قضت أمس ولاية الجزائر على أقدم حي قصديري بالعاصمة والذي يعود إنشاؤه إلى سنة 1958 وهو حي الزعاطشة الكائن بأعالي بلدية سيدي امحمد حيث تم ترحيل 197 عائلة إلى سكنات جديدة موزعة على ستة مواقع بالعاصمة، وسيشرع خلال الأيام القليلة القادمة في ترحيل سكان الشاليهات ضمن المرحلة الثانية من برنامج الإسكان وإعادة الإسكان الذي سطرته الولاية والذي مس في بادئ الأمر سكان البيوت القصديرية ليتم لاحقا ترحيل سكان الأحياء الشعبية في خطوة ثالثة وأخيرة. وتعد هذه العملية الثالثة الخاصة بإسكان قاطني الأحياء القصديرية على مستوى ولاية الجزائر بعد حيي دودو مختار بحيدرة وديار الشمس بالمدنية بتعداد إجمالي يفوق ال1700 عائلة مرحلة مع إقصاء ما لا يقل عن 20 عائلة غير محصية أو أنها استفادت من دعم الدولة بشكل أو بآخر كما أنها ليست من بين تلك المحصية ضمن المواقع المرحلة منذ 2007 علما أن عملية إحصاء سكان البيوت القصديرية تمت بشكل نهائي سنة 2007 من قبل مصالح الولاية. وكشف السيد محمد رحايمية المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي صاحب أهم المشاريع السكنية من ناحية الكمية والنوعية، أنه سيتم التركيز خلال الأيام القليلة القادمة على سكان الشاليهات حيث تم تسطير جدول زمني سيتم من خلاله الشروع في إعادة إسكان قاطني أقدم الشاليهات مع الأخذ بعين الاعتبار المواقع الاستراتيجية قبل التكفل بسكان التجمعات الشعبية الذين سيأتي دورهم في المرحلة الثالثة ومن ثم العودة إلى سكان أهم الأحياء بالعاصمة على غرار حي ديار الشمس، البركة والكاف بإعادة إسكانهم واسترجاع مواقع سكناهم. وفي هذا السياق أوضح محدثنا أنه سيتم فتح ''مناقصة أفكار'' خاصة بأهم المشاريع الممكن إنجازها مستقبلا بالمواقع المسترجعة علما أنه لم يتحدد إلى غاية اللحظة مستقبل هذه الأحياء وما إذا كانت ستظل مخصصة لسكانها أو استغلالها في مشاريع أخرى. وقد تمت عملية الترحيل في ظروف جد محكمة حيث تمكنت مصالح الولاية أثناء الليل من تعبئة الشاحنات بأغراض العائلات المرحلة قبل أن تعطى إشارة انطلاقها نحو مواقعها السكنية في حدود الساعة السادسة صباحا ليفسح المجال مباشرة للآليات والجرافات التي باشرت عملية تهديم الموقع الذي أضحى مجرد ذكرى حيث سخرت 150شاحنة لنقل الردوم وانتهت العملية في حدود الساعة التاسعة صباحا. وقد تم ترحيل ال197 عائلة التي تم إحصاؤها نحو ستة مواقع بالعاصمة منها موقع 1310 مسكن بتسالة المرجة الذي استقبل أكبر عدد من العائلات قدر ب104 عائلات ليصل عدد العائلات المرحلة إلى الموقع منذ بداية العملية إلى 1024 من مجمل ,1310 والتي سيخصص جزء منها لسكان تسالة المرجة علما أن العائلات استفادت من شقق تتراوح بين 2 إلى 3 غرف. أما باقي العائلات فقد تم ترحيلها نحو موقع 468 مسكن بجنان سفاري (ببئر خادم) والذي استقبل 44 عائلة إلى جانب موقع 500 مسكن بالسويدانية الذي استقبل 9 عائلات فيما أعيد إسكان 24 عائلة بحي 350 مسكنا بطاهر بوشات وست عائلات أخرى بحي 300 مسكن ببرج البحري بالإضافة إلى عشر عائلات بحي 88 مسكن بعين البنيان وقد استفادت العائلات من شقق من 3 إلى 4 غرف. وكعادته تكفل ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين-داي بعملية إعادة الإسكان التي استكملت بشكل كلي في حدود الواحدة ظهرا التحقت فيها جميع العائلات بسكناتها الجديدة وسط ''الزغاريد والدموع'' وكذا بعض الاحتجاجات التي لا تخلو منها أي عملية والمتعلقة غالبا بعدد الغرف والتي كانت تحل فورا في عين المكان بحضور السلطات العمومية والقائمين على العملية يتقدمهم المدير العام لدواوين الترقية والتسيير العقاري لولاية الجزائر السيد محمد رحايمية الذي تكفل بشكل شخصي بحل جميع الاحتجاجات المنطقية الممكن حلها دون اللجوء إلى الطعون. وتم تجنيد إمكانيات هامة خلال عملية الترحيل وإعادة الإسكان حيث سخرت 350 شاحنة لنقل أغراض العائلات مرفقة بأزيد من 500 عامل لحمل الأغراض ونقلها و500 عامل إضافي بمواقع الاستقبال، ناهيك عن 30 حافلة مخصصة لنقل العائلات إلى جانب عشرات الجرافات التي تكفلت بتهديم الموقع مدعمة ب150 شاحنة لنقل الأتربة والردوم. للعلم فإن عمليات الإقصاء مست أزيد من 8 عائلات وجدت بموقع حي الزعاطشة دون أن تكون من بين العائلات المحصية من قبل وقد رفضت السلطات المحلية إعادة إسكانها لأغراض تنظيمية وانضباطية وهو نفس الإجراء الذي تم اتخاذه خلال عملية ترحيل سكان حي دودو مختار القصديري حيث تم إقصاء عشر عائلات غير محصية.