يبقى النفان يوسف عزايزية من بين القلائل على المستوى الوطني الذين يسعون للحفاظ على التراث الأندلسي من خلال تعليم الأطفال أسس الموسيقى الأندلسية وتدريبهم على الغناء والعزف والمشاركة في مهرجانات وملتقيات الموسيقى الأندلسية الوطنية والجهوية.. تأثر بالشيوخ الكبار كعبد الكريم دالي، مقداد زروق، الشيخ سري، قرباز رشيد، خزناجي وغيرهم، "المساء" التقته فكان معه هذا الحوار. -المساء: بداية، نبارك لكم نجاح ألبوم "الليلة"، ما تعليقكم عليه؟ *يوسف عزايزية: الحمد لله، الألبوم يلقى صدى واسعا بدليل البث المكثف لأغانيه في معظم القنوات الإذاعية، وهو في الطابع الشعبي، وقد ساعدني في كتابة أغانيه الأستاذ محمد شرشالي صاحب رائعة "العين الزرقة" التي أداها رضا دوماز، وكذا أحمد برابح الذي ألف لي أغنية "مليانة نبغيك" وقمت أنا بتلحينها، كما يضم الألبوم 14 أغنية منها "اليلة"، "مسرارة"، "خطوة جديدة"، "بعيد على النار"... وغيرها. - وأي رقم هو هذا الشريط في مشوارك الفني؟ * هو الألبوم الثاني فقط، حيث كنت قد سجلت سنة 1997 أول ألبوم لكن لم يطرح في الأسواق بسبب مشكل مع المنتج الذي لم يحترم بنود عقد العمل، ورغم ذلك بثت أغانيه في اذاعة "البهجة" كثيرا وسبق وأديتها في كل حفلاتي دون أن تنزل للسوق، وقد نالت إعجاب الجمهور والحمد لله. - ولماذا كل هذا الفارق الزمني بين الألبومين؟ * للأسف، طبيعة عملي كطبيب وانشغالاتي بالحفلات وتعليم الأطفال بالجمعية الزيرية، لم تسمح لي بتقديم المزيد من الألبومات. - هل كل أغاني الألبوم هي من تأليفك؟ * عميد المالوف الحاج الفرقاني أطال الله في عمره، كتبها والده خصيصا له، لكنه لم يؤدها وبقي محتفظا بها حتى رآني في إحدى الحفلات فأعجبته، فدعاني لزيارته ببيته وقدم لي الأغنية التي هي في طابع الحوزي، قرأتها وفرحت بها كثيرا. - لنتحدث الآن عن جمعيتكم الأندلسية الزيرية، متى تأسست وما هدفها؟ * الجمعية الزيرية الأندلسية لمدينة مليانة تأسست في 16 أفريل 1997 بمبادرة من بعض الفنانين والموسيقيين، وأطلق عليها إسم »الزيرية« نسبة إلى القائد "بلقين بن الزيري" الذي أعاد تأسيس مدن الجزائر ومليانة والمدية، أما عن الهدف منها فهي تسعى للحفاظ على التراث الأندلسي وتعليم الأطفال أسس الموسيقى الأندلسية وتدريبهم على الغناء والعزف، وتشريف الولاية والجزائر في المحافل الوطنية والجهوية. - ماذا عن أبرز مشاركاتكم بالمهرجانات؟ * شاركنا في العديد من المهرانات الوطنية للموسيقى الأندلسية بتلمسان والبليدة وقسنطينة وشرشال والعاصمة وغيرها، كما كانت لنا فرصة تمثيل الجزائر سنة 2006 في عاصمة الثقافة العربية مسقط بسلطنة عمان، والحمد لله شرفنا البلد أحسن تشريف بدليل تكريمنا من طرف هيئات عليا هناك. - بصفتك قائد الجمعية والجوق، كيف تستطيع التوفيق بين تعليمك التلاميذ ومستقبلك الفني؟ * يأتي تعليم التلاميذ أصول الموسيقى والنوبات والغناء والعزف على الآلات في المقام الأول، ثم يأتي في المقام الثاني موهبتي الخاصة، والحمد لله، أرى نفسي ناجحا لحد الآن بدليل تشجيعي من قبل الشباب والنساء وحتى الشيوخ في كل الحفلات التي أحييها وكذا بعد صدور ألبوم "الليلة"، أما فيما يخص الجمعية فقد استطعنا تكوين عدد لا بأس به من الطلبة الذين يتدرجون حسب كفاءاتهم وهم اليوم من خيرة المتعلمين. - ألا تفكر في تصوير فيديو كليب للظهور بقوة إعلاميا؟ * بالفعل أي فنان يفكر في ذلك، لكن الإمكانيات لا تسمح، كما أنه من الواجب العمل مع طاقم محترف وبأجهزة رقمية حديثة حتى يكون الكليب في مستوى الكليبات العربية على الأقل. - أخيرا كيف تقيّم واقع الموسيقى الأندلسية؟ * الموسيقى الأندلسية بخير ما دامت الجمعيات والفرق التي تهتم بها وتسعى للحفاظ عليها قائمة وتنشط بقوة، وعلى هذا الأساس أنا أرى أن الأندلسي بإمكانه الذهاب بعيدا وحتى في الخارج، بشرط توفير الدعم له وإعطائه الاهتمام اللازم من المسؤولين على الثقافة، خاصة إعلاميا وصدقني ان إعجاب العرب بكل ما قدمناه سنة 2006 في "مسقط" لا يوصف ويبشر بمستقبل جيد للموسيقى الأندلسية.. وأضيف لك شيئا مهما في مليانة مثلا، يقبل الشباب على الموسيقى الأندلسية أكثر من الراي لدرجة أنهم أصبحوا يطلبونها في الحفلات والأعراس، وقد حدث في إحدى المرات أن كان الجمهور قياسيا وفاق الألف عائلة، وهذا ما يؤكد حب أهل مليانة للموسيقى الأندلسية.