تعيش نقابة الخطوط الجوية الجزائرية تجاذبات داخلية بسبب وجود خلاف حول شرعية القيادة المنبثقة عن الندوة الوطنية للفدرالية الوطنية للنقل المنعقدة شهر فيفري الماضي والتي تم خلالها إعادة انتخاب الأمين العام ومختلف هياكل النقابة. وعرفت الوضعية الداخلية للنقابة في اليومين الأخيرين تطورات تستدعي تدخل الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد للفصل فيها لتجنب شل قطاع النقل الجوي لما لهذا المجال من حساسية ليس فقط لحركة الملاحة الجوية ولكن للاقتصاد الوطني. وطفا الخلاف بين الفروع النقابية، للنقابة الأم التابعة للقطاع بعد ندوة 18 فيفري الماضي أفرزت قيادة جديدة على رأسها السيد توفيق خوجة بصفته أمينا عاما، وتم تنصيب جميع الهياكل التابعة لها غير انه الى غاية الآن لم تتمكن هذه القيادة من استلام المحضر الرسمي لتنصيب مختلف هيئاتها، وحمّلت بعض الأطراف في المركزية النقابية مسؤولية ذلك ودعت الأمين العام السيد عبد المجيد سيدي سعيد للتدخل. ولم تكتف القيادة الجديدة بإصدار بيان للمطالبة بمحضر تنصيبها الذي يسلم من طرف القيادة الوطنية للمركزية النقابية بل نظمت الثلاثاء الماضي اعتصاما بدار الشعب مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين شارك فيه عشرات العمال للمطالبة بالإفراج عن المحضر وعدم التدخل في شؤون القيادة الجديدة. ولوحت باللجوء الى اتخاذ خطوات جديدة لإيجاد مخرج للوضعية الحالية التي تعيشها القيادة الجديدة. لكن هذا التحرك دفع بثمانية فروع نقابية تابعة للنقابة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية من بينها الفرع النقابي للطيارين والفرع النقابي للطائرات المستأجرة، والفرع النقابي للشؤون الاجتماعية للخروج عن صمتها وأصدرت بيانا تلقت ''المساء'' نسخة منه أمس اعتبر خيار اللجوء إلى تنظيم يوم احتجاجي محاولة لخلق الفوضى في قطاع حساس مثل النقل بالخطوط الجوية الجزائري. واتهمت الفروع الثمانية القيادة الجديدة بالسعي وراء ''استغلال الفئات الهشة من عمال الخطوط الجوية الجزائرية لتحقيق أهدافها الغريبة''، وأشارت إلى أن ''القيادة الجديدة'' عمدت الثلاثاء الماضي إلى نقل بعض العمال وبخاصة أصحاب العقود المحدودة الأجل وحتى المتربصين إلى مقر المركزية للاحتجاج. وأضاف''إنه من المؤسف ومن العار أنه في الوقت الذي تحضر فيه المركزية النقابية لدراسة ملف الاتحاد العام للعمال الجزائريين/الخطوط الجوية، لجأت بعض الأطراف تمتهن العمل المنحط إلى نقل بعض العمال إلى دار الشعب للاحتجاج''. وذكر البيان أن ما لجأ إليه هؤلاء يعد مهزلة ''أرادوا من خلالها تلميع صورتهم بالتأكيد أنهم سيشاركون في الجلسة الرسمية لتنصيب الأمين العام المزعوم لنقابة الشركة''. ودعا البيان عمال الخطوط الجوية الى تجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى الفوضى في قطاع حساس مثل الخطوط الجوية الجزائرية، والذي قد يؤدي إلى وضعية يصعب التحكم فيها. وتوقع البيان بأن الهيئات النقابية ستتحرك لمعاجلة هذه القضية ''في الإطار الصحيح ووفقا للوائح الاتحاد العام للعمال الجزائريين ولتوجيهات الأمين العام عبد المجيد سيدي سعيد''.