بهدف تعزيز إمكانيات تخزين المنتجات الفلاحية بما يتماشي وتطوير نظام ضبط الإنتاج الزراعي ''سيربلاك'' الذي انطلقت فيه الوزارة شهر أوت 2008 وبتوفير مختلف المحاصيل الفلاحية على مدار السنة بأسعار معقولة، استرجعت وزارة الفلاحة مؤخرا مخازن جديدة مهملة كانت تابعة لمجمع التبريد ''ENAFLA'' والمؤسسة العمومية المكلفة باستيراد التجهيزات الفلاحية ''ONAPSA '' ليتم وضعها تحت وصاية شركة تسيير المساهمات للإنتاج الحيواني ''برودا''، وهوما سيرفع الطاقة الوطنية للتخزين ب 200 ألف متر مكعب إضافية بعد صيانة وترميم20 مخزنا، بالإضافة إلى تكوين عدد من الإطارات للسهر على السير الحسن لهذه المخازن. تولي وزارة الفلاحة والتنمية الريفية اهتماما بالغا بالطاقة الوطنية للتخزين والتبريد خلال المخطط الخماسي المقبل بعد الفوز بمعركة تكثيف الإنتاج لتلبية طلبات السوق في الخماسي الفارط الذي تميز بجملة من الإجراءات تدخل في إطار تنويع مجالات الدعم بما يخدم طموحات الفلاح. ومن بين التعديلات الجديدة التي تم الإعلان عنها في إطار إعادة تنظيم المؤسسات والهياكل التابعة لشركة تسيير المساهمات للإنتاج الحيواني ''برودا''، إسناد مهمة تسيير عدد من المخازن وبناء أخرى جديدة للمؤسسة التي ستسهر مستقبلا على رفع قدرات ضبط السوق من خلال تبريد وتخزين المنتجات الفلاحية الطازجة وتسيير المخزون الغذائي بما يخدم طلبات السوق الوطنية. وفي هذا الإطار كلف وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسي مسؤول شركة ''برودا'' بإنشاء فرع جديد تابع للشركة مهمته السهر على السير الحسن لكل عمليات تخزين المنتوج الفلاحي عبر كامل المخازن ومجمعات التبريد الموزعة عبر التراب الوطني، بالإضافة إلى ضم باقي فروع التخزين التابعة حاليا لكل من مؤسسة تحويل وتعبئة اللحوم '' سوتراكوف'' ومؤسسة التبريد ''اقروفروا''، كما سيتم تحويل مخازن التبريد التي استرجعتها الوزارة بعد غلق كل من مجمع التبريد ''ENAFLA'' ومؤسسة استيراد التجهيزات الفلاحية''ONAPSA''وعددها ¥¥ في المجموع، بطاقة تخزين يزيد حجمها الإجمالي عن ¥¥¥ ألف متر مكعب، وستتكفل شركة ''برودا'' بتأهيل وصيانة المخازن وغرف التبريد التي ستلحق بهذه الشركة الجديدة من خلال تجهيزها بأحدث التقنيات بعد ترميم البنايات بما يخدم مقاييس التخزين بشكل عام. ومن جهة أخرى؛ تم إسناد للشركة مهمة انجاز¥¥ مخزنا جديدا للتبريد للشركة بطاقة تخزين إجمالية تقدر بأزيد من ¥¥¥ ألف متر مربع موزعة عبر التراب الوطني في إطار مخطط وزاري يمتد إلى ¥¥¥¥ . وحسب مصادرنا من خلية الإعلام على مستوى الوزارة فإن عملية انجاز المخازن الجديدة ستخضع لشروط ومقاييس معينة، بدءا من تحديد مواقع المخازن حسب مناطق الإنتاج وسلسلة التبريد الوطنية، وستسمح المخازن التي سيتم إنجازها بامتصاص الفائض من الإنتاج بالتالي طمأنة الفلاحين بضمان تسويق محاصيلهم وحماية عائداتهم، وحسب الاستراتيجية الجديدة التي تم تسطيرها من طرف مصالح الوزارة ففي مرحلة أولى تم تحديد ¥¥ مخازن بمناطق مختلفة من الوطن منها الشلف، عين مليلة وبوفاريك التي تضم عددا من المخازن التي اختارت الوزارة استغلالها كأقطاب لوجستيكية، حيث ستتوفر على مجموعة من الخدمات إلى جانب التبريد وتتمثل في فتح مصالح خاصة بالتنظيف، التصنيف، التغليف والتوزيع الذي يعد من بين أهم محاور تحسين سياسة تسويق المنتوج الفلاحي. وعلى صعيد آخر، تعمل الوزارة من خلال المصالح الجديدة خاصة تلك التي ستعنى بالنقل على تطوير شبكة توزيع وتجهيزها بمجموعة من الشاحنات المختصة في نقل مختلف أنواع المحاصيل إلى بائعي التجزئة، وهذا ما سيسمح بتحديد عدد الوسطاء خاصة إذا علمنا أن ¥¥ بالمائة من السعر الحقيقي خلال عملية البيع والشراء تعد هامش ربح بالنسبة للوسيط، وعليه فمثل هذه الإجراءات الجديدة ستسمح بالدرجة الأولى بضبط السوق وتحقيق الاستقرار على المستويين البعيد والقريب خاصة وأن عدد الوسطاء سيقل وهو ما سينعكس على الأسعار المتداولة في السوق. وتدخل الإجراءات الجديدة المتخذة في إطار استراتيجية وطنية ترمي إلى عصرنة وتطوير شبكة التبريد في الجزائر باعتبارها مهنة قائمة بذاتها يجب الاعتناء بها خاصة وأنها حلقة هامة في عملية ضبط الإنتاج، وهي الطريقة الوحيدة التي تضمن وفرة وجودة المحاصيل الفلاحية. ومن بين الخطوات الهامة المحققة في إطار إنجاز أقطاب التخزين والتبريد الجديدة هو إطلاق دورات تكوينية لصالح المسيرين الجدد ترتكز على تقنيات وأسس التخزين وضرورة المراقبة الدورية لدرجة الحرارة والرطوبة، وذلك لضمان تسويق منتجات ذات جودة ونوعية جيدة باعتبار أنها ستخضع لعملية تصنيف وتنظيف بمقاييس عالمية، على أن تتدعم هذه الخدمات في المستقبل بتقنيات أخرى تتمثل في وضع قسيمات على المنتوج تحدد الوزن والسعر مثلما هو معمول به في باقي الدول ذات الخبرة في مجال التبريد والتخزين، وسيكون محصول البطاطا أول منتوج يستفيد من التقنيات الجديدة في التنظيف والتغليف من منطلق انه أول منتوج استفاد من نظام ''سيربلاك''، على أن تتوسع لباقي المنتجات الفلاحية ريثما يتم الانتهاء من إعادة الهيكلة والتأهيل المهني التي تمس جميع الشعب الفلاحية. اتفاقية بين المنتجين والمخزّنين قريبا وحسب مصادرنا من خلية الإعلام؛ فإن الوزارة تحضر في المستقبل القريب لتوقيع اتفاقية تجمع بين المخزّنين والمنتجين الوطنيين العموميين والخواص وبغرض ضمان تسويق الفلاح أوالمربي لمنتجاته بدون الانشغال بمشاكل النقل إلى المخزن أو سعر الجملة، وبالتالي ستكون الوزارة وجدت وسيلة لحماية مداخيل الفلاح ليواصل نشاطه بأمان، كما ستضمن الوزارة تزويد السوق الوطنية بمختلف المنتجات الفلاحية المخزنة بغية الحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلكين، وتعد هذه الاتفاقية بمثابة عامل محفز يعمل على تشجيع الفلاح والمربي على عصرنة وسائل وعوامل الإنتاج بعد تأمين نشاطهم من منطلق أن المخزنين حاضرين لحماية ومرافقة جهودهم بما يحقق مصالحهم ومصالح المستهلكين. إلى جانب هذه الإجراءات وبهدف التحكم أكثر في التقنيات المستخدمة في غرف التبريد وبالتالي توفير الظروف الملائمة لتخزين المحاصيل الفلاحية بما فيها البطاطا، نظمت المعاهد التقنية ومديريات المصالح الفلاحية عبر التراب الوطني دورات تكوينية استفاد منها التقنيون المكلفون بتسيير غرف التبريد ن وهوما يسمح بتحسن ظروف التخزين وتجاوز العراقيل والنقائص.