جدد سفير دولة جنوب افريقيا بالجزائر مزوفيكيل ماكيتوكا موقف بلاده الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· وقال خلال استضافته أمس في منتدى جريدة "المجاهد" أن موقف جنوب إفريقيا واضح بخصوص القضية الصحراوية وهي لا تزال ملتزمة بدعم مسار السلام لتسوية النزاع الصحراوي وفقا للشرعية الدولية وبما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عن طريق استفتاء حر ونزيه· ورغم أن السفير الجنوب إفريقي ثمن مسار المفاوضات بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو إلا أنه عبر عن أسفه لعدم احراز أي تقدم خلال جولات المفاوضات السابقة، وقال أن الأمل يبقى قائما في إمكانية نجاح الجولة الرابعة المقررة منتصف الشهر القادم بمدينة منهاست الأمريكية· ورفض بالمقابل تحميل اي طرف المسؤولية في حال فشل العملية السلمية التي تشرف عليها منظمة الأممالمتحدة، مشيرا في السياق نفسه إلى عدم وجود طرف ثالث في هذا النزاع الذي دخل عقده الرابع· وجاءت تصريحات السفير الجنوب إفريقي حول القضية الصحراوية خلال تطرقه الى الخطوط العريضة لسياسة بلاده الخارجية على ضوء الخطاب السنوي الذي ألقاه الرئيس تابومبيكي والذي حدد فيه سياسة دولة جنوب افريقيا المنتهجة على جميع الأصعدة ومن بينها العلاقات مع باقي الدول· وفي هذا السياق أشاد ماكيتوكا بالعلاقات الثنائية المتينة بين الجزائروجنوب إفريقيا والتي تعود إلى زمن بعيد وترجمت بإنشاء لجنة ثنائية تهتم بدراسة سبل الشراكة بين البلدين في جميع المجالات·ومن المقرر أن تقدم هذه اللجنة في الأيام القادمة تقييمها حول التقدم الحاصل على مستوى الشراكة بين الجانبين·وبالمناسبة أوضح السفير الجنوب إفريقي أنه لا يوجد هناك أي عائق لتحسين الشراكة في المجال الاقتصادي، وقال أن بلاده تبحث دائما عن سبل تدعيم التعاون الاقتصادي· كما أكد أن التعاون بين البلدين لا يخص قطاعا دون غيره وأن الباب مفتوح على مصراعيه لاسيما في مجال الطاقة النووية والمناجم· وفي هذا السياق أكد دعم بلاده لامتلاك الجزائر الطاقة النووية السلمية وقال أن جنوب افريقيا مهتمة باستحداث هيئات جديدة وأنها تسعى إلى انشاء 50 محطة نووية في آفاق 2030 وبدأت حاليا في اقامة مفاعلين نوويين· كما لم يخف بالمقابل رغبة بلاده في تطوير تعاونها مع الجزائر في المجال الطاقوي بالنظر الى الاضطرابات التي تشهدها مؤخرا في مجال التزويد بالكهرباء· ولا تتوقف مجالات التعاون بين البلدين عند هذا الحد فحسب حيث أعلن السفير على أن اكتشاف منجم للذهب بالجنوبالجزائري تم بمساعدة خبراء ومختصين من جنوب افريقيا، كما أشار الى أن التعاون مس الميدان العسكري رغم تعقيداته حيث تم تبادل للخبرات والمعلومات بين الجانبين واستيراد الأجهزة والعتاد العسكري· من جهة أخرى تطرق السفير الجنوب إفريقي الى مبادرة "النيباد" التي اعتبرها مهمة لتنمية القارة الافريقية· وقال أن هذه المبادرة تحتاج الى تشكيل لجان محلية من أجل تطبيقها على أرض الواقع، وهو ما تم التطرق إليه في القمة الثامنة للإتحاد الافريقي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا· وقدم مثالا على بعض المشاريع التي تندرج ضمن هذه المبادرة ومنها المشروع الذي اقترحته الجزائر وهو إنشاء طريق سيار ينطلق من مصر ويمر عبر تونس الى الجزائر· ومن جهة أخرى، شكلت الندوة التي نشطها السفير الجنوب إفريقي مناسبة لتسليط الضوء على التقدم الحاصل في جميع المستويات خلال حكم الرئيس تابومبيكي والتحديات التي تواجهها دولة جنوب افريقيا من أجل تطوير إمكانياتها وتحسين اقتصادها بما يضمن الرفاهية والاستقرار لشعبها· وفي هذا السياق، قدم بعض الأرقام في المجال الاقتصادي الذي اعتبره من أقوى الاقتصاديات في كامل القارة الإفريقية بحيث يمثل ناتجها الداخلي الخام نسبة 25% من مجموع الناتج الداخلي الخام للقارة السمراء· كما أكد أن بلاده تعتبر رائدة الصناعة في افريقيا بنسبة 40% من الانتاج الاقتصادي · وفي الأخير أشار السفير الجنوب إفريقي إلى مسألة المصالحة الوطنية في بلاده وقال أن العمل بها انتهى منذ عام 2005·