كان لبنان وهاهو لبنان وسيبقى·· فهل يدرك الإخوة الفرقاء فيه ومن يعنيهم مستقبله من قريب أو بعيد بأنه المعادلة الباقية وما سواه متبدل متغير بتبدل رياح المصالح والتحالفات حتى لاأقول بتغير النزوات·إن العربي الغيور على أوطانه يضع يده على قلبه هذه الأيام خوفاً من أن يتدهور الوضع في هذا البلد الجوهرة الى مالا تحمد عقباه لأنه خبر بالتجربة أن "الحرب بدايتها الكلام" ويدعو الله أن يتوقف الكلام في هذا البلد الفيسيفساء الجميلة عند مجرد الكلام لحفظ وحدة لبنان وأمن لبنان وجغرافية لبنان وعزته· ويعجب العربي من خارج لبنان للاحتقان الذي تعرفه الساحة السياسية وتأثيراتها الخطيرة على الشارع اللبناني وقد لايرى له سبباً مادام الأمر يتعلق بأبناء البلد الواحد، وأصحاب التاريخ الواحد والمصير المشترك في رقعة جغرافية واحدة موحدة تعايش فيها شعبها وعض على جروحه وتجاوز مآسيه رغم قرب عهدها، فكيف التلويح بالعودة إليها اليوم!! ينتظر كل عربي من لبنان اليوم أن يستثمر التحالفات الاقليمية والدولية للبناء والنماء والرفاه الاجتماعي بدل أن يكون كله أو بعضه أداة مطواعة في يد هذه القوى أو تلك تمتص اقتصاد لبنان وعرق اللبنانيين وتمتص أكثر من ذلك مقومات وحدته وتعايشه وأخوته وثقافته وكل جميل فيه· ومع كل الاحتقان وصب الزيت على النار من هنا وهناك مازلنا نؤمن في لبنان الحكمة، في لبنان التعايش الذي يعرف في اللحظة الحاسمة كيف يحافظ على مصالحه ومصالح أبنائه···