هددت نقابة للخطوط الجوية الجزائرية باللجوء إلى تنظيم يوم احتجاجي عبر مختلف مطارات الجزائر خلال الأيام القليلة المقبلة، في حالة عدم تكفل المركزية النقابية بملف هذه النقابة التي تم إعادة تجديد هياكلها، لكن أطرافا في الأمانة الوطنية ترفض منحها المحضر الرسمي لتنصيب مختلف هيئاتها القيادية كونها تعارض القيادة الجديدة. قنبلة من العيار الثقيل قد تنفجر في أية لحظة ببيت تنظيم سيدي السعيد، إذا لم يتدخل لإيقاف الفوضى التي تشهدها نقابة الجوية الجزائرية التي تنقلت فروعها النقابية أمس بقوة إلى دار الشعب للاحتجاج ومطالبة جميع الأطراف المسؤولة في المركزية النقابية بالتدخل العاجل لتفادي انزلاقات خطيرة تكون عواقبها وخيمة على التنظيم، لاسيما وأن النقابيين اتهموا “أمينا وطنيا بالضلوع وراء الأزمة التي تم افتعالها وسط نقابة الجوية الجزائرية”. أطوار القضية التي تعيشها نقابة الخطوط الجوية الجزائرية تعود إلى تاريخ 18 فيفري المنصرم عندما عقدت الفدرالية الوطنية للنقل ندوة وطنية تم على إثرها إعادة انتخاب الأمين العام ومختلف هياكل النقابة بفندق الجيش ببني مسوس”، إلا أن القيادة القديمة لم تهضم رفض جميع المندوبين إعادة تزكيتهم لعهدة جديدة، فلجأوا إلى مقاطعة الأشغال ومغادرة القاعة والتوجه مباشرة لأحد القياديين في المركزية النقابية”. ويقول الأمين العام المنتخب خلال هذه الندوة، توفيق خوجة، “هؤلاء القياديون يرفضون الشرعية النقابية ولا تهمهم الشرعية العمالية أو التمثيل وهم يريدون مواصلة تسيير النقابة غير مبالين بانشغالات العمال”، ثم واصل “من أصل 23 فرعا نقابيا حاضرا خلال الندوة، لم تغادر القاعة سوى 5 فروع تحت ضغط وتأثير هؤلاء الذين هددوهم بالإقصاء فيما حظيت القيادة الجديدة بتزكية 18 فرعا نقابيا وتعهدنا باسترجاع هيبة الاتحاد وسط العمال، والتكفل بانشغالاتهم كما نبقي الأبواب مفتوحة أمام هؤلاء إذا رغبوا في التوبة”. لكن الأمور لم تسر مثلما كان منتظرا بحيث تنقل الرافضون لنتائج الندوة إلى المركزية النقابية والتقوا مع أحد الأمناء الوطنيين الذي وعدهم بإلغاء نتائج الانتخابات وإعادة تنظيم أخرى جديدة، وهي الوعود التي انعكست مباشرة على القيادة الجديدة للنقابة التي لم تتحصل على محضر التنصيب الرسمي منذ ذلك التاريخ. وكشف الأمين العام، توفيق خوجة، أن “التجمع جاء تلبية لنقابات المؤسسات التي دعت إلى التوجه للاحتجاج على الانحياز المفضوح الذي تمت ملاحظته وأن مجيء هؤلاء يؤكد رغبة العمال في استعادة نقاباتهم والتنديد بمحاولات تأميمها وتسييرها كإدارة، وهذا العزم لن يتم التراجع عنه في الظرف الراهن”. وقد رفض أعضاء من الأمانة الوطنية أمس استقبال ممثلين عمن جاءوا لنقل انشغالهم إلى المركزية النقابية في محاولة لإيجاد حل لهذا الإشكال الذي يبدو أنه لم يجد آذانا صاغية، لاسيما وأن الجميع مصمم على عدم عودة الفريق القديم على رأس النقابة، كونهم لم يخدموا العمال بل خدموا مصالح أشخاص خارج المؤسسة”.