض، وبغرض تقديم تربية صحية وترقية التشخيص المبكر لداء السكري قرر المخبر الدانماركي ''نوفو نورد يسك الجزائر'' بالتنسيق مع الفدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري تفعيل نشاط القرية التي اختير لها شعار ''لنتحد لتغيير داء السكري'' من خلال التقرب أكثر من كل فئات المجتمع للتحسيس والتشخيص المبكر للمرض. وقد كانت الاحتفالات الأخيرة التي احتضنتها ولاية غرداية في الفترة الممتدة من 22 إلى 23 مارس الفارط بمناسبة اليوم الوطني لمرضى السكري فرصة لمناقشة نشاط القرية التي وضعها المخبر الدانماركي تحت تصرف جميع المواطنين والجمعيات التي تعني بالصحة والمرضي، حيث تهدف فكرة إنشاء القرية إلى توعية الكبار والصغار بطرق الوقاية من انتشار المرض مع عرض مختلف التجهيزات المستعملة في علاج المرض، كما يسمح لزوار القرية التي تفتح أبوابها في عدة مناسبات للزوار الاستفادة من بعض الكشوفات مجانا مثل قياس نسبة السكر في الدم والضغط وباقي الكشوفات الصحية الأولية. كما تضم القرية التي تأخذ في كل مرة شكل خيمة كبيرة مساحات مهيأة لورشات التربية الصحية، التحسيس، والترفيه، مخصص للمرضى وغير المرضى حيث يتم تعريف الزوار بالغذاء اللائق، وكيفية أخذ حقن الأنسولين بالنسبة للأطفال والشباب المصاب من دون الرجوع إلى الطبيب في كل مرة خاصة بعد إنتاج حقن جديدة سهلة للاستعمال الفردي، بالإضافة إلى طريقة علاج القدم والعناية بها ومراقبة شبكية العين، وكل ذلك يتم بفضل تأطير المرشدين المختصين عبر مختلف الورشات، وعلى هامش كل هذه الورشات تسطر محاضرات علمية حول وباء السمنة ومرض السكري في الجزائر مع عرض الأساليب المتبعة للتكفل بمرضى السكري، والتكفل بالطفل المصاب بالسكري ودور الشركاء الوطنيين والدوليين من مخابر ومنظمات دولية في التكفل بالداء، وبما أن الرياضة تعد من أهم وسائل الوقاية والعلاج يسهر المخبر بعد اختتام أبواب القرية على تنظيم ماراطون يشارك فيه المرضى من كل الفئات لتشجيعهم على ممارسة المشي كلما سمحت الفرصة لمحاربة السمنة التي تنجر عن الإصابة بالمرض. وبغرض التقرب أكثر من المواطنين فإن قرية ''لنتحد لتغيير داء السكري'' تتنقل عبر مختلف ولايات الوطن طوال أيام السنة، حيث تهدف من خلالها الجمعية مساعدة المرضى على الكشف المبكر للمرض من خلال النشاطات التي تتم عبرها والشروحات التي يقدمها خيرة الأطباء المختصين في هذا المجال. من جهة أخرى يحاول المخبر إسهام مجموعة من الأخصائيين الجزائريين سنويا في الملتقيات العالمية المنظمة من طرف اكبر المخابر الصحية والأساتذة في مجال معالجة مرضى السكري تماشيا وتطور البحث العلمي في هذا المجال، في حين استفاد أكثر من 600 أخصائي بالصحة عبر تراب الوطني من دورات تكوينية بالجزائر في مجال التكفل الحسن بمرضى داء السكري وذلك منذ انطلاق حملة ''لنغير داء السكري''. ويعمل مسؤولي المخبر ''نوفونورديسك'' من خلال نشاطاته الجوارية التي تتماشى والبرنامج الوطني المعد من طرف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لمكافحة السكري والهادف إلى التقليل من أعباء تكلفة مكافحة المرض إلى تحسين العلاج وجعله في متناول الجميع مع تطوير الهياكل الصحية الكفيلة بمواجهة ارتفاع معدل الإصابة، مع المشاركة في دعم نشاط ما يعرف ب''دار مرضى السكري'' الذي قررت الوزارة فتح بمعدل واحدة على مستوى كل ولاية تعمل على التكفل بالمرضى من ناحية توفير الأدوية والكشوفات الصحية اليومية، مع ضمان التغطية الصحية والكشف المبكر للمرض، مع ضمان التكوين المتواصل للأطباء حول التقنيات والأدوية الجديدة، كما اختار مخبر ''نوفو نورديسك'' في إطار نشاطه عبر عدة دول في العالم منها الجزائر المساهمة في دعم حملة المنظمة العالمية للصحة ''الاتحاد من أجل مرض السكري''، بالنظر لاحتياجات الأطفال والشباب المصابين وعائلاتهم عبر العالم، من خلال تنظيم دورات تدريبية حول العالم لاكتساب التوعية اللازمة الخاصة بهذا المرض مست دولا عدة منها الدانمارك، ألمانيا، هولندا، بلجيكا، فرنسا، جنوب إفريقيا، أستراليا،الصين، اليابان، كندا ونيويورك، لتحط الرحال بالجزائر مؤخرا.