الذكرى ال70 لاندلاع الثورة التحريرية: السيد ربيقة يؤكد أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية    إلغاء الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب: حان الوقت لاحترام القانون الدولي    إدانة واسعة للهجوم الارهابي على الشركة التركية للصناعات الجوية والفضائية بانقرة    مهرجان الفيلم الأمازيغي بتيزي وزو: 16 فيلما يتنافسون على جائزة "شجرة الزيتون الذهبية"    زار مرافق الجمعية الوطنية الكورية بسيول.. بوغالي يطلع على آليات نظام التصويت الإلكتروني    صيد بحري: السيد بداني يستقبل عضوا بمجلس الأمة عن ولاية المدية    وهران: إفتتاح الطبعة ال 21 للصالون الدولي"باتي واست 2024″    رئيس المجلس الشعبي الوطني يستقبل بسيول من طرف رئيس وزراء كوريا الجنوبية    اجتماع الحكومة: دراسة مشاريع تمهيدية لقوانين معدلة ومتممة تخص عدة قطاعات    سعيدة.. برنامج سكني جديد بألفي وحدة بصيغة البيع بالإيجار    بورحيل سمير يؤكد: التشريعات الجزائرية تعزز حماية المعطيات الشخصية    هلاك 5 أشخاص وجرح 155 آخرين خلال ال24 ساعة الأخيرة في حوادث المرور    الجزائر/قطر: السيد زيتوني يشرف بالدوحة على افتتاح منتدى أعمال جزائري-قطري    بعنوان : "أحرار نوفمبر".. مسابقة عربية شعرية ضخمة بمناسبة سبعينية الثورة الجزائرية    أطقم طبية تابعة لمصالح الصحة العسكرية تساهم في الحد من انتشار الأوبئة ببرج باجي مختار وإن قزام    مشروع السكة الحديدية بشار-تندوف-غارا جبيلات: رخروخ يعرب عن " ارتياحه" لتقدم الأشغال    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 42 ألفا و792 شهيدا    بلمهدي يؤكد على أهمية الحفاظ على المخطوطات القديمة وتثمينها    بونجار: برنامج عمل اللجنة الوطنية للوقاية من مرض السرطان ومكافحته يرمي إلى تقليص عدد الإصابات والوفيات    وقفة بدار الصحافة في العاصمة    منظّمات وجمعيات ترافع لتسقيف الأسعار    دراسة مشروع قانون حماية ذوي الاحتياجات الخاصة    هؤلاء أبرز 20 لاعبا انخفضت قيمتهم السوقية    انتقادات لاذعة لمحرز    تريكي يطلق برنامج الخدمة الشاملة للاتصالات الإلكترونية    كلمات جزائرية تغزو إنجلترا!    الصحافة الجزائرية تحتفل بيومها الوطني    يحيى السنوار من ثائر إلى أسطورة    وزارة الإنتاج الصيدلاني تُحذّر..    وزارة الصناعة تتخذ عديد إجراءات    تذكروا "بيغاسوس".. الجوسسة باستعمال التكنولوجيا أمر واقع    بحث فرص ترقية التعاون الصناعي بين الجزائر والهند    بلعابد يشارك في اجتماع إدارة مركز اليونيسكو للتميز في التعليم    صفعة ثانية.. المخزن يترنح    صادي يجري محادثات مع شخصيات بأديس أبابا..قرارات هامة في الجمعية العمومية للكاف    وديتان للمنتخب الوطني للسيدات بنيجيريا    لجنة الانضباط تعاقب 3 أندية وتوقف الحارس ليتيم    قرارات هامة لصالح طلبة علوم الطب    القبض على محترفي سرقة الهواتف    260 إصابة بالكيس المائي    آدم وناس مطلوب في أودينيزي وسمبدوريا الإيطاليين    التحكيم في قفص الاتهام، احتجاجات بالجملة و"الفار" خارج التغطية    تيارت تستكمل كل التحضيرات    الأمم المتحدة تحذّر من تدهور الأوضاع في فلسطين    مجلس الجامعة العربية يدين تقويض عمل المنظمات الإنسانية في غزة    "المساء" ترصد ما خققه الثقافة والفنون في 4 سنوات    أنابيب نقل الغاز الجزائرية ضمان لأمن الطاقة الأوروبي    مسؤول في هيرتا برلين يصف مازة ب"جوهرة" النادي    9 محتالين يجمعون تبرعات باسم مرضى السرطان    توسيع طاقة تخزين الأدوية في 3 ولايات    أيام حول الانتساب للضمان الاجتماعي في الجامعة    الرئيس يأمر بإنجاز فيلم الأمير    التميّز والجمال عنوان "شظايا من الضفتين"    مختصون: هكذا نجعل للدراسة قيمة في حياة أبنائنا    الابتلاء من الله تعالى    نعمة الأمن لا تتحقق إلا بوجود 4 مقومات    هكذا نزلت المعوذتان على النبي الكريم    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد لبنان.. هل نراكم في العراق قريباً؟!
أيها العرب
نشر في الشروق اليومي يوم 28 - 05 - 2008

بعد اللقاء الذي تم في الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين، بإشراف دولة قطر وجامعة الدول العربية، أي بإشراف قطر ثم قطر وإحدى وعشرين دولة عربية أخرى، وأسفر عن اتفاقٍ كان في مقدور الساسة من اللبنانيين أن يقوموا به في بلادهم منذ سنةٍ ونصف، بات مطروحاً على الساحة السياسية العربية اسئلة من مثل: هل العلاقات الدولية تقوم على أمرين هما العلاقات العامة والمال؟ وتبعاً لهذا يطرح سؤال آخر: هل من جدوى لسياسة تقوم على المباديء؟ ما أفق العلاقة بين الدول العربية الظاهرة على السطح.
*
وتلك الأخرى الكامنة بعد تراجعها عن أداء دورها؟ وهل نتجه نحو ظهور دولٍ فاعلة على الصعيد العربي وجدت بقوة الآخرين وتستمد شرعيتها من دفاعهم؟ وهل باتت العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية المدخل الحقيقي للاعتراف بالوجود والنجاة من الحرب الأهلية؟
*
لسنا هنا بصدد الإجابة عن تلك الأسئلة كلها، غير اننا نرتكز في تحليلنا هنا على حل الأزمة اللبنانية لمعرفة طبيعة الصراع في المنطقة، لذا يمكن القول إن الذي حدث بين اللبنانيين في الدوحة إنجاز بكل المقاييس، وقد بات واضحاً قبل ذلك وبعده أن قطر تتمتع بعلاقات متميزة مع كل الاطراف، وهي تجاهر بما تقوم به حتى لو كان في غير الصالح العام، فما بالك وقد أشرفت على حل مشكلةٍ أعجزت الأطراف الدولية الفاعلة، وأعادت رسم خريطة التحالفات العربية - الإقليمية والدولية.
*
بناءً عليه، فإن ملخص ما حدث يعني بوضوحٍ أن العلاقات القائمة على المصالح هي أكثر جدوى من تلك القائمة على الأخوة والمبادئ، وإن كانت قطر - باعتراف اللبنانيين أنفسهم - قد قدمت الأخوة عما سواها في الحرب الأخيرة، مع استمرار علاقتها مع إسرائيل، فهل يكفي هذا وحده؟
*
بالطبع لا، إذ يجدر بنا هنا أن نكشف ذلك الضعف العربي المتراكم لسنوات بسبب الوضع في العراق، حيث أن تقاطع المصالح الدولية حال دون الوصول إلى توقيف الفتنة والدم فيه، صحيح أنه من غير المجدي إجراء مقارنة بين الوضع في لبنان والعراق، لكن الذي ندركه جيداً أن الأزمة في لبنان حُلت -ولو بصفةٍ مؤقتة- على حساب فلسطين والعراق وغيرهما، الأمر الذي يعني أن العرب لا يقودون العربة ولكن يركبون قاطرة الآخرين التي توصلهم إلى أهداف أصحابها، دليلنا في ذلك أن التضخيم الإعلامي الذي صاحب ما يعرف باتفاق الدوحة بدا كأنه محاولة جادة وواعية للتغطية على الأحداث المأساوية، إضافةً إلى أن الجامعة العربية التي واجهت الفشل بعد الفشل منذ احتلال العراق نراها اليوم تعود إلى الواجهة بشراكةٍ قطرية.
*
لن نكون هنا في صف أولئك الذين يشككون في أي نجاحٍ يحققه العرب مجتمعين أو متفرقين، غير أن هذا لا يحول دون الجهر بالقول: أن كل المحاولات التي يبذلها العرب خفيةً أو علانية ترتبط بموقف الدول القوية في المنطقة والتي تحدد خط السير للعرب، أي أن اتفاق الدوحة مثلاً ما كان ليحدث لولا تلاقي المصالح الإيرانية الأمريكية من جهة، وخفض التوتر على المستوى السياسي بين سوريا والسعودية من جهةٍ ثانية، والأكثر من هذا أن المعارضة فرضت واقعاً جديداً، كاد أن يجعل الأكثرية أقليةً باطلة وغير مؤثرةٍ بالدرجة التي كانت عليها في السابق، وواضح أن الدول المؤيدة لما يعرف بالموالاة اكتشفت ضعف هذه الأخيرة وتراجعها وعجزها عن المواجهة، وبالتالي قلة حيلتها وضعفها في الدفاع عن مصالحها التي تتقاطع أو تنوب أحياناً عن مصالح الآخرين.
*
لقد جاء صخب الأيام الماضية إعلامياً ليبعدنا عن قضيتنا الأساسية وهي الصراع مع أمريكا لجهة رفض مشروعها الشرق أوسطي، حيث لم تجدِ الفوضى الخلاقة في لبنان ولا تغيرت المعادلة لصالح المدافعين والمؤيدين للمشروع الامريكي، وقد كان "نبيه بري" محقاً في كلمته حين شكر أمريكا على اعترافها -الضمني- بعدم استمرار مشروعها لا ولادةً ولا مخاضاً في المنطقة انطلاقاً من لبنان، وبالطبع ستؤول الأمور إلى نفس الحال في العراق رغم أن كل المعطيات الراهنة تشير إلى عكس ذلك.
*
في التجربة الراهنة سواءً أشاركت فيها الدول العربية الكبرى أو المعتدلة أو الصغيرة أو حتى تلك التي تدعي الحياد، فإن قيام العلاقات الدولية على المتغيرات بدل الثوابت، بحجةٍ واهية هي أن هناك مصالح بين الدول تتغير حسب الظروف يجعل العرب بعيدين عن المشاركة في تحقيق مستقبلهم، بحيث سيكونون تابعين في أفعالهم للآخرين، وكلما اختل التوازن أو حصل تناقض دفعوا الثمن، ولهم في ذلك تراث سياسي منذ الحرب العالمية الثانية، حيث نجد درجة الإيمان بنوايا الآخر الطيبة أدت بهم في الغالب إلى عدم التربص والحيطة والحذر.
*
إن العرب اليوم يكررون التجربة نفسها مع العراق، لهذا ولغيره تنتاب المراقب الحيادي مشاعر متناقضة بين الفرحة باقتراب اللبنانيين من بعضهم وبين الحزن والتشاؤم على الحالة التي آل إليها العراق حيث الابتعاد الكلي عن العرب في علاقات جزرٍ اختلفت عن سابقاتها التي ذهبت بعيداً في المد قبل الاحتلال وقبل سنوات الحصار، وتلك هي معاناتنا الحقيقية، فمتى نسعى للخروج منها واضعين في الحساب أن الانشغال بالقضايا الصغرى وإن بدت كبيرة لا يلهينا عن قضايانا الكبرى ولو عملنا متعمدين أو متجاهلين على تصغيرها، وباختصار متى سنرى العرب في العراق، أو مجتمعين مع أهله بصدقٍ خارجه، وهدفهم الصادق والواعد توقيف الإبادة وتوحيده وجمع شتات أهله؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.