أكد وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية مصطفى بن بادة أن القرية الأولى للحرف التي دشنت بالعاصمة ستكون فضاء لترقية وجمع المنتجات الحرفية في إطار جهود الدولة الرامية إلى ترقية منتجات الصناعة التقليدية ودعم هذا القطاع الذي يمتص يدا عاملة معتبرة، حيث يتمتع الفضاء بكبر مساحته، وروعة هندسته فضلا عن تنوعه فيما يعرض من منتجات الصناعة التقليدية بشكل يغطي التنوع الكبير الذي تزخر به الصناعة التقليدية ببلادنا. وأضاف الوزير على هامش حفل تدشين القرية الأولى للحرف بسيدي فرج مساء أول أمس، أن بناء المشروع كان بمثابة حلم ظل مجرد فكرة منذ سنوات السبعينيات، حيث كان هذا الفضاء مخصصا للصناعة التقليدية، وتجسد اليوم ليحيي هذا النشاط الذي أنشئ من أجله، كما اعتبر بن بادة هذه القرية فضاء للصناعة التقليدية والسياحة والتجارة، حيث يتجلى الدور المنوط به والمتمثل في ترقية منتوجات الصناعات التقليدية لمختلف مناطق الوطن. من جهة أخرى، أشار المسؤول الأول عن القطاع إلى أن القرية الأولى للصناعة التقليدية تعد فضاء مستداما يهدف إلى تثمين الكفاءات في هذا الميدان، كما تعتبر نافذة دائمة لجميع الحرفيين ومنتجات الصناعات التقليدية، منوها إلى أن غياب فضاءات لترقية وتسويق منتجات القطاع هي إحدى النقاط السوداء التي عرقلت تطور هذا الأخير، إلا أنها بدأت تسترجع مكانتها ضمن النشاط الاقتصادي بالجزائر من خلال برنامج طموح باشرته الحكومة سنة 2003 ورصدت له نحو 5 ملايير دينار، كما أكد أن البرنامج الأول لتطوير هذا القطاع في صدد الاستكمال وأن الحكومة تعمل على تحضير برنامج ثان موجه للقطاع للفترة 2010 - .2025 وحسب وثيقة تقنية للمشروع تحصلت ''الحوار'' على نسخة منها، فإن القرية التقليدية تهدف إلى تنمية وتطوير سبل الشراكة بين المؤسسات العمومية والخاصة الناشطة في القطاع، وإحداث فضاء دائم للترويج للمنتجات التقليدية المحلية، فضلا عن كونه فضاء يستجيب لاحتياجات الزوار مما يجعله مقصدا سياحيا للعديد منهم، كما توفر القرية فضاء معبرا للصناعة التقليدية الأصيلة يتسع لورشات الإنتاج الحية وواجهات للعرض في نفس الوقت. وتحتوي القرية على عدة فضاءات متنوعة تجمع مختلف الطبوع والتقاليد الموجودة عبر كافة أنحاء الوطن، منها فضاءي الخيمة وقعدة بلادي لتقديم المأكولات الشعبية والحلويات التقليدية، وآخر للسوق الحرفية لعرض وبيع مختلف المنتوجات، إضافة إلى فضاء للتكوين يضم قاعات مجهزة بالوسائل البيداغوجية يقدم خدمة التكوين لإطارات القطاع وحرفييه.