أكد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز تمسك جبهة البوليزاريو بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بكل الطرق والخيارات المتاحة مع الابقاء على بديل الكفاح المسلح في حال فشلت العملية التفاوضية في ايجاد تسوية عادلة للنزاع في الصحراء الغربية الذي دخل عقده الرابع. وقال الرئيس محمد عبد العزيز في الخطاب الذي ألقاه مساء الثلاثاء بمناسبة الاحتفالات بالذكرى ال 35 لاندلاع الكفاح المسلح أن جبهة البوليزاريو وهي تجسد سيادة الجمهورية الصحراوية فوق ترابها الوطني من خلال تنظيم هذه الاحتفالات تعلن بأن الشعب الصحراوي لن يقبل المساومة على حقوقه المقدسة، وأن ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليزاريوو لن يقبل لا اليوم ولا غدا الدخول في مسار يرمي الى الالتفاف على حقه المشروع في تقرير المصير والاستقلال. وأضاف أن الشعب الصحراوي لن يبقى مكتوف الايدي أمام سياسة التعنت المغربية والمماطلات التي تسعى من خلالها الرباط لفرض الامر الواقع وهو يخلد ذكرى ثورته وبما يزيده تصميما وإصرارا على استكمال تنفيذ القرارات التي خرج بها المؤتمر الثاني عشر لجبهة البوليزاريو الذي عقد نهاية العام الماضي وفي مقدمتها تقوية جيش التحرير الشعبي الصحراوي وتفعيل التنظيم السياسي ومؤازرة انتفاضة الاستقلال واعمار الاراضي المحررة. وهي قرارات تؤكد ان خيار العودة الى الكفاح المسلح يبقى واردا في اجندة جبهة البوليزاريو في حال فشل العملية السلمية في تسوية النزاع في الصحراء الغربية بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عن طريق تنظيم استفتاء حر ونزيه. وفي هذا السياق حمل الرئيس الصحراوي المجتمع الدولي مسؤولية تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة هذا الحق وقال ان المجتمع الدولي ملزم بالدفاع عن الشرعية الدولية التي اعطت لشعب الصحراء الغربية الحق في الدفاع عن نفسه وحقوقه بكل الوسائل المشروعة بما فيها الكفاح المسلح. وطالب محمد عبد العزيز مجلس الامن وكل المجموعة الدولية بفرض المزيد من الضغوطات بما فيها فرض العقوبات اللازمة على المغرب لإرغامه على الانصياع للشرعية الدولية. كما جدد التأكيد على حق الشعب الصحراو ي في استعادة حقوقه المسلوبة مذكرا بأن مجلس الامن الدولي صادق سنة 1991 على خطة التسوية الاممية الافريقية والتي قبلها طرفا النزاع جبهة البوليزريو والمغرب ووقعا على اتفاق وقف اطلاق النار بهدف تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي لم يتم الى غاية اليوم بسبب المواقف المغربية المتعنتة مستغلا في ذلك الدعم غير المبرر الذي تقدمه له دول عظمى داخل مجلس الامن في تلميح واضح باتجاه فرنسا. وجدد الرئيس الصحراوي في هذا الاطار التذكير بأن الحكومة الاسبانية تبقى مطالبة بضرورة اتخاذ مواقف صريحة وحازمة لصالح استفتاء تقرير المصير وذلك انسجاما مع مسؤولياتها القانونية والاخلاقية والتاريخية تجاه الشعب الصحراوي وواجبها في استكمال تصفية الاستعمار في آخر مستعمرة افريقية. ورغم أن تصريحات الامين العام لجبهة البوليزاريو حملت في مضمونها رسالة قوية بالتمسك بحق تقرير المصير ودعوته السلطات المغربية الى التعامل بكل موضوعية مع الواقع الصحراوي كمسلمة لا جدال ولا تراجع عنها فإن ذلك لم يمنعه من توجيه نداء الى الشعب المغربي للتعاون سويا من اجل تطبيق الشرعية الدولية وبناء مغرب عربي موحد ومزدهر. وانتهز الرئيس الصحراوي هذه المناسبة لمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لاطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين والكشف عن مصير اكثر من 500 مفقود مدني و151 اسير حرب في السجون المغربية. كما طالب المنظمة الاممية بتحمل مسؤولياتها في حماية المواطنيين الصحراويين من آلة القمع المغربية التي زادت حدتها في الشهور الاخيرة ضمن حملة الرباط لإسكات صوت الانتفاضة وإرغام الشعب الصحراوي على القبول بالامر الواقع. وجدد في هذا الشأن مطلب جبهة البوليزاريو بتوسيع صلاحيات بعثة الاممالمتحدة من اجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو" لتشمل مجال حماية حقوق الانسان ومراقبتها وتقديم تقرير عن وضعية حقوق الانسان في الاراضي المحتلة والتي تدهورت بشكل خطير في ظل استمرار حملات القمع والتعذيب والاعتقالات ضد المدنيين والحقوقيين الصحراويين. كما طالب المجتمع الدولي بإزالة جدار العار الذي اراد من خلاله المغرب تقسيم الارض والشعب الصحراويين على امتداد 2500 كلم. ووجه الرئيس الصحراوي في الاخير رسالة شكر الى كل الدول والمنظمات الدولية المتضامنة مع القضية الصحراوية وللجزائر بوجه خاص على موقفها الثابث والداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفق الشرعية الدولية. وقال ان الشعب الصحراوي يبقى معتزا بموقف الجزائر نبراس الثورة ومثال المقاومة الباسلة من اجل الحرية والاستقلال. كما وجه تحية تقدير الى القارة الافريقية التي تحتضن الجمهورية الصحراوية من خلال منظمة الاتحاد الافريقي التي كانت ممثلة بمفوضية الشؤون الاجتماعية والتي اكدت في تدخلها دعم المنظمة الافريقية لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وقالت ان استقلال القارة السمراء لن يكون كاملا مادامت حقوق الشعب الصحراوي مهضومة. وهو نفس الموقف الذي عبر عنه اعضاء الوفد الجزائري الذين جددوا دعم الجزائر حكومة وشعبا للقضية الصحراوية. للاشارة عرفت الاحتفالات بالذكرى المزدوجة لاندلاع الكفاح المسلح وتأسيس جبهة البوليزاريو والذكرى الثالثة للانتفاضة السلمية في المدن المحتلة حضور ممثلين عن احزاب سياسية كانت تمثل حركات التحرير في افريقيا ومناطق اخرى من العالم مثل المؤتمر الوطني الافريقي الجنوب افريقي والحركة الشعبية لتحرير انغولا ومنظمة سوابو الناميبية والحزب الافريقي لتحرير غينيا بيساو بالاضافة الى حركات تضامنية من امريكا اللاتينية واوروبا وآسيا. مبعوثة المساء الى تيفاريتي: ص/ محمديوة